قلق في مجلس الامن وإصرار على الحرب بين ارمينيا وأذربيجان

قيادات البلدين ترفض اجراء محادثات سلام مع تصاعد القتال دون اي بادرة الى تخفيف التوتر وتلافي اندلاع مواجهة عسكرية شاملة.
الكرملين: اي دعم عسكري لاطراف الحرب يعني سكب الوقود على النار
استمرار الاشتباكات يثير المخاوف بشان خطوط الطاقة في جنوب القوقاز
يريفان: اف-16 تركية أسقطت احدى مقاتلاتنا في اجواء ارمينيا

نيويورك/باكو/يريفان - عبر مجلس الأمن الدولي عن قلقه الثلاثاء إزاء الاشتباكات على إقليم ناغورني قره باغ التي تهدد باندلاع حرب شاملة بين أرمينيا وأذربيجان، اللتين رفضتا عقد محادثات سلام.
وتبادلت أرمينيا واذربيجان الاتهامات الثلاثاء بقصف اراضي كل منهما بشكل مباشر. وذكرت كل من الدولتين تعرض أراضيها لقصف من أراضي الدولة الأخرى عبر الحدود بينهما إلى الغرب بمسافة من إقليم ناغورني قره باغ المنشق الذي اندلع بسببه قتال عنيف بين قوات أذربيجان وقوات منحدرة من أصل أرمني الأحد.
وبعد مناقشة القضية، عبّر مجلس الأمن الدولي المؤلف من 15 دولة عضوا "عن قلقه إزاء التقارير التي تتحدث عن أعمال عسكرية واسعة النطاق" في إقليم ناغورني قرة باغ وأدان بشدة استخدام القوة.
وقال المجلس في بيان "أعرب أعضاء مجلس الأمن عن دعمهم لدعوة الأمين العام للجانبين لوقف القتال على الفور وتهدئة التوتر والعودة إلى مفاوضات هادفة دون أي تأجيل".
وتمثل الاشتباكات مزيدا من تصعيد الصراع رغم نداءات عاجلة ايضا من روسيا والولايات المتحدة وغيرهما لوقف القتال.
وأثارت الاشتباكات مجددا القلق حيال استقرار منطقة جنوب القوقاز التي تمر بها خطوط أنابيب تحمل النفط والغاز للأسواق العالمية.

الوجود العسكري التركي في هذه المنطقة سيؤدي إلى مزيد من التصعيد وامتداد نطاق الصراع

واستبعد إلهام علييف رئيس أذربيجان تماما في تصريحات للتلفزيون الرسمي الروسي أي إمكانية لإجراء محادثات. وقال نيكول باشينيان رئيس وزراء أرمينيا لنفس القناة التلفزيونية إن من غير الممكن إجراء محادثات مع استمرار القتال.
وناغورني قرة باغ منطقة منشقة تقع داخل أذربيجان لكن تديرها العرقية الأرمنية وتدعمها أرمينيا، وقد انفصلت عن أذربيجان في حرب في التسعينات لكن لا تعترف أي دولة بأنها جمهورية مستقلة.
ووردت أنباء عن مقتل العشرات وإصابة المئات منذ اندلاع الاشتباكات العنيفة بين أذربيجان والإقليم الأحد في تفجر جديد لصراع بدأ قبل عقود ويمكن أن يجر إليه جيرانا مثل تركيا.
ومما يزيد التوترات بين الجمهوريتين السوفيتيتين السابقتين قول أرمينيا إن طائرة تركية من طراز إف-16 أسقطت إحدى طائراتها الحربية في المجال الجوي الأرميني مما أسفر عن مقتل قائدها.
وقال باشينيان للتلفزيون الرسمي الروسي "يحب أن يدين المجتمع الدولي بشكل قاطع عدوان أذربيجان وتصرفات تركيا وأن يطالب تركيا بالخروج من هذه المنطقة". وأضاف "الوجود العسكري التركي في هذه المنطقة سيؤدي إلى مزيد من التصعيد وامتداد نطاق الصراع".
واتهم زعيم أذربيجان علييف أرمينيا باختلاق حادثة الطائرة التركية. قال "تركيا ليست طرفا في الصراع، ولا تشارك فيه بأي حال وليس هناك حاجة لذلك".
وقال علييف إن أذربيجان استدعت عشرات آلاف المقاتلين من قوات الاحتياط بموجب تعبئة جزئية تم إعلانها يوم الاثنين.
وأضاف "قادرون على معاقبة المعتدي بأنفسنا إلى حد ألا يجرؤ على أن ينظر في اتجاهنا".
وقد يجر أي صراع شامل بالمنطقة القوتين الإقليميتين روسيا وتركيا. ولا ترتبط موسكو بتحالف دفاعي مع أرمينيا فقط ولكن تربطها علاقات وثيقة أيضا بأذربيجان.
وقال الكرملين إن الرئيس فلاديمير بوتين تحدث هاتفيا مع باشينيان للمرة الثانية منذ بدء الأزمة وقال إنه يجب على كل الأطراف اتخاذ اجراءات لوقف التصعيد. ولم يعلن الكرملين إجراء أي اتصالات بين بوتين وعلييف.
وقال الكرملين إن موسكو على اتصال مستمر مع تركيا وأرمينيا وأذربيجان. وأضاف أن أي حديث عن تقديم دعم عسكري للطرفين المتحاربين لن يؤدي إلى سكب الوقود على النار.
وقال المرشح الديمقراطي جو بايدن على تويتر "مع تزايد عدد الضحايا بسرعة في ناغورني قرة باغ والمناطق الواقعة حولها يتعين على إدارة ترامب دعوة زعيمي أرمينيا وأذربيجان وقف تصعيد الموقف فورا. كما يجب أن تطالب الآخرين -مثل تركيا- بالابتعاد عن هذا الصراع "
وقال باشينيان لهيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي) خلال مقابلة إن القوات الأذربيجانية قصفت قرى وبلدات في ناغورني قرة باغ وداخل أرمينيا ذاتها الثلاثاء.
وأضاف "هناك ضحايا من العسكريين والمدنيين. عشرات لقوا حتفهم كما أصيب مئات".
وقال مكتب المدعي العام في أذربيجان الثلاثاء إن نيرانا أرمينية قتلت 12 مدنيا أذربيجانيا وأصابت 35. ولم تكشف أذربيجان النقاب عن عدد القتلى والمصابين الذين سقطوا في صفوف قواتها.
وأعلن إقليم ناغورني قرة باغ مقتل ما لا يقل عن 84 جنديا.