مجموعة مينسك تتوسط لوقف النار في غره باغ
باكو/باريس - يتوجه وزير خارجية اذربيجان غدا الخميس إلى جنيف لإجراء لقاء مع الوسيط الدولي في نزاع ناغورني قره باغ من دون عقد أي اجتماع مع ممثلين عن أرمينيا، فيما تستمر المعارك بين الطرفين على أشدها.
وتعالت الأصوات الدولية منادية بوقف فوري للقتال، لكن بدا في هذه الفترة خاصة مع تدخل تركيا في النزاع دعما لأذربيجان، أن صوت المدافع أقوى من منطق الحوار والحل السلمي للأزمة.
وذكرت وزارة الخارجية الأذرية أن "هدف الزيارة لقاء رؤساء مجموعة مينسك في منظمة الأمن والتعاون في أوروبا (روسيا وفرنسا والولايات المتحدة) وعرض موقف أذربيجان من تسوية النزاع".
واستبعدت يريفان على لسان متحدثة رسمية أي لقاء بين وزراء أذربيجان وأرمينيا في جنيف لأنه "لا يمكن التفاوض من جهة والقيام بعمليات عسكرية من جهة أخرى"، مستنكرة ما وصفته بالعدوان الاذربيجاني على قره باغ.
ولم توضح فيما إذا كان الوزير الأرميني سيذهب إلى جنيف لحضور اجتماع منفصل مع رؤساء مجموعة مينسك، التي تحاول من دون جدوى منذ ما يقرب من ثلاثين عاما حل النزاع.
وحول اجتماع جنيف، اكتفت الخارجية الفرنسية بتأكيد "المشاورات على مستوى رؤساء مجموعة مينسك".
وكان وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان قد أعلن في وقت سابق الأربعاء، أن جنيف وموسكو ستستضيفان في الأيام القريبة مفاوضات بشأن تسوية النزاع في منطقة قره باغ.
وأوضح في كلمة ألقاها أمام لجنة الشؤون الخارجية في الجمعية الوطنية الفرنسية، أن محادثات بشأن قره باغ في جنيف ستجرى يوم غد الخميس وستليها مفاوضات في موسكو الاثنين القادم.
وأشار لودريان إلى أن فرنسا وروسيا والولايات المتحدة (بصفتها الرؤساء المشاركين في مجموعة مينسك الخاصة بقره باغ ضمن منظمة الأمن والتعاون في أوروبا) تنظم هذه المحادثات في محاولة لإطلاق حوار بين طرفي النزاع، لافتا إلى ضرورة أن ينطلق هذا الحوار دون شروط مسبقة.
وشدد الوزير الفرنسي على أن تركيا منخرطة في نزاع قره باغ عسكريا، محذرا من أن ذلك يهدد بخروج الصراع عن حدوده.
ويأتي ذلك على خلفية تجدد الأعمال القتالية واسعة النطاق بين أذربيجان التي تحظى بدعم تركيا وجمهورية قره باغ المعلنة غير المعترف بها والمدعومة من أرمينيا.
ومنذ 27 سبتمبر/ايلول، تجري اشتباكات بين المسلحين الانفصاليين في إقليم ناغورني قره باغ والقوات الأذربيجانية.
ومن المقرر أن يصل الوزير الأرميني إلى موسكو في 12 أكتوبر/تشرين الأول للقاء نظيره الروسي سيرغي لافروف.
وكانت روسيا قد دعت إلى وقف فوري لإطلاق النار، مستنكرة التدخل التركي دعما لأذربيجان. وقالت إن دخول أنقرة على خط الأزمة غير مقبول.
وتحتفظ موسكو بقاعدة عسكرية في أرمينيا إحدى الجمهوريات السوفييتية السابقة، إلا أنها لم تتحرك حتى الآن وسط مخاوف دولية من اتساع النزاع بعد أن دفعت تركيا بآلاف المرتزقة السوريين والليبيين للقتال دعما للقوات الأذرية.
وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وكبار المسؤولين في حكومته قد أعلنوا صراحة استعداد تركيا لتقديم كل أنواع الدعم لأذربيجان. وقال أردوغان إن الشرط الوحيد لوقف إطلاق النار هو انسحاب أرمينيا من الأراضي "التي تحتلها" في أذربيجان.
وتجاهلت الحكومة التركية كل الدعوات الدولية لتهدئة التوتر في جنوب منطقة القوقاز، حيث تستمر المعارك على أشدها بين أرمينيا وأذربيجان.