
روسيا تحذر من تحول قره باغ إلى منصة للإرهاب
موسكو - انتقدت روسيا على وقع تصاعد القتال في إقليم ناغورني قاره باغ الخطوات التركية بإرسال إرهابيين ومرتزقة من بؤر التوتر في العالم الى الإقليم المشتعل بين اذربيجان وارمينيا.
وذكرت وكالة انترفاكس للأنباء اليوم الثلاثاء نقلا عن رئيس المخابرات الخارجية الروسية سيرجي ناريشكين تحذيره من أن جيب ناغورني قاره باغ يخاطر بأن يصبح منصة انطلاق للإرهابيين الذين يكون بوسعهم دخول أراض روسية.
وقال ناريشكين إنه يتوقع عودة أرمينيا وأذربيجان لطاولة التفاوض بخصوص المنطقة التي تشهد تصاعد القتال، الذي تفجر يوم 27 سبتمبر/أيلول، إلى أعلى مستوى له منذ تسعينيات القرن الماضي.
وياتي هذا التصريح تزامنا مع اتهامات أطلقها اليوم الثلاثاء السوري بشار الاسد في حوار نشرته وكالة الإعلام الروسية الثلاثاء بانه يجري نشر مسلحين من سوريا في منطقة قره باغ محملا الرئيس رجب طيب اردوغان مسؤولية تصاعد العنف هناك.
ويتوقع مراقبون ان التصريحات التي يطلقها المسؤولون الروس هو تمهيد لتدخل من قبل موسكو لكبح جماح تركيا واذربيجان خاصة وان روسيا داعمة لارمينيا.
وقرار انقرة نقل إرهابيين ومرتزقة الى الاقليم المتنازع عليه يثير خوف موسكو خاصة وان الإقليم يقع في القوقاز الذي يعتبر ضمن المجال الحيوي لروسيا.
وعانت موسكو لسنوات من حرب ضد المجموعات المتشددة في القوقاز حيث دخلت في حروب مع المتشددين سواء في الشيشان او في داغستان في التسعينات ولا تزال مستمرة الى اليوم رغم تراجع منسوب العنف.
وتتخوف روسيا من ان يقوم المتطرفون بالتسرب الى شمال القوقاز لدعم الجهاديين في روسيا كما حصل في العقود الماضية بعد تحرير أفغانستان من الاحتلال السوفياتي حيث دعم جهاديون المقاتلين الشيشان.

وكانت روسيا اطلقت تحذيرات ضد الجماعات المتطرفة قبل تدخلها في سوريا لدعم سلطة الرئيس بشار الاسد ما ادى الى قلب المعادلة هناك.
وكانت تقارير دولية تحدثت عن ارسال تركيا المئات من السوريين للقتال في الاقليم المتنازع عليه كما اكد الناطق باسم الجيش الليبي احمد المسماري الاسبوع الماضي هذه المعلومات مشيرا الى نقل عدد من الارهابيين من مطارات الغرب الليبي نحو تركيا تمهيدا لإرسالهم لقاره باغ.
وتتجاهل تركيا كل هذه المعلومات والتحذيرات حيث حضت انقرة الثلاثاء العالم على الوقوف إلى جانب أذربيجان في الصراع حول ناغورني قره باغ وشككت في فائدة وقف لإطلاق النار في الإقليم الانفصالي ذي الغالبية الأرمينية.
وقال وزير الخارجية مولود تشاوش أوغلو خلال زيارة إلى باكو إن "وضع هذين البلدين على قدم المساواة يعني مكافأة المحتل. على العالم أن يكون إلى جانب أصحاب الحق، وتحديدا إلى جانب أذربيجان". وأضاف "ثمة دعوات لوقف إطلاق النار، لكن ماذا سيحصل بعدها؟"
وتأتي زيارته غداة دعوة من روسيا والولايات المتحدة وفرنسا إلى أرمينيا وأذربيجان للاتفاق على "وقف غير مشروط لإطلاق النار" عقب قيام الجارين بقصف مدن في تصعيد للنزاع بينهما بشأن الإقليم.
وقال تشاوش أوغلو إن الدعوة الأخيرة لوقف إطلاق النار "لا تختلف" عن سابقاتها.
وقال "حسنا، ليحصل وقف لإطلاق النار لكن ما النتيجة المتوقعة؟ هل يمكن (للعالم) أن يقول لأرمينيا أن تنسحب فورا من أراض أذربيجانية، أو أن يأتي بحلول لانسحابها؟ كلا".
وأضاف "إنهم يوجهون النداء نفسه منذ حوالى 30 عاما".
وبالتزامن مع تصريحات اوغلو بحث الرئيس التركي والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل قضايا إقليمية على رأسها الوضع بين أذربيجان وأرمينيا والتطورات شرقي البحر المتوسط وليبيا.