ليلة من الرعب الجهادي في فيينا الوادعة

ثلاثة قتلى في هجمات بالرشاشات طالت ستة مواقع في العاصمة النمسوية على يد مجموعة موالية لتنظيم الدولة الاسلامية.
وزير الداخلية يدعو النمساويين الى ملازمة المنازل
الشرطة تردي احد المهاجمين المعروفين بتأييدهم لداعش

فيينا - زرع مسلّحون الرّعب مساء الإثنين في وسط فيينا حيث أطلقوا النار من رشاشاتهم في ستّة مواقع مختلفة من العاصمة النمسوية، في "هجوم إرهابي" أسفر عن ثلاثة قتلى وعدد من الجرحى وقتل خلاله أحد المهاجمين برصاص الشرطة.
وقال قائد شرطة فيينا في مؤتمر الثلاثاء إن رجلين وامرأة قتلوا في الهجوم وألقى وزير الداخلية بالمسؤولية فيه على متعاطف مع تنظيم الدولة الإسلامية. وهذا هو المهاجم الوحيد المعروف، وقد سقط قتيلا برصاص الشرطة.
من جهتها قالت وسائل إعلام محلية إنّ الهجوم وقع قرب كنيس كبير في وسط العاصمة، لكنّ رئيس الجالية الإسرائيلية في فيينا أوسكار دويتش كتب على تويتر "حتى الآن، لا يمكن تحديد ما إذا تم استهداف الكنيس".
ووقعت عمليات إطلاق النار في وقت مبكر من المساء، قبيل ساعات من دخول إجراءات الإغلاق العام المرتبطة بكوفيد-19 التي اضطرت النمسا لإعادة فرضها في محاولة للسيطرة على الموجة الوبائية الثانية التي تمرّ بها البلاد.
وقال وزير الداخلية كارل نيهامر أن منفذ هجوم فيينا الذي قتلته الشرطة بعد اعتداء أوقع ثلاثة قتلى مساء الإثنين كان من "أنصار" تنظيم الدولة الإسلامية.
واضاف نيهامر خلال مؤتمر صحافي "إنه شخص متطرف كان يشعر بأنه قريب إلى تنظيم الدولة الإسلامية".

ليلة من الرعب الجهادي في فيينا الوادعة

وقال شاهد ردّاً على سؤال لقناة تلفزيونية إنّه رأى "شخصاً يركض حاملاً سلاحاً رشاشاً وكان يطلق النار بوحشية"، ووصلت الشرطة عندها الى المكان وردّت عليه بالرصاص. وأورد شاهد آخر أنّ "ما لا يقلّ عن خمسين عياراً نارياً" تم إطلاقها.
ونشرت الشرطة تعزيزات كبيرة في موقع الهجوم الذي لا يبعد كثيراً عن دار الأوبرا.
وفي حين بدا وسط فيينا خالياً من المارّة تماماً بعد الهجوم، ناشد وزير الداخلية سكّان العاصمة توخّي الحذر وملازمة منازلهم.
ودان المستشار النمسوي سيباستيان كورتز "الهجوم الإرهابي المثير للاشمئزاز".
وقال كورتز في تغريدة على تويتر "نحن نجتاز ساعات عصيبة في جمهوريتنا"، مشدّداً على أنّ "شرطتنا ستتعامل بحزم مع مرتكبي هذا الهجوم الإرهابي المثير للاشمئزاز. لن نرضخ للإرهاب وسنحارب هذا الهجوم بكل ما أوتينا من قوّة".
وفي باريس قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في تغريدة على تويتر بالفرنسية وبالألمانية "نحن الفرنسيين نشاطر الشعب النمسوي مشاعر الصدمة والألم. بعد فرنسا، ها هو بلد صديق يتعرّض للهجوم. إنّها أوروبا التي لنا. على أعدائنا أن يدركوا مع من يتعاملون. لن نتنازل عن شيء".

إنّها أوروبا التي لنا. على أعدائنا أن يدركوا مع من يتعاملون. لن نتنازل عن شيء

بدوره أعلن رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال أنّ الاتّحاد الأوروبي "يدين بشدة الهجوم المروّع" في فيينا، واصفاً إياه بـ"العمل الجبان".
وقال ميشال في تغريدة على تويتر إنّ "أوروبا تدين بشدة هذا العمل الجبان الذي ينتهك الحياة وقيمنا الإنسانية. أتعاطف مع الضحايا ومع سكّان فيينا بعد الهجوم المروّع هذا المساء. نحن نقف إلى جانب فيينا".
بدوره أعرب وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل عن "صدمته وتأثره" جرّاء هذه "الهجمات"، واصفاً في تغريدة الاعتداء بأنّه "عمل جبان وعنيف وحاقد. أتضامن مع الضحايا وعائلاتهم ومع سكّان فيينا. نحن نقف إلى جانبكم".
من ناحيته قال رئيس البرلمان الأوروبي الإيطالي دافيد ساسولي في تغريدة على تويتر إنّه "في كلّ أنحاء قارّتنا، نحن متّحدون ضدّ العنف والكراهية".
وفي براغ أعلنت الشرطة التشيكية أنّها باشرت "عمليات تفتيش للسيارات والركاب عند النقاط الحدودية مع النمسا، في إجراء احترازي بعد الهجوم الإرهابي في فيينا".
وعلى تويتر أبدى رئيس الوزراء التشيكي أندري بابيتش "تضامنه " مع النمسويين، متحدّثاً عن "هجوم على كنيس" في فيينا.
وقال في تغريدة "روّعني الهجوم على كنيس في فيينا وأودّ التعبير عن تضامني مع كل الشعب النمسوي ومع صديقي (المستشار) سيباستيان كورتز".
وهذا الهجوم الجديد الذي وقع هذه المرّة في عاصمة أوروبية تشتهر بمستوى الجريمة المنخفض فيها، يأتي في مناخ متوتّر للغاية تشهده أوروبا منذ أسبوعين.
وفي 16 تشرين الأول/أكتوبر، أقدم شاب شيشاني إسلامي متطرّف على قطع رأس المدرّس الفرنسي سامويل باتي قرب باريس لأنّ أستاذ التاريخ عرض على تلامذته أثناء درس عن حرية التعبير رسوماً كاريكاتورية تُمثّل النبي محمد.
وما هي إلا أيام حتى شهدت مدينة نيس في جنوب شرق فرنسا هجوماً بسلاح أبيض في كنيسة نوتردام أسفر عن ثلاثة قتلى ونفّذه شاب تونسي يبلغ من العمر 21 عاماً.