حزب عون ينتقد حصيلة 15 عاما من التحالف مع حزب الله

بيروت - أقر التيار الوطني الحر الذي أسسه الرئيس اللبناني ميشال عون السبت إن تحالفه مع حزب الله "لم ينجح في مشروع بناء الدولة" بعد مرور 15 عاما على توقيعه.
ويعكس هذا الموقف المستوى غير المسبوق في تأرجح العلاقة بين الحليفين على خلفية تصاعد الأزمة الاقتصادية والسياسية وتفشي الفساد في البلاد.
ويغرق لبنان منذ سنوات في ازمة سياسية واقتصادية تفاقمت بعد استقالة الحكومة اثر انفجار المرفأ في الرابع من آب/أغسطس الذي تسبب بمقتل أكثر من مئتي شخص وإصابة أكثر من 6500 بجروح.
ومنذ ذلك الحين يسود لبنان الفراغ الحكومي لأسباب من ابرزها نفوذ حزب الله الذي يعطل تشكيل الحكومة الى جانب حليفه الرئيس عون.
ورافق ذلك احتجاجات شعبية اندلعت في 17 تشرين الأول 2019 وأدت بعد 12 يوما إلى إسقاط حكومة سعد الحريري التي كان التيار الوطني الحر وحزب الله من أبرز أركانها.
وقال بيان صادر عن المجلس السياسي في التيار الذي يرأسه حاليا جبران باسيل صهر عون إنه يرى في ذكرى توقيع "تفاهم مار مخايل" مع حزب الله "مناسبة للتمعن في هذا التفاهم".
واعتبر بيان التيار الوطني ان "التفاهم جنّب لبنان شرور الفتنة والانقسام وحماه من اعتداءات الخارج فردع إسرائيل وصدّ الإرهاب إلا أنه لم ينجح في مشروع بناء الدولة وسيادة القانون".

وفي 6 فبراير/شباط 2006 وقع أمين عام حزب الله حسن نصرالله ورئيس التيار الوطني الحر آنذاك الرئيس الحالي عون تفاهما في كنيسة مار مخايل ببيروت للعمل معا على معالجة قضايا هامة أبرزها "بناء الدولة".
وبناء الدولة يعد احد بنود وثيقة مار مخايل، وينص على "اعتماد معايير العدالة والتكافؤ والجدارة والنزاهة وقضاء عادل ومستقل ومعالجة الفساد من جذوره".
واعتبر التيار الوطني في بيانه أن "تطوير هذا التفاهم باتجاه فتح آفاق وآمال جديدة أمام اللبنانيين هو شرط لبقاء جدواه إذ تنتفي الحاجة إليه إذا لم ينجح الملتزمون به في معركة بناء الدولة".
من جانبه قال عضو كتلة الوفاء للمقاومة التي تمثل حزب الله في البرلمان النائب علي فياض ان هذا التفاهم "صامد ومستمر". 
وأضاف فياض حسب ما نقلت عنه اذاعة النور المحلية ان "التعقيدات الحادة التي عصفت على الساحة اللبنانية سياسيا واقتصاديا واضطراب البيئة الاقليمية على مدى السنوات الماضية وتأثيراتها السلبية على لبنان أضعفت من التأثيرات الإيجابية لهكذا تصور داخلي لبناني".
وجراء خلافات بين القوى السياسية، لم يتمكن لبنان حتى الآن من تشكيل حكومة جديدة منذ أن استقالت حكومة حسان دياب بعد 6 أيام من الانفجار الكارثي في مرفأ بيروت.