فيروس يتحالف مع مضيفه لإنقاذه من الموت!
مدريد - فيما تزرع كلمة تحور فيروسي الرعب في قلوب السامعين خاصة في ظل الجائحة وتطور فيروس كورونا بشكل متواصل، وجدت دراسة اسبانية ان مثل هذه التغيرات قد تحمل انباء جيدة وربما تصنع من الفيروس حليفا للمضيف، على الاقل كما هو الحال مع مرض نباتي منتشر في صفوف نباتات من عائلة الملفوف.
ووجد باحثون من معهد بيولوجيا الأنظمة التكاملية الاسباني ان فيروس فسيفساء اللفت الذي يصيب نباتات مثل البروكلي والقرنبيط، يرد الجميل لمضيفيه في أوقات الأزمات وتحديدا اثناء شح المياه.
ويتحول الفيروس وفق خلاصة قدمها الباحثون من عدو الى حليف للنبات، ما يؤدي إلى تغيير الساعة البيولوجية لمضيفه حتى يفقد كمية أقل من الماء.
ويوضح عالم الفيروسات سانتياغو إيلينا فيتو،رئيس معهد بيولوجيا الأنظمة التكاملية "في ظل الظروف العادية، يُظهر الفيروس رؤيته الكلاسيكية كعامل ممرض عن طريق قتل النباتات المروية".
وأضاف "لكن النباتات المصابة التي تعرضت لظروف إجهاد بسبب الجفاف بقيت على قيد الحياة".
وعندما أصيب نوع من الحشائش البرية، المعروف باسم نبات الرشا)، بنوع معين من الفيروس، وجد الباحثون أن النبات كان أكثر عرضة بنسبة 25 بالمئة للنجاة من الإجهاد المائي اللاحق
ولمعرفة السبب الفعلي لهذه التغييرات، قام الباحثون بإصابة النباتات الصحية بمتغيرات من الفيروس تطورت إما في ظل ظروف شبيهة بالجفاف، أو نشأت تحت كميات الأمطار المعتادة.
ثم سُقيت النباتات المصابة بشكل طبيعي أو تعرضت لندرة المياه.
واستمرت هذه الأنواع من الفيروس التي تطورت في ظل الظروف العادية في إحداث المرض في هذه النباتات. وفي حين أن تلك المتغيرات التي تطورت في ظل ظروف شبيهة بالجفاف أظهرت رحمة أكبر.
وتشير النتائج إلى أن الفيروسات التي تطورت بسبب الجفاف تسبب بطريقة ما تغييرات في نسخ جينات مضيفها لمساعدتها في البقاء على قيد الحياة بشكل أفضل.
فيروسات تطورت بسبب الجفاف تسبب بطريقة ما تغييرات في نسخ جينات مضيفها لمساعدتها في البقاء
وفي الواقع، وجد الباحثون أن النباتات المصابة بهذه المتغيرات أظهرت تغيرات جينية مرتبطة بساعتها البيولوجية، والتي يمكن أن تؤثر على استخدام المياه في النبات.
ويعتقد العلماء أن هذا يرجع إلى أن العلاقات بين الفيروس المضيف تقع في طيف من التسبب (أو المرض) إلى التبادل (حيث يستفيد الجميع). ويمكن لبعض الظروف البيئية أن تساعد في تحديد مكان سقوط الفيروس على هذا الخط.
وفي عالم سريع الاحترار، حيث يهدد الجفاف الأكثر تواترا وشدة مستقبل العديد من المحاصيل، يمكن أن تكون هذه المعرفة منقذة للحياة.
ويقول العلماء إن الآلية التي تستخدمها الفيروسات للحث على تحمل الجفاف في النباتات، ربما لا تكون عالمية، وربما تختلف حتى داخل الأنواع.
ولكن إذا تمكن الباحثون من معرفة كيفية تحويل هذه العدوى الشائعة من مسببات الأمراض إلى شركاء، فقد يساعدنا ذلك في تجهيز محاصيلنا لفترات الجفاف المقبلة.