غدد مزروعة في مختبر تفيض بدموع حقيقية

علماء يزرعون غددا دمعية في مختبر لجعل مرضى يعانون من التهاب القرنية او جفاف العيون يبكون بصورة طبيعية.

أمستردام – يهدد مرض جفاف العيون صحة العديد من البشر ويزيد من شعورهم بالضغط والاكتئاب، لذلك طور فريق من الباحثين تقنية جديدة تساعد على ترطيب العينين وتفتح الطريق أمام البكاء بحرية عبر غدد دمعية مزروعة في المختبر.
ويتسبب الخلل في إنتاج الدموع من الغدة الدمعية في جفاف العيون لكن خيارات العلاج تعتبر محدودة الى الآن، وتبشر التقنية الجديدة بالتخلص من مشكلة صحية تؤرق الملايين في العالم.
وقد نجح علماء في زراعة غدد دمعية داخل مختبر في معهد "هوبرخت" لعلم الأحياء التطوري وأبحاث الخلايا الجذعية.
والغدة الدمعية لها شكل اللوزة، طولها 2 سم تقريباً، وتقوم بإفراز الدمع.
وتعد الغدد المسيلة للدموع مفيدة لانها تنتج طبقة رقيقة من السائل الذي يغلف القرنية، ويزيت سطح العين، ويحميها من المهيجات والالتهابات.
وتمكن العلماء في انجاز علمي من زراعة غدد دمعية مصغرة عبر الخلايا الجذعية وقادرة على إنتاج الدموع مثل الغدد الدمعية الحقيقية في عيون البشر. 
ويعتبر الماء المكون الرئيسي للدموع، كما تحتوي الدمعة على بروتينات ونزيمات ومواد  تحتوي على النيتروجين، أما الملح فيكون نحو 9% منها وهذا هو سر طعمها المالح.
تلعب الدموع دورا هاما في الحفاظ على صحة العيون، وتساهم في تنظيفها من البكتيريا الموجودة على سطحها وتوفير اﻷوكسجين لها.
وتساهم عملية البكاء في تصريف السموم الناتجة عن احتراق الطاقة في جسم الإنسان.
وبينت الدراسات أن هناك فرقاً بين دموع الفرح ودموع الحزن، حيث إن دموع الحزن أكثر ملوحة من دموع الفرح لاحتوائها على كميات كبيرة من مادة الصوديوم.
واعتبر العلماء ان عدم البكاء في حالات الحزن يؤدي الى تراكم العلل والأمراض في الجسم مع مرور الوقت وينذر بالإصابة بارتفاع ضغط الدم والسكري وقرحة المعدة والضغط والاكتئاب.
 وقام الباحثون بتطوير نسخ مصغرة من الغدد الدمعية للفئران والبشر داخل المختبر، وكان التحدي بالنسبة اليهم جعلها تفرز الدموع مثل الغدد الحقيقية.
وقد طوّر العلماء الغدد باستخدام قطعة صغيرة من أنسجة العين مليئة بالخلايا الجذعية وقاموا بحقنها ببروتينات تسمى "عوامل النمو". 
وقام العلماء بتقسيم هذه القطعة إلى قطع صغيرة وحقن كل منها بالمزيد من البروتينات لإنشاء عدة غدد صغيرة.
ولاحظ الباحثون أن كل غدة أصبحت قادرة على إفراز الدموع تماماً مثل الغدد الدمعية الموجودة بالعين البشرية.
أثبتت التجارب أن الغدد التي تم إنشاؤها من قبل الباحثين أفرزت الدموع عندما تعرضت للأدرينالين.
وقال مؤلف الدراسة هانز كليفرز "الرسالة الكيميائية التي تأتي من الخلايا العصبية إلى الغدد الدمعية هي الأدرينالين، ولكي نثبت انها فعالة احتجنا إلى إظهار أنها ستستجيب للأدرينالين".
ويأمل الباحثون في أن يفتح اكتشافهم الباب أمام علاج مرضى يعانون من جفاف العيون والتهاب القرنية وحتى سرطانات الغدة الدمعية.
ويشكو العديد من اﻷشخاص من عدم قدرتهم على انتاج الكمية المناسبة من الدموع، وفي حالات ﺃخرى تنتج العين الكمية اللازمة لكنها تتبخر قبل اﻷوان، وﻫﺬا الضعف في ﺇفرازات كمية الدموع يعرف ﺒﺈسم "جفاف العين".
وتتراوح تبعات جفاف العين من تهيج خفيف للعين إلى التهاب كبير فيها، وحتى ندوب على سطحها الأمامي.
وتعتبر متلازمة جفاف العين واحدة من أكثر أمراض العين شيوعًا في جميع أنحاء العالم وهي سبب أساسي لزيارات الأطباء.
ويؤدي جفاف العين الى تقرح القرنية، وقد يصيب الشخص بضعف البصر او فقدانه بصفة كلية.
وتشكل القرنية جزءًا هامًا جدًا من العين، وهي عبارة عن نسيج شفاف يتواجد على سطح العين يسمح بمرور الضوء إلى داخلها لتسهيل عملية الرؤية كما يعمل على حماية كرة العين من العوامل الخارجية المختلفة كالتراب والغبار واثار التلوث بصفة عامة.
وتصاب القرنية في حالات كثيرة بتقرحات والتهابات، وهي حالة حادة وخطيرة قد يتسبب أي تأخير في علاجها في فقدان البصر.
وتبشر التقنية الجديدة بمعرفة طريقة تشكل وعلاج سرطانات الغدة الدمعية وهي من الأورام النادرة والمستعصية وصعبة التشخيص.