ميليشيات إيران تهدد التواجد الأممي في العراق

الميليشيات العراقية تتعهد باستهداف مركبات الأمم المتحدة بحجة ان الجنود الأميركيين يستخدمونها في وقت تشير فيه مصادر أن نية تلك المجموعات إحراج مصطفى الكاظمي دوليا.
الكاظمي يحاول تقليم نفوذ ايران في العراق
الميليشيات كثفت من هجماتها مؤخرا امتثالا للتعليمات الايرانية
انطلاق عمليات عسكرية عراقية لملاحقة السلاح المنفلت في البصرة وبغداد

بغداد - لا تزال الميليشيات الموالية لإيران تثير التوتر في العراق في محاولة مستمرة لإحراج رئيس الحكومة مصطفى الكاظمي الذي يسعى جاهدا للتقليل من النفوذ الايراني في بلاده.
وفي احدث صور التهديد والوعيد للميليشيات هددت مجموعة مسلحة تطلق على نفسها اسم "سرايا أولياء الدم"، الجمعة، باستهداف مركبات الأمم المتحدة العاملة في العراق، حال استخدمتها القوات الأميركية.
وقالت المجموعة في رسالة موجهة إلى ممثلة الأمين العام للأمم المتحدة في العراق جينين بلاسخارت، وفق بيان نشر على الإنترنت: "تأكد لدينا يقينا أن قوات الاحتلال الأميركي تستخدم مركبات بعثة الأمم المتحدة في العراق لغرض الانتقال من مكان إلى آخر، تحاشيا لضربات المقاومة الموجهة لجنوده وآلياته".
وأضاف البيان: "إذ نحترم وجودكم في العراق (بعثة الأمم المتحدة)، فإننا نهيب بكم ألا تكون مركباتكم غطاءً للمحتل، وبعكسه سنضطر إلى ضرب عناصر الاحتلال الأميركي في مركباتكم، وحينها ستُحرق في الشوارع".
وتابع: "نذكركم أن المركبة التي استهدفناها بتاريخ 26 من الشهر الماضي، كانت تقل ضابطا من الـCIA، وكان بإمكاننا إحراقها تماما، لكن أردنا بذلك إيصال رسالة لكم".
و"سرايا أولياء الدم"، مجموعة مسلحة شيعية جديدة غير معروفة سابقا، تبنت في الأيام الماضية بعض الهجمات التي استهدفت أرتال الإمدادات الخاصة بالتحالف الدولي في محافظات جنوبي العراق.
وأصيب موظفان أمميان، الأربعاء الماضي، جراء انفجار عبوة ناسفة استهدفت رتلا مدنيا بمحافظة نينوى، شمالي العراق، وفق مصدر أمني.
وحاولت الميليشيات تبرير تهديدها بمواجهة الاحتلال الاميركي في وقت تعمل هذه التنظيمات على حماية المصالح الايرانية واحراج الكاظمي دوليا باستهداف الرعايا الاجانب.

وكثفت المجموعات المسلحة من هجماتها ضد القوات الاميركية والمصالح الغربية وذلك في اطار الاجندات الايرانية خاصة مع تصاعد التوتر بين طهران وواشنطن بخصوص الاتفاق النووي.

وكانت فصائل شيعية مسلحة، بينها كتائب "حزب الله" العراقية، هددت باستهداف القوات والمصالح الأميركية، في حال لم تنسحب امتثالا لقرار البرلمان القاضي بإنهاء الوجود العسكري في البلاد.
وفي 5 يناير/ كانون الثاني الماضي، صوت البرلمان العراقي بالأغلبية على إنهاء التواجد العسكري الأجنبي في أراضي البلاد، إثر مقتل قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني، برفقة نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس، في قصف جوي أمريكي قرب مطار بغداد الدولي، أوائل الشهر نفسه.

مجموعة مسلحة شيعية مجهولة تبنت هجمات استهدفت أرتال الإمدادات الخاصة بالتحالف الدولي
مجموعة مسلحة شيعية مجهولة تبنت هجمات استهدفت أرتال الإمدادات الخاصة بالتحالف الدولي

وتتهم الولايات المتحدة كتائب "حزب الله" وفصائل عراقية مسلحة مقربة من إيران، بالوقوف وراء هجمات صاروخية متكررة تستهدف سفارتها في "المنطقة الخضراء"، وقواعدها العسكرية التي ينتشر فيها جنودها، إلى جانب قوات التحالف الدولي الأخرى في العراق.
ويرى مراقبون ان التنظيمات المسلحة تسعى لمواجهة خطط الكاظمي في التقليل من النفوذ الاجنبي في بلاده.
وتثير خطوات مصطفى الكاظمي بكبح جماح الميليشيات والتخفيف من النفوذ الإيراني وإعادة العراق الى محيطه العربي غضب حلفاء طهران الذين تورطوا في ارتكاب عدة جرائم بحق العراقيين ورعايا دول اجانب.
ووجه الكاظمي الخميس، تعليماته بإنهاء ظاهرة "السلاح المنفلت" وفرض هيبة الدولة وهي مطالب المحتجين واحد الوعود التي قطعها رئيس الوزراء العراقي قبل توليه المنصب.
ورغم ان دعوات الكاظمي محفوفة بالمخاطر كونه سيدخل في صراع وصدام مباشر مع الميليشيات المدعومة إيرانيا لكنه في المقابل سيلقى تاييدا شعبيا ودوليا كبيرا في حال المضي قدما في تقليم أظافر ايران.
ورغم ان الميليشيات وجهت تهديدات سابقة للكاظمي وذلك عبر اغتال الخبير الامني المقرب منه هاشم الهاشمي لكن رئيس الحكومة العراقي يبدو انه مصر على مواقفه الوطنية.

وفي اطار حملة الكاظمي على الميليشيات افاد قائد عمليات البصرة  العراقية اللواء الركن  أكرم صدام السبت بانطلاق عملية عسكرية بمشاركة مختلف القطعات العسكرية والأمنية  لنزع السلاح المنفلت في المحافظة 550/كم  جنوبي بغداد.

وقال صدام، في تصريح صحفي، إنه لم يتم فرض حظر التجوال خلال العملية التي انطلقت فجرا لنزع سلاح العشائر ووضع حد للنزاعات العشائرية والجريمة المنظمة وحماية الأهالي في عدد من الأقضية.

وأشار إلى أنه سيتم السماح  لكل منزل بالاحتفاظ بقطعة سلاح واحدة .

من جانب آخر، انطلقت في مناطق وأحياء شرقي بغداد فجر اليوم عمليات عسكرية مماثلة لملاحقة السلاح المنفلت شاركت فيها مختلف القوات العسكرية والأمنية.

وتهدف الحكومة من وراء الحملة لكبج حماح المجموعات المساحة التي تورطت في ارتكاب اعمال منافية للقانون في الفترة الماضية.