
أرمينيا تتهم وتركيا تنفي انخراطها عسكريا في قره باغ
يريفان/أنقرة - أكدت يريفان الثلاثاء أن تركيا أسقطت إحدى طائراتها العسكرية، في أول إعلان يؤكد انخراط أنقرة في الصراع المسلح الدائر بين أذربيجان وأرمينيا فيما سبق أن اتهمت الأخيرة الجانب التركي بارسال آلاف المرتزقة دعما للجيش الأذري بينما أكد الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر أنه رصد مغادرة أكثر من 3000 من المرتزقة السوريين لغرب ليبيا.
وتتهم يريفان تركيا بالتدخل في المعارك المستمرة بين أذربيجان والانفصاليين الموالين لارمينيا في إقليم ناغورني قره باغ.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الدفاع الأرمينية شوشان ستيبانيان عبر فيسبوك إن "طائرة سو-25 أرمينية أسقطتها مقاتلة اف-16 تركية أتت من الأراضي الاذربيجانية"، موضحة أن الطيار الأرميني "سقط شهيدا".
وسارعت تركيا لنفي أن تكون قد أسقطت طائرة عسكرية أرمينية كما اتهمتها وزارة الدفاع الارمينية، مع استمرار المعارك في إقليم ناغورني قره باغ.
وقال مدير الإعلام في الرئاسة التركية فخرالدين التون "لا صحة إطلاقا للمزاعم القائلة إن تركيا أسقطت مقاتلة ارمينية".
وسبق لتركيا أن نفت تدخلها العسكري المباشر في الصراع الليبي، لكن اتضح لاحقا أنها نشرت قوات على الأرض ومستشارين إلى جانب تجنيد ونقل آلاف المرتزقة من الفصائل السورية المتشددة الموالية لها إلى غرب ليبيا دعما لميليشيات سلطة الوفاق في طرابلس.
كما أعلنت على كبار المسؤولين فيها بمن فيهم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أنها ستدعم أذربيجان بكل الوسائل المتاحة بما فيها العسكرية.
ويرجح أن تركيا استعانت بخزانها من المرتزقة المنتشرين في غرب ليبيا لتقوية الجبهة الأذرية حيث يدور قتال على أشده مع الانفصاليين الأرمن في إقليم ناغورني قره باغ.
وكان وزيرالخارجية التركي مولود تشاويش أوغلو قد أعلن في وقت سابق الثلاثاء أن بلاده مستعدة لتقديم دعم عسكري لأذربيجان في حربها ضد أرمينيا في إقليم قره باغ.
ونقلت وكالة الأناضول التركية عنه قوله "نقف إلى جانب أذربيجان سواء في الميدان أو على طاولة المفاوضات. نريد حل هذه المسألة من جذورها"، مضيفا "الحل الوحيد لمشكلة قره باغ المحتل يكمن بانسحاب أرمينيا من الأراضي الأذربيجانية ولا يمكن التسوية دون ذلك".
وجاءت تصريحات الوزير التركي قبيل اعلان أرمينيا اسقاط مقاتلة تركية من طراز اف 16 لمقاتلة تابعة للجيش الأرميني من طراز سوخوي 25.

وزادت أسوأ اشتباكات منذ العام 2016 احتمال اندلاع حرب واسعة النطاق بين أذربيجان وأرمينيا اللتين انخرطتا على مدى عقود في نزاع للسيطرة على ناغورني قره باغ.
وأعلن مسؤولون في التمرّد مقتل 16 مقاتلا انفصاليا أرمينيا في المعارك وجرح أكثر من مئة. وأعلن الجانبان سقوط مدنيين.
وأكدت وزارة الدفاع الأذربيجانية الثلاثاء، تواصل الاشتباكات على طول خط الجبهة مع أرمينيا، موضحة في بيان أن القوات الأرمينية حاولت استعادة المواقع التي فقدتها في جبهتي "فضولي-جبرائيل" و"آغدره-ترتر".
وأشارت إلى أن وحدات الجيش الاذربيجاني منعت هجمات القوات الارمينية في هاتين الجبهتين.
وقالت إن قواتها دمرت في منطقة "ماداغيز" قافلة مدرعات للجيش الأرميني إلى جانب بطارية مدفعية كانت تدعمها.
ولفتت إلى أنها دمرت في ساعات الصباح الأولى دبابة ومركبة تابعتين للجيش الأرميني بجبهة فضولي-جبرائيل، وحيّدت نحو 10 جنود.
وأضافت أن الاشتباكات العنيفة مازالت مستمرة وأن القوات الأرمينية أُرغمت على الانسحاب إثر تكبدها خسائر كبيرة.
وفي بيان آخر أفادت وزارة الدفاع الأذرية باستمرار العملية التي انطلقت "لتطهير مدينة فضولي من القوات الأرمينية"، مشيرة إلى أن 4 دبابات أخرى تابعة للجيش الأرميني تم تدميرها في الصباح.
والأحد، ذكرت وزارة الدفاع الأذربيجانية في بيان، أن النيران الأرمينية أوقعت خسائر في الأرواح بين المدنيين إلى جانب إلحاق دمار كبير في البنية التحتية المدنية في عدد من القرى التي تعرضت لقصف أرميني عنيف.
وتسيطر أرمينيا منذ عام 1992 على نحو 20 بالمئة من الأراضي محل النزاع والتي تضم إقليم قره باغ (يتكون من 5 محافظات) و5 محافظات أخرى غربي البلاد، إضافة إلى أجزاء واسعة من محافظتي آغدام وفضولي.