طرد الغنوشي من مسقط رأسه

متظاهرون من مدينة الحامة يتهمون الغنوشي باستغلال تفشي كورونا لتصفية حسابات سياسية مع خصومه منددين بحجم الدعم الزهيد لجهود مكافحة الوباء.
الغنوشي حاول استغلال تفشي كورونا للدعاية لوزير الصحة المقال عبد اللطيف المكي
الجنوب التونسي المعقل الرئيسي للاسلاميين انتفض على الغنوشي

تونس - تتعرض حركة النهضة التونسية ورئيسها راشد الغنوشي لضغوط شعبية متصاعدة بعد اتهام الحركة بالتسبب في تأزم الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية والصحية. 
ورغم ان التيار الإسلامي له شعبية كبيرة في محافظات الجنوب لكن تلك الشعبية بدات تتلاشى تدريجيا مع فشل الإسلاميين في إدارة الدولة التونسية طيلة 9 سنوات.
والأحد تعرض رئيس البرلمان الغنوشي للطرد في مسقط راسه مدينة الحامة من محافظة قابس وذلك اثر زيارة قام بها لمقر المعتمدية في اطار جهود مكافحة فيروس كورونا الذي انتشر في المنطقة بشكل كبير.

والأسبوع الماضي اعادة السلطات التونسية فرض حظر تجول في مدينة الحامة بعد ان سجلت مئات الإصابات.
وقال رئيس بلدية المنطقة ناصف الناجح إنه جرى فرض حظر تجول بين الخامسة بعد الظهر والخامسة صباحا لأسبوع في المدينة التي يقطنها نحو 100 ألف شخص.
وأطلق الناجح هذا الأسبوع "نداء استغاثة" بعدما سادت فوضى المستشفى المحلي، وأفاد أن المصابين لا يجري ايداعهم لغياب الطاقم الذي غادر المؤسسة بعد تسجيل إصابات في صفوف عناصره.
وليس هناك مدير للمستشفى المحلي الذي يعاني أيضا نقص التجهيزات وسط انتقادات واسعة للسلطة. واقام الجيش مستشفى ميدانيا الأسبوع الماضي للعناية بالمصابين.
وتم منذ منتصف آب/أغسطس تعليق صلاة الجمعة في المدينة وحظر التجمعات بما فيها الأعراس، ومنع الجلوس في المقاهي والمطاعم وحصر نشاطها في البيع.
وأعلنت الشركة الوطنية للسكك الحديد في بيان مساء الخميس تعليق رحلات القطار إلى ولاية قابس التي تضم الحامة، بسبب الوضع الصحي.
وفي محاولة لتهدئة الموقف ادى الغنوشي زيارة للمدينة لكن تصريحاته المستفزة المتعلقة بحجم المعونات المقدمة للمدينة وتحميله مسؤولية تفشي الوباء لرئيس حكومة تصريف الأعمال الياس الفخفاخ بسبب إقالة وزير الصحة عبد اللطيف المكي اثارت انتقادات واسعة.
وعبر المحتجون عن رفضهم الاستغلال السياسي لتفشي الوباء كما انتقدوا قرار رئيس البرلمان تقديم تبرعات زهيدة لمواجهة الفيروس والمقدرة ب5 الاف دينار (ألفين دولار) وسط حديث عن ثروته المقدرة بالمليارات.
وليست هذه المرة الأولى التي يتعرض فيها الغنوشي للطرد في الجنوب التونسي لكن عملية طره هذه المرة تتزامن مع نشر استطلاعات راي كشفت ان رئيس النهضة يتصدر اسوا الشخصيات السياسية في تونس والتي لا تحظى بثقة في البلاد.