هجمات شبه يومية تستهدف القوات الاميركية في العراق

ثلاثة صواريخ سقطت في قاعدة بلد الجوية العراقية شمالي بغداد والتي تستضيف متعاقدين أميركيين بعد يوم من هجوم استهدف التواجد الاميركي في مطار بغداد.
التقارب الايراني الاميركي لم يؤد الى تخفيض الهجمات ضد القوات الاميركية في العراق

بغداد - قال مسؤولو أمن عراقيون إن ما لا يقل عن ثلاثة صواريخ سقطت في قاعدة بلد الجوية العراقية شمالي بغداد والتي تستضيف متعاقدين أميركيين في هجمات باتت شبه يومية وتزامنا مع محاولات لتحقيق تقارب بين واشنطن وطهران التي كثيراً ما تتبنّى فصائل عراقية موالية لها استهداف المصالح الأميركية في هذا البلد.
ولم ترد تقارير بعد عن وقوع إصابات كما لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجوم بعد. وسبق أن أعلنت جماعات مسلحة، يقول بعض المسؤولين العراقيين إنها مدعومة من إيران، مسؤوليتها عن وقائع مماثلة.
ومساء الأحد استهدف صاروخان مطار بغداد حيث تنتشر قوات أميركية في هجوم هو الثاني من نوعه خلال عشرة أيام.
ومنذ تسلّم الرئيس الأميركي جو بايدن السلطة في نهاية كانون الثاني/يناير، استهدف نحو ثلاثين هجوماً بعبوّات ناسفة أو صواريخ أرتالاً لوجستية تابعة للتحالف الدولي وقواعد تضم جنوداً أميركيين والسفارة الأميركية في بغداد.
وأدّت هذه الهجمات إلى مقتل متعاقدَين أجنبيين وتسعة عراقيين هم متعاقد وثمانية مدنيين.
واستهدفت عشرات الهجمات الصاروخية الأخرى الأميركيين في العراق منذ خريف عام 2019 في ظلّ إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب، وقد خلّفت أيضا قتلى وجرحى.
وبلغت الهجمات مستوى جديداً منتصف نيسان/أبريل حين نفّذت فصائل عراقية موالية لإيران لأول مرة هجوماً بطائرة مسيّرة مفخّخة على قاعدة عسكرية تستضيف أميركيين في مطار أربيل شمال البلاد.
وكانت مجموعات غير معروفة مسؤوليتها عن بعض الهجمات، ويقول خبراء إنها مجرد واجهات لتنظيمات عراقية موالية لإيران يتوعّد قادتها باستمرار بتصعيد الهجمات ضد 2500 عسكري أميركي منتشرين في العراق.
وفي الأشهر الأخيرة هدّد قادة من "الحشد الشعبي" الولايات المتحدة بالأسوأ، وهو أمر يرى خبراء أنّه يثير استياء طهران أحياناً نظراً لسعيها إلى وقف التصعيد والعودة مع الولايات المتحدة للالتزام باتفاق 2015 حول برنامجها النووي.
وقال مسؤولون عراقيون أكثر من مرة إن نظراءهم في طهران يشهرون في وجوههم ورقة الفصائل المسلّحة في مختلف المفاوضات السياسية والاقتصادية، ويهدّدون بإطلاق عنان المقاتلين الموالين لطهران إذا لم تتنازل بغداد، أو على العكس من ذلك يعرضون وقف الهجمات إذا رضخت الحكومة العراقية لطلباتهم.
وتجري حالياً مناقشات في فيينا لمحاولة إحياء الاتفاق الدولي حول الملف النووي الإيراني، وذلك بفضل تغيّر الإدارة في واشنطن لكن ذلك لم يؤثر في تخفيض حدة الهجمات على ما يبدو.