مرزوق يؤكد وفرنسا تنفي غضب سعيد من زيارة المشيشي
تونس - كشف محسن مرزوق المستشار السابق للرئيس التونسي الراحل الباجي قائد السبسي ان الرئيس الحالي قيس سعيد لم يكن راضيا على زيارة رئيس الحكومة هشام المشيشي الى فرنسا.
وأكد مرزوق وهو يتولى رئاسة حزب مشروع تونس المعارض في حوار بث في اذاعة موزاييك الخاصة الجمعة ان الرئيس ابلغ السفير الفرنسي "اندريه باران " بعدم رضاه عن الزيارة موضحا ان المعطيات تحصل عليها من بعض المصادر وانه مسؤول عن صحتها.
وقال مرزوق أن موقف الرئيس يشير إلى حجم الخلافات بين مؤسستي رئاسة الجمهورية ورئاسة الحكومة متسائلا "هل من المعقول أن يسافر رئيس الحكومة في زيارة إلى فرنسا ويقوم رئيس الجمهورية عشيتها بإعلام السفير الفرنسي بعدم رضاه على الزيارة؟ ".
وطالب محسن مرزوق الرئيس بضرورة العمل على ايجاد حلول للازمة الاقتصادية والاجتماعية التي تمر بها البلاد عوض الدخول في خصومات مجانية مع هشام المشيشي.
وقد التزمت رئاسة الجمهورية الصمت تجاه تلك المعطيات فيما تشير بعض المصادر الى وجود خلافات بين المشيشي ورئاسة الجمهورية بسبب اصرار رئيس الحكومة على حزامه السياسي المتكون من النهضة وائتلاف الكرامة وقلب تونس لكن هشام المشيشي دائما ما ينفي تلك المعطيات ويشير الى علاقته الطيبة بالرئيس.
وفي حال ثبتت صحة المعلومات التي اعلنها محسن مرزوق فهي تشير اولا لغياب التنسيق بين رئاستي الحكومة والجمهورية فيما يتعلق بالزيارات الخارجية ما يشير الى حجم الاضطراب في السياسات الرسمية.
وقيس سعيد كان قد اقترح تولية هشام المشيشي رئاسة الحكومة عقب سقوط حكومة الياس الفخفاخ بسبب تورطه في ملف تضارب مصالح.
وكان المشيشي أدى ووفد حكومي الأسبوع الماضي زيارة الى فرنسا التقى خلالها بنظيره الفرنسي جان كاستكس حيث انتقدت العديد من الجهات الزيارة وقالت ان انعكاساتها لم تكن ايجابية.
كما تعرض رئيس الحكومة التونسية إلى انتقادات بسبب ربطه بين المهاجرين غير الشرعيين وبين الإرهاب.
واكد هشام المشيشي في لقاء صحفي، أن فرنسا توصلت إلى قناعة بأن معالجة الهجرة غير النظامية لا تكون وفق مقاربة أمنية.
وأضاف المشيشي "وجدنا تفهما كبيرا من الجانب الفرنسي للمقاربة التي تعتمدها تونس في القضايا المتعلقة بالهجرة غير النظامية".
وأوضح أن تونس تنتهج مقاربة تنموية تعتمد على الاستثمار في المناطق المصدرة للمهاجرين غير النظاميين واعتبر أن المقاربة الأمنية مفيدة "لكنها غير كافية".
وقال المشيشي إن "العلاقات الفرنسية التونسية لم تتأثر وأن باريس لا زالت تؤمن بالصداقة بين البلدين"، مؤكدا أن "فرنسا عبرت عن استعدادها الكبير جدا لمضاعفة الاستثمار في تونس في سبيل توفير فرص العمل".
وأمام التداعيات التي أحدثتها تصريحات محسن مرزوق نفت السفارة الفرنسية جملة وتفصيلا المعلومات المتداولة.
وقالت السفارة في بيان الجمعة انها تتأسف لطريقة التعاطي مع زيارة المشيشي موضحة انه التقى "جان كاستكس ورئيسي الجمعية الوطنية ومجلس الشيوخ وممثلي منظمة الأعراف للإعداد للمجلس الأعلى للتعاون الذي من سينعقد في مارس/آذار المقبل بتونس".
ووصفت السفارة الموعد بالمهم لأنه سيتيح ترجمة خطوة جديدة للشراكة المميزة بين فرنسا وتونس بشكل ملموس، لصالح الشعبين، وفقا للتوجهات التي حدّدها الرئيسان ماكرون وسعيّد خلال زيارة الرئيس التونسي إلى باريس في شهر يونيو/حزيران الماضي.
وتعتبر فرنسا الشريك الاقتصادي الأول لتونس كما يوجد عدد هام من ابناء الجالية هناك لكن العمليات الارهابية في السنوات لاخيرة والتي تورط فيها بعض التونسيين اثرت على هذه العلاقات.