النوم لمدة 8 ساعات يوميا ليس قاعدة ذهبية لكل الناس

الخبراء يؤكدون على أن كل شخص يحتاج قدرا مختلفا من النوم وأن الوراثة والتغيرات الموسمية والمحفزات الخارجية تؤثر على عادات النوم واضطراباته.
النساء يحتجن إلى ساعات أكثر من النوم قبل الدورة الشهرية
التوقيت الصيفي والشتوي يغير روتين النوم مرتين في السنة
المرضى يحتاجون إلى ساعات نوم أطول من المعتاد

لندن - على الرغم من تأكيد غالبية الدراسات على أن النوم لمدة 8 ساعات يوميًا هو القاعدة الذهبية التي يجب أن نسعى جميعا لتحقيقها، إلا أن كثيرا من الخبراء يؤكدون على أن كل شخص يحتاج قدرا مختلفا من النوم.
يقول رافائيل بيلايو الأستاذ في كلية الطب بجامعة سانفورد ومؤلف كتاب "كيف تنام: الحلول الجديدة المستندة إلى العلم للنوم طوال الليل" إن النوم 8 ساعات في اليوم واحدة من أشهر الأساطير في مجال النوم.
الوراثة
خلصت الأبحاث إلى أن عددا من عادات النوم واضطراباته وراثية، لذلك قد يكون السبب أنك بحاجة إلى 9 ساعات من النوم لتشعر بالراحة، بينما يبدو زميلك في العمل جيدًا بعد 6 ساعات فقط، يعود إلى الحمض النووي الخاص بك.
وقام باحثون من جامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو، بدراسة عائلة بها طفرات جينية تجعل أفرادها يشعرون بأنهم قد حصلوا على قسط جيد من الراحة على الرغم من أنهم ينامون أقل من 8 ساعات في الليلة، ووجدوا طفرة جينية لدى الأشخاص الطبيعيين الذين يحتاجون إلى ساعات قليلة من النوم.
ووجدت الدراسة أن بعض الأشخاص ينامون لمدة 4 أو 6 ساعات يوميًا، ويشعرون بصحة جيدة عندما يستيقظون، واتضح أن هذا الجين المختلف الذي يجعل الناس أقل احتياجًا طبيعيًا للنوم هو مستقبل لمركب يسمى الأدينوزين، وأحد الأهداف التي يؤثر عليها الكافيين هو مستقبلات الأدينوزين وهو مرتبط بعوامل بيولوجية أخرى.
ساعات النوم تختلف من يوم لآخر
هناك عوامل خارجية أخرى قد تغير مقدار النوم الذي تحتاجه للاستيقاظ أهمها وقت الحيض للنساء.
يقول الخبراء أن بعض النساء يحتجن إلى ساعات أكثر من النوم قبل الدورة الشهرية وأخريات يحتجن إلى نوم أقل بعد انتهاء الدورة الشهرية، وغالبًا ما يكون السبب في ذلك هو تذبذب الهرمونات، ولسوء الحظ يمكن أن تؤدي التقلصات أيضًا إلى إيقاظ النساء، وعادة ما يحتاج الناس إلى مزيد من النوم في الليالي عندما يستيقظون فيها عدة مرات.

النوم 8 ساعات في اليوم واحدة من أشهر الأساطير في مجال النوم

التغيرات الموسمية والمحفزات الخارجية
يمكن أن تغير البيئة الخارجية احتياجات نومك، يقول بيلايو إنه إذا كنت تعيش في منطقة تستخدم التوقيت الصيفي على سبيل المثال فربما تحتاج إلى تغيير روتين نومك مرتين في السنة عند ضبط التوقيت.
وفكرة أن نومنا يحتاج إلى التغيير على مدار العام تبدو منطقية من منظور تطوري أيضًا، يضيف بيلايو: "كيف يمكننا أن نكون بحاجة إلى 8 ساعات من النوم إذا كان على الأمهات إرضاع أطفالهن كل ساعتين أو ثلاث ساعات؟ لا شك أن هناك آلية في دماغنا تمنعنا من النوم في ظروف معينة، يجب أن تكون قادرًا على تأجيل النوم والاهتمام بشيء آخر ثم العودة إليه لاحقًا، يجب أن يكون هناك بعض المرونة في هذا النظام".
ويقوم جهازك المناعي بإصلاح نفسه خلال وقت النوم، لذلك تحتاج إلى النوم لساعات أطول بينما تقاوم المرض، وقد يعاني أولئك الذين يحتاجون دائمًا إلى ساعات إضافية من النوم للشعور بالراحة من مشاكل صحية أساسية.
كيف تعرف ساعات النوم المناسبة لك؟
ما تشعر به عند الاستيقاظ هو أفضل مؤشر على جودة نومك، ويشعر معظم الناس بالراحة عند إكمال دورة نوم كاملة، والتي تستغرق حوالي 90 دقيقة، وبهذا المنطق فإن تقسيم وقت نومك في دورات مدتها 90 دقيقة ليس بالفكرة السيئة.
وإذا لم تكن متأكدًا من العدد المثالي لساعات النوم بالنسبة لك، فحاول ضبط المنبه بعد 7 ساعات ونصف وبعد 9 ساعات كبداية، وهو ما يعادل 5 و6 دورات نوم، ولاحظ ما تشعر به عند الاستيقاظ، وقم بتدوين الملاحظات في دفتر خاص بالنوم، ثم أضف تفاصيل عن وقت ذهابك للنوم، ومتى استيقظت، وماذا فعلت في الساعات التي سبقت النوم، وما أكلته ومتى في الليلة السابقة للحصول على صورة كاملة للعادات التي تعزز نومك أو تضر به. 
وبمجرد أن تعرف الرقم المثالي التزم به، ويؤكد الخبراء أن الاستمرارية عامل رئيسي، هذا يعني أنه عليك النوم والاستيقاظ في نفس الأوقات تقريبًا كل يوم، حتى في عطلات نهاية الأسبوع.
وإذا كنت بحاجة إلى 7 ساعات ونصف من النوم لتشعر بالحيوية، فلا تذهب إلى الفراش قبل 7 ساعات ونصف بالضبط من الاستيقاظ.
ويوضح بيلايو "مع تقدمك في السن تصبح الحياة أكثر تعقيدًا، وتتعلم مقدار النوم الذي تحتاجه، وهذا ما تسعى إليه"، مضيفًا أن الوقوف دائمًا على المحك قد يجعلك أكثر عرضة للآثار الجانبية المرتبطة بنقص النوم: "إذا كنت تنام دائمًا لأقل وقت ممكن، فلا تحصل على قسط كافٍ من النوم في الليل، ستكون في حالة يرثى لها في اليوم التالي".
كيف تحسن جودة النوم؟
إذا كنت تعاني من أزمة نوم ولا تشعر بالراحة عند الاستيقاظ، فالخطوة الأولى هي تحديد السبب الكامن وراء هذه المشكلة، فقد يكون البكاء ليلاً، أو مشكلة هرمونية، أو بسبب النظام الغذائي وجودته. 
وإذا كان من الصعب تحديد المشكلة، فقد يكون السبب هو التوتر، لذا فكر في الذهاب إلى مكان يساعدك على ضبط عادات نومك.
ويجب عليك أيضًا الالتزام بمواعيد نوم ثابتة ووقت محدد للاستيقاظ، وقم بإيقاف تشغيل أجهزتك االالكترونية قبل النوم بساعة أو ساعتين، وقم بإعداد غرفة نومك بطريقة تساعدك على النوم، وربما تجرب بعض المكملات الغذائية التي تعزز جودة النوم.