قتل بالتقسيط المرير لمعتقلي الرأي في سجون إيران

أساليب التعذيب في السجون الإيرانية تشمل التعذيب الجسدي والنفسي وإبقاء المعارضين لفترات طويلة في زنازين فردية وحرمانهم من الرعاية الطبية والتواصل سواء مع نظرائهم في السجن أو مع عائلاتهم ومحاميهم.
وراء القضبان في إيران تعذيب جسدي ونفسي وحرمان من الرعاية الطبية
1080 عاما سجنا لـ200 من دراويش كنابادي في أغرب حكم على خلفية دينية
قصة بهنام محجوبي تختزل نزرا قليلا من معاناة سجناء الرأي في إيران
إيران أحرص ما تكون على إحاطة ما يجري في سجونها بسرية تامة

باريس - أعرب نشطاء الأربعاء عن قلقهم إزاء الوضع الصحي لـ"سجين رأي" إيراني، اعتقل على خلفية تظاهرة لطائفة دينية عام 2018، بعد نقله إلى المستشفى مع تدهور حالته الصحية، مضيفين أن وضعه الصحي تراجع بسبب التعذيب.

وينتمي السجين بهنام محجوبي إلى "دراويش كانابادي"، أكبر طريقة صوفية في إيران، وحكم عليه بالسجن على خلفية مشاركته في تظاهرة في فبراير/شباط 2018 وبدأ في يونيو/حزيران تنفيذ عقوبة بالسجن لعامين.

لكن منظمة العفو الدولية أشارت إلى أنه يعاني من اضطراب هلع خطير وجرى حقنه بأدوية رغما عن إرادته في السجن.

وقالت المنظمة "ينبغي التحقيق جنائيا بالظروف التي قادت إلى تدهور حالة سجين الرأي بهنام محجوبي بشكل كبير وإدخاله المستشفى"، مضيفة أنه "عانى لأشهر من التعذيب بما في ذلك منعه عمدا من تلقي العناية الطبية. ينبغي أن يواجه كل الموظفين وأطباء السجن المسؤولين عن هذه الأفعال الوحشية عواقب فعلتهم أمام القضاء".

ويحض نشطاء آخرون منذ أشهر إيران على الإفراج عن محجوبي بسبب وضعه الصحي.

وقالت منظمة السجون الإيرانية الحكومية الثلاثاء، إن محجوبي "لديه تاريخ مع المرض وتعرض مؤخرا لتسمم ونقل على الفور إلى مستشفى في طهران لتلقي العلاج"، مضيفة أنه تمت الموافقة على إخراجه من السجن بكفالة، لكنه أصيب بالمرض قبل حصول ذلك.

ونشر ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو يظهر والدة محجوبي وهي تقول إن ابنها نقل إلى عيادة سجن إيوين بعد سلسلة نوبات هلع ثمّ فقد الوعي. ونقل بعد ذلك إلى مستشفى لقمان في العاصمة الإيرانية، لكن لم يسمح لأقربائه بزيارته.

وقالت "لماذا أبقوا ابني في السجن؟ يعاني من اضطراب الهلع ولا يستطيع التأقلم في السجن... إلى أين يريدون أن يصلوا بذلك؟".

وقال مركز حقوق الإنسان في إيران ومقره نيويورك في بيان "قد يموت محجوبي ما لم يتلق عناية طبية فورية وشاملة حُرم منها بادئ الأمر".

وكانت تظاهرات قد خرجت في فبراير/شباط 2018 ضد طريقة تعامل السلطة مع الطرق الصوفية في إيران، واحدة من أكبر الاحتجاجات ذات الخلفية الدينية في إيران منذ سنوات.

 

بهنام محجوبي عانى من اضطراب هلع خطير وليس معروفا إن كان لا يزال حيا
بهنام محجوبي عانى من اضطراب هلع خطير وليس معروفا إن كان لا يزال حيا

وبحسب منظمة العفو، حكم على نحو 200 من دراويش كنابادي بالسجن 1080 عاما مجتمعين.

وتواجه إيران انتقادات متزايدة على خلفية سجلها في مجال انتهاك حقوق الإنسان خلال الأشهر الماضية، في وقت تتكثف فيه المساعي الدبلوماسية لإعادة إحياء الاتفاق النووي الذي انسحب منه الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب في مايو/ايار 2018 وأعاد تفعيل نظام العقوبات وفرض عليها حزمة عقوبات مشددة وضعت الاقتصاد الإيراني على حافة الإنهيار.

ونفذت إيران حكم الإعدام بعدد من السجناء بما في ذلك بطل المصارعة نفيد أفكاري والمعارض روح الله زم.

وتشمل أساليب التعذيب في السجون الإيرانية التعذيب الجسدي والنفسي وإبقاء المعارضين لفترات طويلة في زنازين فردية وحرمانهم من التواصل سواء مع نظرائهم في السجن أو مع عائلاتهم ومحاميهم.

كما تشمل أيضا حرمان العديد من السجناء السياسيين من الرعاية الطبية على طريقة الموت البطيء. وسبق أن توفي ناشط بيئي في السجن في السنوات الأخيرة وزعمت السلطات أنه انتحر، فيما تحدثت تقارير حقوقية دولية وكذلك جماعات معارضة عن تعرضه للتعذيب على مدى سنوات وحرمانه من الرعاية الطبية.

وبالنسبة للمعتقلين من الأقليات (العرب السنّة والأكراد على وجه الخصوص) فإن طهران سجلت رقما قياسيا من الإعدامات بحقهم.

وتؤكد تقارير حقوقية غربية وشهادات سجناء سابقين وجماعات معارضة أن السلطات في السجون الإيرانية تتفنن في أنواع التعذيب وراء القضبان وتحيط المعتقلات بسرية تامة حتى لا تتسرب أي معلومات عن صنوف التعذيب والانتهاكات.