قوة داعش الأفغاني تثير قلق واشنطن

الموفد الأميركي إلى أفغانستان يتهم تنظيم الدولة الإسلامية بتنفيذ الكثير من الاعتداءات الدموية من دون أن يستثني طالبان من المسؤولية عن تصاعد أعمال العنف بينما تستمر عملية انسحاب القوات الأجنبية من الساحة الأفغانية.
واشنطن تؤكد استمرارها في دعم القوات الأفغانية
الموفد الأميركي لأفغانستان ينتقد طالبان الشريكة في اتفاق سلام لم ينضج بعد
طالبان تريد حكما إسلاميا وواشنطن تدفع لتشكيل حكومة وحدة وطنية

كابول - لا يزال تنظيم الدولة الإسلامية المتطرف يمثل قوة "كبيرة" في أفغانستان ومسؤولا عن هجوم وقع مؤخرا أودى بحياة عشرات الطالبات، حسب ما أعلن الموفد الأميركي إلى كابول في مقابلة مع وكالة الأنباء الفرنسية.

لكن القائم بالأعمال روس ويلسون حمّل إلى حد كبير طالبان مسؤولية تصاعد أعمال العنف في الدولة التي تمزقها الحرب، متهما الحركة بخرق اتفاقيات تم التوصل إليها في محادثات سلام حتى بينما يواصل الجيش الأميركي سحب قواته.

وقال ويلسون في المقابلة "لا يزال تنظيم الدولة الإسلامية يمثل قوة كبيرة هنا. هذا من بين الأسباب العديدة التي تجعلنا نواصل تقديم الأمن والمساعدة في مكافحة الإرهاب للسلطات الأفغانية".

واتهم التنظيم المتطرف بالوقوف وراء تفجيرات الثامن من مايو/ايار أمام مدرسة للبنات في كابول أودت بحياة أكثر من خمسين شخصا وتفجير مسجد في ضواحي العاصمة في نهاية الأسبوع، أدت إلى مقتل 12 مصليا.

ولم تعلن أي مجموعة مسؤوليتها عن الهجوم الذي استهدف المدرسة، فيما تبنى تنظيم الدولة الإسلامية تفجير المسجد.

ورغم نفي طالبان وإعلان تنظيم الدولة الإسلامية مسؤوليته عن تفجيرات، كثيرا ما تتهم الحكومة الأفغانية، حركة طالبان في هجمات تستهدف مدنيين وتؤكد سحق التنظيم المتطرف إلى حد كبير قبل عامين في معقله بولاية ننغرهار.

وظهر هذا التنظيم في أفغانستان عام 2014 فيما كانت قوات حلف شمال الأطلسي المقاتلة تنسحب من البلد وتسلم المسؤولية للقوات الأمنية الأفغانية.

وقال ويلسون إن "تفجير المدرسة وتفجير المسجد الذي وقع بعد بضعة أيام، يبدو بشكل واضح أنه من عمل ما يسمى بالدولة الإسلامية"، مضيفا أن "فلول القاعدة" ما زالت تنشط في أفغانستان.

ومع بدء القوات الأميركية وقوات الأطلسي في الأول من مايو/أيار الانسحاب النهائي المتوقع أن يُستكمل بحلول الذكرى العشرين لهجمات 11 سبتمبر/ايلول، تصاعدت أعمال العنف ووقعت اشتباكات متكررة بين طالبان وقوات الحكومة الأفغانية.

وقال ويلسون إن طالبان شنت هجمات "كبيرة" في الأشهر القليلة الماضية ضد القوات الحكومية والمدنيين "استهدفتهم في الأسواق وفي مختلف المدن والبلدات في أنحاء البلاد"، مضيفا "يمكن أن نكون واضحين وصادقين بشأن ذلك".

وويلسون الذي كان دبلوماسيا في العديد من الدول ومن بينها روسيا وتركيا، قال إن أعمال العنف "غير مبررة" لأن طالبان منخرطة في محادثات سلام مع كابول وإن كانت متوقفة منذ أشهر.

وقال "شعرنا بخيبة كبيرة من سلوك طالبان وتواصل المستويات العالية وغير المبررة حقا من أعمال العنف ضد الأفغان"، مضيفا "ما من سبب لذلك ... خصوصا إذا كان الطرف مشاركا في عملية سياسية".

وتابع ويلسون الذي وصل إلى كابول في يناير/كانون الثاني 2020، إن واشنطن لا تزال تأمل في نتيجة سلمية، موضحا أن "ما نحاول فعله الآن هو التوصل لتسوية سياسية تؤدي إلى وقف لإطلاق النار ونهاية دائمة للاقتتال هناك"، لكن الطريق إلى ذلك يبدو طويلا، حسبما رأى محللون.

فطالبان تريد العودة إلى إمارة إسلامية يحكمها مجلس يضم وجهاء دينيين، فيما خطة الرئيس أشرف غني تتضمن انتخابات تقرر مصير البلد، بينما تسعى واشنطن إلى حكومة وحدة وطنية مؤقتة.

وفي أعقاب الاتفاق بين طالبان وواشنطن العام الماضي والذي مهد الطريق لانسحاب القوات الأميركية، بدأت محادثات سلام بين كابول والمتمردين في سبتمبر/ايلول من العام الماضي في قطر.

لكن لم يتم التوصل بعد لاتفاق ويبدو أن طالبان مترددة في حضور مؤتمر دولي منفصل في تركيا اقترحت عقده واشنطن لإعادة إحياء المفاوضات المتوقفة.

وحتى مع تواصل الانسحاب الأميركي فإن دور واشنطن في أفغانستان سيستمر، بحسب ويلسون.

وقال "واضح أن هذا البلد يواجه بعض القضايا المعقدة حول مسار الأشهر والسنوات القادمة، لكن كنا واضحين بشأن التزامنا مواصلة الدعم الأمني. لن نذهب إلى أي مكان. نحن هنا".