
دعوات في ألمانيا لحظر جماعة عنصرية تركية
برلين - دعا نواب ألمان الأربعاء الحكومة إلى النظر في حظر جماعة "الذئاب الرمادية" القومية التركية المتطرفة، بعد وقت قصير من إعلان فرنسا حلّ الجماعة على أراضيها.
واتّهم المشرّعون الألمان جماعة "الذئاب الرمادية"، التي ينظر اليها على أنّها جناح تابع لحزب متحالف مع الرئيس التركي رجب طيب اردوغان، بتبنّي "عقيدة قومية وعنصرية".
وترتبط الجماعة بشكل وثيق مع حزب الحركة القومية التركي الذي يتزعمه دولت بهتشلي، المتحالف مع حزب العدالة والتنمية بزعامة أردوغان.
وأيّد النواب مشروع قانون يطالب الحكومة "بمراقبة أنشطة الحركة في ألمانيا عن كثب والتصدي لها بحزم من خلال حكم القانون لدينا".
وأورد مشروع القانون أن هناك نحو 11 ألف تركي ينتمون الى اليمين المتطرف في ألمانيا.
وكانت باريس قد أعلنت بداية الشهر حل جماعة "الذئاب الرمادية" بعد يومين من فرض حظر عليها، في حين توعّدت أنقرة بردّ "حازم" على خطوة باريس.
وجاء قرار الحكومة الفرنسية بعد تشويه نصب تكريمي لضحايا الإبادة الأرمنية قرب ليون بكتابات شملت عبارة "الذئاب الرمادية".
ويرى محللون أن دور حزب الحركة القومية حاسم لتمكين أردوغان من الاستمرار في بسط سيطرته على تركيا، حيث كان دعم بهتشلي له عاملاً رئيسياً وراء فوزه في الانتخابات الرئاسية عام 2018.
ومنظمة "الذئاب الرمادية"و "اوجاكلاري" منظمة قومية في تركيا تؤمن بتفوق العرق التركي على بقية الأعراق وهي مجموعة تشكلت فترة الستينات.
وتورطت المجموعة في عديد الجرائم من بينها قتل 100 علوي في السبعينات إضافة الى تورطها في ارتكاب مجزرة تقسيم سنة 1977 وراح ضحيتها أكثر من 100 شخص ودورها في محاولة اغتيال البابا يوحنا بولس الثاني.
وارتكبت المجموعة القومية المتعصبة جرائم ضد الاكراد اثر مشاركتها الى جانب الجيش التركي في مواجهة حزب العمال الكردستاني بداية التسعينات.
وتعمل المجموعة على استعادة امجاد تركيا وتاريخها في توحيد الشعوب التركية في دولة واحدة والتقليل من شان قوميات اخرى كالأكراد والارمن واليونانيين ما يشير الى طابعها الفاشي الذي تتشارك فيه مع أفكار كالنازية التي تؤمن بتفوق العرق الألماني او العنصريون في جنوب افريقيا الذين يؤمنون بتفوق العرق الأبيض.

وعادت هذه الافكار الفاشية والعنصرية مع توسع اذاع الرئيس التركي رجب طيب اردوغان الذي يسعى الى استعادة أمجاد أجداده العثمانيين وذلك بالتدخل في شؤون دولة المنطقة ونشر الفوضى والفتن فيها.
وبعد استعانته بالجماعات المتطرفة والجهادية من إخوان وقاعدة وتنظيمات جهادية أصبحت السلطات التركية تستعين بتلك الجماعات المتعصبة لبسط نفوذها في سوريا اضافة الى دعم الفكر القومي المتعصب داخل الجاليات التركية في أوروبا بما فيها فرنسا والمانيا.
كما ياتي قرار حل المجموعة القومية التركية في فرنسا ومحاولات التصدي لها في المانيا وكامل اوروبا بالتوازي مع حل جمعيات تابعة لتنظيمات الاسلام السياسي بما فيها تنظيم الإخوان المسلمين لدورها في نشر الفكر المتطرف بين شباب الجاليات المسلمة.
وقامت باريس بإغلاق بعض المساجد التي تنشر التطرف كما قررت ترحيل عدد من المتطرفين.
وكان الرئيس التركي قام بالتجييش ضد الرئيس الفرنسي ايمانيول ماكرون على خلفية نشر الرسوم المسيئة للرسول في وقت ادان فيه العالم عملية قتل المدرس صامويل باتي على يد متطرف شيشاني.