كورونا يتسلل للبرلمان التونسي

مجلس النواب التونسي يبدأ حملة تقص للمخالطين بعد تسجيل خمس إصابات في صفوف النواب والموظفين بينهم عبير موسي التي اتهمت رئاسة البرلمان بالتخاذل في تطبيق إجراءات الوقاية والبروتوكولات الصحية.
تطورات الوضع الوبائي في تونس أصبحت مقلقة
تونس دخلت في مرحلة العدوى المجتمعية للفيروس
وزارة الصحة التونسية تشدد على إلزامية ارتداء الكمامة والتباعد الاجتماعي
تونس تتجه لحظر تجوال ليلي في أربع محافظات

تونس - تواجه تونس وضعا وبائيا خطيرا مع انتشار فيروس كورونا بوتيرة مقلقة وارتفاع في عدد الوفيات بكوفيد 19، فيما تشير أحدث التطورات إلى أن الفيروس تسلل إلى البرلمان التونسي الذي بدأ اليوم الأربعاء حملة تتبع وتقص في صفوف نواب المجلس وموظفيه.

وحسب المعلن رسميا فإن 8 على الأقل من النواب والموظفين أصيبوا بالفيروس بينهم خمسة حالات جديدة. وقال طبيب البرلمان ماهر العيادي فإنه تم تسجيل خمسة إصابات جديدة، مضيفا أن من بين المصابين من ظهرت عليه أعراض المرض ومنهم من لم تظهر عليه الإصابة، إلا أنهم يخضعون للحجر الصحي الآن.

وأوضح العيادي أنه "تم تسجيل 3 إصابات أيضا في صفوف النواب وهم النائب عن كتلة النهضة محمد القوماني والنائبتان عن كتلة الدستوري الحرّ  زينب السفاري وعبير موسي".

وذكر أنه "تم الانطلاق منذ يوم أمس الثلاثاء في التقصي ومتابعة المخالطين للحالات المصابة بكورونا ومنهم موظفون ونواب وعضو من الحكومة (لم يسمّه) حضر الجلسة العامة الأخيرة للبرلمان الجمعة الماضية".

وفي وقت سابق الأربعاء، أعلنت رئيسة كتلة الدستوري الحر عبير موسي في في فيديو نشرته عبر صفحتها على فيسبوك، إصابتها بكورونا.

واتهمت موسي "رئاسة البرلمان بالتخاذل في تطبيق إجراءات الوقاية والبروتوكولات الصحية"، بينما لم ترد رئاسة البرلمان على هذه الاتهامات.

وقالت "بعد قرار اتخذته كتلتنا (البرلمانية) لإجراء تحاليل طبية حول فيروس كورونا بصفة تلقائية، تبيّن أنني مصابة بالفيروس"، مضيفة "أطمئن عائلتي والرأي العام وهياكل الحزب وأنصاري أنني بخير وليس لدي أعراض الفيروس".

ودعت رئيسة كتلة الدستوري الحر (16 مقعدا من أصل 217)، إلى "التعامل مع الوباء بالجدية المطلوبة"، مشيرة إلى ضرورة أن "يجري كل من حضر الجلسة البرلمانية والاجتماع بين رؤساء الكتل النيابية ورئيس البرلمان راشد الغنوشي الجمعة، التحاليل اللازمة وحجر أنفسهم والتوقف عن العمل إلى حين صدور نتائج التحاليل".

وقبل أسبوع، أعلن النائبان سامية عبو عن الكتلة الديمقراطية ومبروك كورشيد عن الكتلة الوطنية تماثلهما للشفاء بعد إصابتها بكورونا وعادا لاستئناف نشاطهما بالبرلمان.

وخلال الأسبوعين الأخيرين، تصاعد الوضع الوبائي بتونس من حيث عدد الوفيات والإصابات بالفيروس، فيما تتحسب السلطات التونسية لموجة أشد قسوة خلال الشهر الحالي والشهر الذي يليه وهي فترة انتقالية تكثر فيها الإصابة بالأنفلونزا.

وحتى الأربعاء، بلغ إجمالي الإصابات بالفيروس في تونس 24.542، منها 364 وفاة، بينما تؤكد وزارة الصحة على إلزامية ارتداء الكمامة والتقيد بالتباعد الاجتماعي.

وكانت تونس قد نجحت في التغلب على موجة الوباء الأولى في مارس/اذار بفضل تدابير صارمة شملت إغلاقا عاما وحظرا للتجول ليلا وإغلاق للمعابر الحدودية وتعليق جزئي لحركة الطيران، لكن منذ قرار إعادة فتح الحدود وعودة الرحلات الجوية شهدت قفزة قياسية في عدد الإصابات المحلية ونسبة أقل بكثير في عدد الإصابات الوافدة.

والجمعة الماضية أعلن وزير الصحة التونسي فوزي المهدي أن بلاده دخلت في مرحلة العدوى المجتمعية. وقال إن الدخول في هذه المرحلة يعني "حتى الأشخاص الذين يظلون داخل منازلهم غير محميين من الإصابة بالفيروس". وتحدثت وزارة الصحة  كذلك عن حلقات عدوى.

وأعلن محافظة تونس الشاذلي بوعلاق اليوم الأربعاء أن قرارا بحظر التجوال الليلي في العاصمة والمحافظات المجاورة لها (تعرف باسم تونس الكبرى وتشمل إلى جانب العاصمة كلا من أريانة ومنوبة وبن عروس) سيصدر في وقت لاحق للحد من تفشي وباء كورونا.

وتوقع الإعلان عن هذا القرار عقب اجتماع مقرر مع رئيس الحكومة وباقي الولاة (المحافظين) واللجان الجهوية لمجابهة الكوارث.

ويشمل الحظر منطقة تونس الكبرى التي تضم العاصمة وولايات بن عروس ومنوبة وأريانة المتاخمة لها، اعتبارا من الساعة الثامنة ليلا حتى الخامسة صباحا، وفق تصرح أدلى به محافظ تونس العاصمة لإذاعة موزاييك المحلية الخاصة.

وكانت محافظتي سوسة والمنستير على الساحل الشرقي التونسي قد أعلنتا قبل نحو أسبوع حظر تجوال ليلي من الثامنة ليلا إلى السادسة صباحا للحد من تفشي الفيروس.

وكان رئيس الحكومة هشام المشيشي قد أكد قبل أيام أن لا عودة للإغلاق الشامل، معلنا عن قرارات تشمل إلزامية ارتداء الكمامة.