ماكرون يدعو الفرنسيين لعدم الاستسلام للارهاب والترهيب
باريس - دعا الرئيس الفرنسي امانويل ماكرون اليوم الخميس من نيس الفرنسيين إلى عدم الاستسلام للترهيب والإرهاب على اثر عملية نيس التي اعتبر أنها "إرهاب إسلامي"، مؤكدا أن بلاده "لن تتنازل" عن أيّ من القيم الفرنسية خصوصا "حرية الإيمان أو عدم الإيمان".
وقال ماكرون "إننا نُهاجم من أجل قيمنا"، داعيا الشعب إلى الوحدة وإلى "عدم الاستسلام لشعور الرعب" معلنا زيادة عداد الجنود في عملية 'سانتينيل' من ثلاثة آلاف إلى سبعة آلاف جندي، من أجل حماية أماكن العبادة خصوصا مع اقتراب عيد جميع القديسين لدى الكاثوليك الأحد.
واعتبر أن الهجوم الذي وقع قرب كاتدرائية نوتردام في مدينة نيس "اعتداء إرهابي إسلامي"، مضيفا في كلمة له من نيس التي تحول إليها مباشرة عقب الهجوم أنه "إذا تعرضنا لهجوم فهذا بسبب قيمنا الخاصة بالحرية ورغبتنا في عدم الرضوخ للإرهاب".
ووعد بأنه سينشر المزيد من القوات لتعزيز حماية المواقع الهامة ومنها أماكن العبادة والمدارس وذلك عقب هجوم بسكين شهدته مدينة نيس في وقت سابق.
وعقب الاعتداء الذي شهدته مدينة نيس بعث وزير الخارجية الفرنسي جان ايف لودريان الخميس بـ"رسالة سلام إلى العالم الإسلامي"، يلفت فيها إلى أن فرنسا كانت "بلد التسامح" لا "الازدراء أو النبذ".
وقال في الجمعية الوطنية على هامش نقاش حول موازنة وزارته "لا تستمعوا إلى الأصوات التي تسعى إلى تأجيج الريبة. ينبغي ألا نجعل أنفسنا حبيسة تجاوزات أقلية من المتلاعبين".
وأدانت مؤسسات إسلامية ودول عربية، حادث الطعن الذي شهدته مدينة نيس جنوبي فرنسا الخميس وأودى بحياة 3 أشخاص وإصابة آخرين.
وقال الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين ومقره الدوحة في بيان، إنه "يدين ويستنكر هذه الجريمة الهمجية النكراء، أيا كان فاعلها وأيا كانت دوافعه وأهدافه"، بحسب بيان لأمينه العام علي القره داغي ورئيسه أحمد الريسوني.
وأضاف أنه "يؤكد مرة أخرى براءة الإسلام وأمة الإسلام من هذا العمل الإجرامي وأن الإسلام الحنيف مجسدا في عامة المسلمين وعلمائهم ومؤسساتهم، يعتبر مثل هذه الأعمال محرمة أشد التحريم وخارجة عن مبادئ الإسلام وقيمه وأحكامه".
وجدد الاتحاد دعوته "للمسلمين عامة وفي البلدان الأوروبية خاصة بأن لا يألوا جهدا في محاربة أي نزعة تنحو إلى التطرف والعنف والإرهاب وترسيخ نهج الاعتدال والسلام والتراحم والوئام".
كما أكد الأزهر الشريف في بيان باسم شيخه أحمد الطيب "إدانة الهجوم الإرهابي البغيض بشدة الذي وقع صباح الخميس بالقرب من كنيسة نوتردام في نيس".
وتابع "لا يوجد بأي حال مبررٌ لتلك الأعمال الإرهابية البغيضة التي تتنافى مع تعاليم الإسلام السمحة وكافة الأديان السماوية".
وحذر الأزهر من تصاعد خطاب العنف والكراهية خاصة عندما يتعلق الأمر بعقائد وأرواح الآخرين، بحسب البيان.
وأدان الأردن حادث الطعن. وأكد المتحدث باسم الخارجية ضيف الله الفايز في بيان إدانة واستنكار المملكة لهذه الجريمة "الإرهابية".

كما استنكر الفايز "جميع أشكال العنف والإرهاب التي تستهدف دون تمييز الجميع وتهدف إلى زعزعة الأمن والاستقرار وتتنافى مع القيم والمبادئ الدينية والإنسانية".
وشدد على "ضرورة تعزيز التعاون الدولي في مكافحة الإرهاب وثقافة الكراهية بكل إشكالها وتكريس قيم الوئام واحترام الآخر".
وأكد أن "الإرهاب عدو مشترك لا علاقة له بحضارة أو دين ويتناقض مع قيم احترام الحياة والآخر والسلام التي يجسدها الدين الإسلامي الحنيف".
وأعربت العديد من الدول العربية والإسلامية عن إدانتها الشديدة لعملية الطعن وتضامنها مع فرنسا في مواجهة الاعتداءات الإرهابية.
وعبرت الخارجية القطرية في بيان عن "إدانتها واستنكارها الشديدين لحادث الطعن الذي وقع داخل كنيسة في مدينة نيس الفرنسية وأدى إلى سقوط قتلى وجرحى".
وقالت الشرطة الفرنسية في وقت سابق الخميس، إن "هجوما بسكين استهدف كنيسة السيدة العذراء وسط نيس، ما أسفر عن 3 قتلى، بينهم اثنان لقيا مصرعهما داخل الكنيسة وآخر عند محاولته الفرار إلى الخارج"، بحسب شبكة "بي إف إم" المحلية.
كما أفادت السلطات بـ"اعتقال" منفذ الهجوم، إلا أنه يعاني إصابات بالغة استلزمت نقله إلى مستشفى.
وأعلن مكتب المدعي العام الوطني لمكافحة الإرهاب بفرنسا، فتح تحقيق في حادثة الطعن، باعتبارها "محاولة اغتيال على صلة بمؤسسة إرهابية".
وألمح عمدة نيس كريستيان إستروسي في تصريح متلفز إلى وجود صلة للحادث بالدين الإسلامي، بقوله إن "المهاجم كان يصرخ الله أكبر مرارا وتكرارا، بعدما أصابته الشرطة"، داعيا إلى غلق جميع الكنائس والأماكن العامة التي قد تكون مهددة بمثل هذه الهجمات.
ودعت الهيئة الرسمية الرئيسية التي تمثل الإسلام في فرنسا، إلى إلغاء الاحتفالات بالمولد النبوي اليوم الخميس، كعلامة على الحداد بعد حادثة الطعن التي وقعت في كنيسة "نوتردام" بمدينة نيس الفرنسية.
وقال المجلس الفرنسي للدين الإسلامي إن الصلوات النهائية قبل إغلاق المساجد في ظل حالة الإغلاق التي تشهدها البلاد بسبب فيروس كورونا المستجد، يجب أن تكون "مناسبة للإشادة والتأمل في ذكرى الضحايا".
وذكرت الهيئة أنها "تأثرت كثيرا" بـ"رسالة السلام والأخوة" التي تلقتها من رئيس المؤتمر الفرنسي للأساقفة الكاثوليك.
وقال عبدالله زكري المسؤول الكبير في المجلس الفرنسي للدين الإسلامي لتلفزيون بي إف إم تي في إنه "استشاط غضبا" بعد الاعتداء الذي استهدف "مكانا مقدسا يستحق الاحترام".