اردوغان يصعد ضد خصومه في المتوسط

الرئيس التركي يؤكد أن بلاده لن تقدم أي تنازل في الدفاع عن مصالحها المرتبطة بالغاز في شرق المتوسط، مهددا بأن اي خطأ ترتكبه اليونان سيؤدي إلى 'خرابها'.
اردوغان يهدد.. من يعترض تركيا سيدفع الثمن
فرنسا تعلن دعمها لليونان في خلافها مع تركيا
خصوم تركيا في شرق المتوسط يستعرضون القوة
اليونان تعتزم توسيع مياهها الإقليمية في المتوسط
تركيا تعلن عن تنفيذ مناورات في البحر المتوسط مع البحرية الأميركية ردا على مناورات الخصوم

إسطنبول - أكد الرئيس التركي رجب طيب اردوغان الأربعاء أن بلاده لن تقدم "أي تنازل" في الدفاع عن مصالحها المرتبطة بالغاز في شرق المتوسط داعياً اليونان إلى تجنّب أي "خطأ" يمكن أن يؤدي إلى "خرابها".

وقال اردوغان أثناء حفل إحياء لذكرى معركة 'ملاذكرد' عام 1071 التي تمثل دخول الأتراك إلى الأناضول بعد انتصار السلطان ألب أرسلان التركماني على البيزنطيين، "تركيا ستأخذ ما هو حقّها من البحر الأسود وبحر إيجه والمتوسط، لن نقدم أي تنازل إطلاقاً على ما يخصّنا".

وأضاف "لذلك نحن مصمّمون على القيام بكل ما يلزم على الصعيد السياسي والاقتصادي والعسكري".

وتأتي هذه التصريحات وسط تصعيد للتوتر بين أنقرة وأثينا في شرق المتوسط، حيث فاقم اكتشاف حقول غاز كبيرة في السنوات الماضية نزاعات قديمة بين البلدين المجاورين بشأن الحدود البحرية.

وأرسلت تركيا منذ العاشر من أغسطس/آب سفينة "عروج ريس" للرصد الزلزالي ترافقها قوة عسكرية إلى منطقة تطالب أثينا بالسيادة عليها، ما أثار غضب اليونان التي نشرت سفنا حربية في المنطقة.

وأضاف "ندعو نظراءنا إلى تجنّب أي خطأ يفتح المجال أمام خرابهم"، في إشارة إلى اليونان من دون تسميتها.

ويأتي خطاب اردوغان اللاذع غداة زيارة أجراها وزير الخارجية الألماني هايكو ماس إلى أثينا وأنقرة فيما تقوم برلين بوساطة لتهدئة التوتر.

وقال وزير الخارجية التركي مولود تشاوش أوغلو الثلاثاء إن تركيا مستعدة لحوار لكن من دون فرض أثينا أية "شروط مسبقة".

ميدانيا يبدو الوضع متوتراً أيضاً إذ إن أنقرة وأثينا العضوين في حلف الأطلسي واللتين لديهما علاقات تاريخية حساسة، أجرتا الثلاثاء مناورات بحرية متقابلة.

وفي اطار التصعيد ذكرت تركيا أنها نفذت مناورات في شرق البحر المتوسط مع البحرية الأميركية.

وأعلنت وزارة الدفاع التركية عبر تويتر أن السفينتين الحربيتين التركيتين "تي سي جي بارباروس" و"تي سي جي بورجازادا" والمدمرة الأميركية "يو إس إس وينستون إس تشرشل" شاركت في التدريب البحري.

وتجري اليونان وفرنسا وإيطاليا وقبرص من الأربعاء حتى الجمعة تدريبات عسكرية مشتركة في شرق المتوسط، في جنوب جزيرة كريت اليونانية وقبرص.

وأعلنت فرنسا التي تدعم اليونان في هذا الخلاف، الأربعاء أن شرق المتوسط يجب ألا يكون "ملعباً لطموحات البعض".

وقال اردوغان الذي يتّهم أثينا بأنها تريد أن تكسب الاتحاد الأوروبي ضد أنقرة، الأربعاء إن "تركيا ليست دولة يمكن اختبار صبرها وعزمها وامكاناتها وشجاعتها أولئك الذين يريدون اعتراضنا وهم مستعدون لدفع الثمن، فليفعلوا ذلك. وإلا فليبتعدوا عن طريقنا".

مواجهات تركية يونانية متوالية في مياه المتوسط
مواجهات تركية يونانية متوالية في مياه المتوسط

من جانبها أعلنت اليونان اعتزامها توسيع مياهها الإقليمية من ناحية الغرب، ردا على خطوات تركيا التصعيدية في مياه شرق المتوسط، في خطوات تنذر باحتدام التوتر بين أثينا وأنقرة.

وقال رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس الأربعاء إن بلاده تعتزم مد الحد الغربي لمياهها الإقليمية في البحر الأيوني إلى 12 ميلا.

وأضاف رئيس الوزراء المحافظ أن مشروع قانون يخص الأمر سيُقدم إلى البرلمان قريبا جدا.

وقال للنواب خلال نقاش بشأن ما إذا كان البرلمان سيوافق على اتفاق تم التوصل إليه في الآونة الأخيرة على الحدود البحرية بين اليونان وإيطاليا "ستوسع اليونان مياهها الإقليمية الغربية إلى 12 ميلا بحريا من ستة".

ووقع البلدان على اتفاق الحدود البحرية في يونيو/حزيران وهو اتفاق يؤسس منطقة اقتصادية خالصة بينهما ويحل مشاكل عالقة منذ فترة طويلة بشأن حقوق الصيد في البحر الأيوني.

ويناقش البرلمان اليوناني أيضا اتفاقا بحريا منفصلا مع مصر ومن المتوقع أن يصوت النواب على الاتفاقين غدا الخميس.

وتحذر تركيا من أن تحركا مماثلا من قبل أثينا على الطرف الآخر لليونان، أي ناحية الشرق، سيعتبر "ذريعة حرب". والبلدان على خلاف يتعلق بالمدى الذي يصل إليه الجرف القاري لكل منهما وحدودهما البحرية.