كيف يصطاد البعوض ضحاياه؟

باحث روسي يعتبر ان البعوض لا ينجذب فقط الى فصيلة دم معينة بل انه يميل الى الاجسام التي تحمل روائح قوية وتنبعث منها حرارة مرتفعة.

موسكو - اعتبر فاديم مارينسكي الباحث في قسم البيئة والأحياء المائية بكلية الأحياء بجامعة موسكو ان البعوض وخلافا للمعتقدات الشائعة لا ينجذب إلى فصيلة دم معينة في جسد الإنسان فقط بل انه يميل الى الاجسام التي تحمل روائح قوية وتنبعث منها حرارة مرتفعة.
وقال الباحث الروسي "يمكن أن نسمع العديد منا القصص الأسطورية عن أشخاص لهم فصيلة دم محددة تجذب البعوض، ولكن واقع الأمر أبسط من ذلك بكثير فإذا كان الإنسان يتعرق بغزارة فإن البعوض سيعثر عليه بسهولة".
واضاف "يلتصق البعوض بالأشخاص الذي تعرقوا، ولكن هذا لا يعني أنه يهمل الآخرين".
واعتبر ان هذه العوامل تسهل مهمة البعوض في اصطياد الضحية المناسبة حتى ولو كان وسط مجموعة كبيرة من الأشخاص ويمكن ان تؤدي الى اصابته بأمراض متفاوتة الخطورة.
وتؤكد منظمة الصحة العالمية أن البعوض هو من أخطر الحشرات لناحية عدد الوفيات التي يسببها في العالم، وان الإصابات بفيروس زيكا والضنك وشيكونغونيا والحمى الصفراء هي من الأمراض التي ينقلها للإنسان نوع واحد من البعوض يسمى "البعوض المصري".
وقالت منظمة الصحة أن "قدرة البعوض الكبيرة على حمل الأمراض ونقلها للبشر تودي بحياة مئات آلاف الأشخاص حول العالم سنويا".
أعلنت الأمم المتحدة أنها تدرس إمكانية التصدي لأمراض مثل حمى الضنك أو زيكا من خلال تقليص عدد البعوض في العالم، وذلك عبر رصد الذكور منها وتعقيمها.
وتُستخدم تقنية "البعوضة العاقر" للقضاء على البعوض منذ أكثر من نصف قرن في مجال الزراعة، وهي تقوم على نشر بعوض مربى مخبريا ومعقم بفعل الإشعاعات.
ويمكن البعوض الذكر المعقم التزاوج من دون التكاثر. وأظهرت فحوص أن هذه التقنية تتيح تقليص عدد البعوض، غير أن العلماء لا يعلمون الى أي مدى تستطيع تخفيف نسب انتقال الأمراض.
وابتكر البرنامج العالمي للبعوض طريقة لحقن ذكور البعوض وإناثه ببكتيريا مقاومة للأمراض يطلق عليها "ولبخيا" قبل إطلاقها في البرية.
وفي غضون أسابيع، ولد البعوض الصغير حاملا هذه البكتيريا التي تعمل كحاجز للأمراض التي تنقلها الحشرات ما يصعّب عليها أن تنقل ليس فقط حمى الضنك بل أيضا فيروسات زيكا وشيكونغونيا والحمى الصفراء.
ويترتب عن غزو الأنواع "الغريبة" كالبعوض الناقل الأمراض والقوارض التي تدمر المحاصيل والحشرات التي تلتهم الغابات وحتى القطط الأليفة كلفة مالية "هائلة ومتنامية على البشرية ووفقا للباحثين.
وتضمنت دراسة حديثة نشرتها مجلة "نيتشر" تقويماً "مقلقاً" مفاده أن هذه الانواع التي ينقلها الإنسان طوعا أو من دون إرادته إلى خارج منظومتها البيئية الأصلية وتصبح ضارة لموائلها الجديدة، كلفت على الأقل 1.288 مليار دولار منذ عام 1970، بمتوسط 26.8 مليار دولار في السنة.