إقالة باشا آغا تنذر بصدام عنيف بين ميلشيات طرابلس

حراك '23 أغسطس' يندد بمقتل متظاهر ويحمل وزير الداخلية المقال مسؤولية ما يحدث في طرابلس.
باشا آغا إلى التحقيق فيما حدث خلال الاحتجاجات
دعوات في طرابلس لإطلاق سراح المتظاهرين المعتقلين

طرابلس - وجهت الميلشيات الموالية لوزير الداخلية المقال في حكومة الوفاق الليبية فتحي علي باشا آغا تهديدا صريحا لميليشيات حكومة الوفاق في طرابلس، متوعدة بمهاجمتها في عقر دارها عقب قرار إيقاف باشا آغا.

وأفادت مصادر إعلامية الأحد بأنه من المتوقع أن يمثل باشا آغا أمام التحقيق، فيما حمله ما يسمى بشباب "حراك 23 أغسطس" مسؤولية ما يحدث في طرابلس خصوصا بعد مقتل متظاهر برصاص الميليشيات الموالية للوفاق.

وندد شباب الحراك بمقتل المتظاهر متأثرا بجروح أصيب بها جراء إطلاق الميليشيات النار لتفريق المتظاهرين المناهضين لحكومة الوفاق في طرابلس، مطالبين المجلس الرئاسي بإصدار أوامر لإطلاق سراح المعتقلين.

وحمل الحراك وزير الداخلية الموقوف عن العمل مسؤولية ما يحدث في طرابلس حاليا، مؤكدين أن باشا آغا جزء منظومة الفساد في حكومة الوفاق بقيادة فايز السراج.

ومنذ انطلاق احتجاجات غاضبة في طرابلس ومدن متاخمة لها ردا على تردي الأوضاع، اعتقل مئات المتظاهرين خلال عمليات دهم واختطاف نفذتها ميليشيات السراج في محاولة لوأد الاحتجاجات المطالبة بإسقاط حكومته، فيما أصيب آخرون بعد إطلاق كتائب الوفاق النار لتفريق المسيرات.

وكانت حكومة الوفاق قد أعلنت الجمعة في بيان "إيقاف باشا آغا احتياطيّاً عن العمل ومثوله للتحقيق الإداري أمام المجلس الرئاسي خلال أجَل أقصاه 72 ساعة من تاريخ صدور هذا القرار".

وأضاف البيان أنّه سيتم التحقيق مع الوزير "بشأن التصاريح والأذونات وتوفير الحماية اللازمة للمتظاهرين والبيانات الصادرة عنه حيال المظاهرات والأحداث الناجمة عنها التي شهدتها مدينة طرابلس".

لكن الاستعراض العسكري الذي رافق وصول باشا آغا السبت إلى العاصمة طرابلس قادما من تركيا، بحماية نحو 300 آلية عسكرية كانت قد توجهت إلى قاعدة معيتيقة لمواكبته، يوحي وفق محللين باحتمال حصول جولة أخرى من التصعيد واحتدام الصراع بينه وبين السراج والميليشيات المؤيدة لكلا الطرفين.

الشارع الليبي ينتفض على منظومة الفساد في حكومة السراج
الشارع الليبي ينتفض على منظومة الفساد في حكومة السراج

ورد باشا آغا عقب زيارته إلى تركيا في بيان نشره السبت على حساب وزارة الداخلية في فيسبوك، معربا عن استعداده للخضوع للتحقيق، لكنه طالب بأن يتم بثه بشكل حي من أجل الشفافية.

وقال إن السبب الرئيسي لإيقافه عن العمل، يرجع لحديثه من قبل عن وجود فساد في جميع مؤسسات الدولة وأن الشعب الليبي لديه مشاكل وعلى الحكومة وضع برنامج ومشروع تسير عليه، حسبما أفادت بوابة الوسط الليبية.

وعند عودته الى طرابلس مساء السبت، قال باشا آغا في مطار معيتيقة للصحافيين، "أنا لست ضد أي مجموعة ولا ضد أي فرد، أنا اتكلم عن حالة مرضية اسمها الفساد".

وأضاف "لا اريد هذا المنصب اذا كان لا بد أن أظلم الشعب الليبي، لن أنحاز للفاسدين".

وتابع "ان كنت داخل الحكومة او خارجها، سأستمر بالعمل الوطني وعليكم انتم أن تكملوا هذه المسيرة من اجل بناء الوطن وبناء المؤسسات".

وفي المطار كان في استقبال الوزير الذي تم تعليق عمله فرقة موسيقية عسكرية وضباط وحشد كبير من المناصرين.

والسبت أعلنت حكومة الوفاق تعيين رئيس أركان ووزير دفاع جديدين لقوات الحكومة القائمة في العاصمة الليبية طرابلس، في محاولة لاستمالة الحراك وتخفيف غضب الشارع بعد أيام من الاحتجاجات الشعبية على تردي الخدمات العامة والظروف المعيشية في البلاد.

ويبدو أن السراج قد أجرى في قرار مرتبك بسبب ضغوط الحراك تعديلات في حكومته تعتمد على قياديين في الميليشيات التي يحملها الليبيون ما آلت إليه بلادهم الغارقة في الفوضى والمتأزمة اقتصاديا.

وأعلن المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق تعيين الفريق أول محمد الحداد رئيس لأركان "الجيش الليبي" وتكليف العقيد صلاح الدين علي النمروش بمهام وزير الدفاع المفوض.

وشغل النمروش وكيلا لوزارة الدفاع وهو من مدينة الزاوية (غرب). اما حداد فيتحدر من مصراتة التي تقع على بعد 200 كيلومتر شرق طرابلس وتعتبر مقرا للميليشيات النافذة التي تحارب الى جانب قوات حكومة الوفاق ضد الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر الذي شن هجوما لـ"تحرير" طرابلس من الكتائب المسلحة.

وجاءت التعيينات بعد أيام من إعلان رئيس حكومة الوفاق فايز السراج اجراء تعديل حكومي استجابة للسخط الشعبي المتزايد في طرابلس ومدن أخرى في غرب ليبيا الخاضعة لسيطرته والذي لم يخفف من غضب الشارع.