روسيا البيضاء أحدث حلقة توتر بين موسكو وواشنطن

الاستخبارات الخارجية الروسية تتهم الولايات المتحدة بالتحريض على ثورة في بيلاروس على غرار الثورات الملونة في جورجيا عام 2003 وفي أوكرانيا في 2003-2004.
موسكو: واشنطن خططت قبل عام لإحداث اضطرابات في بيلاروس
روسيا تتهم أميركا بتقديم 20 مليون دولار لنشطاء لتأجيج الاحتجاجات ضد لوكاشينكو

موسكو - دشنت روسيا والولايات المتحدة فصلا جديدا من التوتر على خلفية الدعم الروسي لرئيس روسيا البيضاء (أو بيلاروس) ألكسندر لوكاشينكو الذي أعيد انتخابه لولاية رئاسية جديدة تمدد حكمه المستمر منذ 26 عاما.

واتهمت موسكو اليوم الأربعاء واشنطن بمحاولة التحريض على ثورة في روسيا البيضاء حيث أرسلت وزير دفاعها لإجراء محادثات بشأن الروابط العسكرية، في إشارة على تزايد دعم موسكو للرئيس ألكسندر لوكاشينكو.

وكانت احتجاجات حاشدة قد تفجرت منذ إجراء انتخابات يوم التاسع من أغسطس/آب وانتشار مزاعم بحدوث تلاعب وشكلت أكبر تهديد حتى الآن للوكاشينكو وأصبح دعم الكرملين حيويا لفرصه في تمديد فترة حكمه المستمر منذ 26 عاما.

وقال سيرغي ناريشكين رئيس جهاز المخابرات الخارجية الروسي اليوم الأربعاء إن واشنطن تعمل من وراء الستار للتحريض على انقلاب يطيح بلوكاشينكو.

ونقلت عنه وكالة الإعلام الروسية قوله "نحن نتحدث بالأساس عن محاولة مكشوفة لتنظيم ثورة ملونة أخرى وانقلاب مناهض للدستور أهدافه وغاياته لا علاقة لها بمصالح مواطني روسيا البيضاء".

واتهم واشنطن بتمويل مدونين مناهضين للحكومة وتدريب نشطاء عن طريق منظمات غير حكومية.

ولطالما ألقت روسيا المسؤولية على الغرب في ثورات مثل الثورة الوردية في جورجيا عام 2003 والثورة البرتقالية في أوكرانيا في 2003-2004.

وسافر وزير الدفاع الروسي سيرغي شويجو إلى مينسك اليوم الأربعاء لإجراء محادثات مع لوكاشينكو الذي قال إنه طلب من بوتين إمداد روسيا البيضاء بأسلحة مختلفة لم يحدد أنواعها.

اتهم سيرغي ناريشكين الولايات المتحدة بحماية زعيمة المعارضة في بيلاروس سفيتلانا تيخانوفسكايا وتخصيص 20 مليون دولار للترويج للاحتجاجات المناهضة للحكومة، التي اندلعت بعد الانتخابات الرئاسية المتنازع عليها.

وقال في بيان نشرته وكالات الأنباء الروسية، إن واشنطن أخذت المرشحة الرئاسية السابقة تيخانوفسكايا وناشطين آخرين "تحت جناحها".

وترشحت تيخانوفسكايا وهي مدرسة ومترجمة لغة إنكليزية سابقة تبلغ 38 عاما وأم متفرغة مؤخرا، لمنصب الرئيس بعد سجن زوجها مدوّن الفيديو الشهير سيرغي تيكانوفسكي.

وأثبتت حملتها نجاحا مفاجئا وزعمت فوزها بالانتخابات بمواجهة ألكسندر لوكاشينكو الموالي لروسيا والذي يقود البلد السوفييتي السابق منذ 26 عاما.

ولجأت تيخانوفسكايا إلى ليتوانيا المجاورة بعد تعرضها لضغوط رسمية وتم طرد العديد من مؤيديها البارزين منذ ذلك الحين من بيلاروس أو سجنهم.

وقال ناريشكين إنّ الغرب بدأ في التحضير للاحتجاجات قبل فترة طويلة من انتخابات 9 أغسطس/اب، مضيفا أنّ الولايات المتحدة منحت مجموعات حقوقية مختلفة 20 مليون دولار كتمويل منذ العام الماضي.

وزعم أنّ الأموال خصصت إلى "مدونين مستقلين"، بينما قام "مدربون أميركيون متمرسون" بتدريب أكثر الناشطين الواعدين في دول مثل بولندا وأوكرانيان مضيفا أنّ "الاحتجاجات منذ البداية كانت جيدة التنظيم ومنسقة من الخارج".

وتابع "وفقا لمعلومات جهاز الاستخبارات الخارجية الروسية، تلعب الولايات المتحدة دورا مهما في الأحداث الجارية في بيلاروس".

ووجه لوكاشينكو بالفعل اتهامات إلى دول مختلفة بشأن الاحتجاجات الواسعة التي دعت إلى إنهاء حكمه، متهما روسيا في البداية بالسعي لزعزعة استقرار بلاده، لكنه ألقى باللوم في وقت لاحق على دول مثل أوكرانيا وجمهورية تشيكيا وبريطانيا.

والأربعاء، قال لوكاشينكو في اجتماع مع كبار المسؤولين "نعرف من المسؤول (عن الاحتجاجات) ومن يريد أن يحدث شيئا في بيلاروس ولذا فإننا لا نتخلى عن حذرنا ونحن مستعدون للرد على أي تحد".

وتابع أنّ الولايات المتحدة تقف "في المقام الأول" وراء الاحتجاجات من خلال "شبكة المؤسسات لدعم ما يسمى بالديمقراطية".

وزعم أن منظمي الاحتجاجات استخدموا "مرجعا للثورات الملونة"، في إشارة إلى الإطاحة بالزعماء الموالين للكرملين في دول الاتحاد السوفييتي السابق مثل أوكرانيا.