بوليساريو تحرك عصاباتها لتخريب القنصلية المغربية في فالنسيا

فالنسيا تدين ما وصفته بالانتهاك الصارخ من قبل ميليشيات البوليساريو على حرمة القنصلية المغربية وهيبتها في أحدث حلقة من مسلسل انتهاكات الجبهة الانفصالية المخالفة للقانون الدولي.
حكومة فالنسيا تعرب عن أسفها العميق لاعتداء عصابات البوليساريو على حرمة المغرب
فالنسيا تؤكد تضامنها الكامل مع المغرب في مواجهة انتهاكات البوليساريو
اعتداء أنصار البوليساريو على قنصلية المغرب يبرز منهج العنف والهمجية للجبهة الانفصالية

مدريد - حركت جبهة البوليساريو أنصارها في إسبانيا لتنفيذ اعتداء على القنصلية المغربية بمدينة فالنسيا، ردا على طرد ميليشياتها من معبر الكركرات الحدودي من قبل القوات المغربية وإعادة الهدوء إليه.

واعتدى الأحد مناصرو البوليساريو على القنصلية المغربية في مدينة فالنسيا شرقي إسبانيا وأنزلوا علمها قبل أن يعيده الأمن الإسباني، في خطوة تؤكد مجددا انتهاكات الجبهة الانفصالية وتجاوزاتها المخالفة للقانون.

إلى ذلك أدنت حكومة مدينة فالنسيا المستقلة اعتداءات "أزلام البوليساريو" أمام القنصلية المغربية، ما يعد انتهاكا صارخا لحرمة وسلامة مقر القنصلية بما يخالف القوانين الدولية.

وأعرب السكرتير الجهوي للاتحاد الأوروبي والعلاقات الخارجية بحكومة فالنسيا خوان كالابويغ، عن "أسفه العميق" للاعتداء، قائلا "إنه عمل مخالف للقانون، ينتهك اتفاقيات فيينا ويمس بشكل مباشر حرمة وهيبة المقر القنصلي".

وعبر المسؤول الإسباني عن تضامنه التام مع المغرب وإدانته لهذه الاعتداء غير المقبول، واصفا إياه بـ"العمل الجبان يعكس الطباع العنيف لمقترفيه"، مشيرا إلى أنه "تحرك يظهر درجة الهمجية التي وصلت إليها ميليشيا البوليساريو".

بدورها أدانت المملكة المغربية بأشد العبارات أعمال "التخريب والعنف" التي استهدفت قنصليتها في فالنسيا.

جاء ذلك خلال كلمة لسفيرة لمغرب لدى إسبانية كريمة بنيعيش التي قالت الاثنين، إن "الأعمال الإجرامية وغير المسؤولة التي قامت بها شرذمة من المجرمين المؤطرين من طرف عصابة البوليساريو الانفصالية، تبرز على غرار ما حدث بالكركرات، النهج المافيوزي الخارج عن القانون لرعاة هذا العمل الإجرامي"، في إشارة لجبهة البوليساريو.

وأكدت بنيعيش أن هذه الاعتداءات المتعمدة جاءت بدعوات استفزازية أطلقتها عصابة البوليساريو، في محاولة لتهييج أنصارهم نحو التحرك والتظاهر أمام جميع التمثيليات الدبلوماسية المغربية في أوروبا.

وأفادت وسائل إعلام إسبانية بأن محتجون دخلوا مبنى القنصلية المغربية في فالنسيا وأنزلوا العلم، قبل أن يتدخل أمن القنصلية ويعيد رفع العلم.

من جانبها نددت الخارجية الإسبانية في بيان بالاعتداء على القنصلية المغربية في فالنسيا، موضحة أن "حقّ الاحتجاج لا يمكن أن يتحوّل إلى انتهاك للقوانين كما حصل اليوم".

وأكدت على أن التصرف المذكور يتعارض مع مبادئ وقيم اتفاق جنيف القاضي باحترام وحماية كافة التمثيليات القنصلية والدبلوماسية.

ولفتت إلى أن التحقيقات متواصلة للكشف عن ملابسات الاعتداء على العلم المغربي، فيما لم يتم توقيف أي شخص حتى الآن على خلفية الحادثة.
والسبت استعادت المغرب السيطرة على معبر الكركرات واستأنفت حركة النقل مع موريتانيا عبر المعبر وأعادت الهدوء إليه، بعد إغلاقه من قبل عناصر موالية لجبهة البوليساريو منذ 21 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

والجمعة أعلنت الخارجية المغربية في بيان، تحرك بلادها عسكريا لوقف الاستفزازات الخطيرة وغير المقبولة لبوليساريو في الكركرات.

وتمكنت القوات المسلحة الملكية المغربية الجمعة من طرد ميليشيات البوليساريو من معبر الكركرات الحدودي مع موريتانيا وإعادة فتحه أمام الحركة التجارية بعد اشتباكات مع الانفصاليين وتدمير عدد من آلياتهم العسكرية، حين ردوا على إعادة فتح المعبر بهجوم بمنطقة المحبس، وفق مصادر إعلامية مغربية.

وردا على ذلك صعدت جبهة البوليساريو السبت بإعلانها عدم التزامها باتفاق وقف إطلاق النار الذي توصلت إليه مع المغرب عام 1991، برعاية أممية.

ومنذ 1975 هناك نزاع بين المغرب والبوليساريو حول الصحراء المغربية، بدأ بعد إنهاء الاحتلال الإسباني وجوده في المنطقة.

وتحول الصراع إلى مواجهة مسلحة استمرت حتى 1991، وتوقفت بتوقيع اتفاق لوقف إطلاق النار اعتبر الكركرات منطقة منزوعة السلاح.

وتتمتع الرباط بأحقيتها في إقليم الصحراء المغربية وتقترح حكماً ذاتياً موسعاً تحت سيادتها، فيما تطالب البوليساريو باستفتاء لتقرير مصير الإقليم، وهو طرح تدعمه الجزائر التي تؤوي لاجئين من الإقليم المتنازع عليه.