زينتشينكو أمل سيتي ومستقبل المنتخب الأوكراني

الواعد الأوكراني امام فرصة جديدة لإثبات موهبته بعد شق طريقه الى التشكيلة الأساسية لسيتي ضد الخصم المحلي تشلسي في نهائي دوري الابطال.

كييف - شق الأوكراني ألكسندر زينتشينكو طريقه الى التشكيلة الأساسية لمانشستر سيتي الإنكليزي ودفع بالفرنسي بنجامان مندي الى الاكتفاء بالجلوس على مقاعد البدلاء، معززاً مكانته كمستقبل منتخب بلاده الباحث عن تجديد دمائه بقيادة النجم السابق أندري شفتشنكو.

وسيكون ابن الـ24 عاماً الذي حلّ في سيتي عام 2016، أمام فرصة جديدة لإثبات موهبته حين يلعب أساسياً في تشكيلة المدرب الإسباني بيب غوارديولا السبت ضد الخصم المحلي تشلسي في نهائي دوري أبطال أوروبا.

وبعدما تأثر بالاصابات التي تعرض لها في بداية الموسم، عاد الأوكراني الى تشكيلة سيتي وبات عنصراً لا غنى عنه منذ كانون الثاني/يناير، ليلعب دوراً مؤثراً في قيادة فريق غوارديولا الى لقب الدوري الممتاز وكأس الرابطة والوصول الى نهائي دوري الأبطال للمرة الأولى في تاريخه.

يتحدث المدرب الإسباني الباحث عن لقبه الثالث في دوري الأبطال (توج باللقب عامي 2009 2011 مع فريقه السابق برشلونة)، عن لاعبه الأوكراني الشاب قائلاً "إنه مُركزٌ طيلة الوقت... لا يرتكب الأخطاء. عندما تقول أمراً ما يفهمه مباشرة".

عرف غوارديولا كيف يستفيد من موهبة لاعبه الأوكراني الذي بدأ مشواره كلاعب وسط هجومي، وذلك بإعادته الى الخلف لشغل مركز الظهير الأيسر الذي يتقدم كثيراً نحو مرمى الخصم نتيجة قدراته الهجومية.

يؤخذ على زينتشينكو أنه انفعالي وهذا ما أظهره في إياب نصف نهائي دوري الأبطال ضد باريس سان جرمان الفرنسي (2-صفر) حين فجر غضبه تجاه الحكم بعدما احتسب الأخير ركلة جزاء ضده بسبب لمسة يد.

لكن بعد الاحتكام الى "في أيه آر" ألغيت ركلة جزاء، ليحقق الأوكراني بالتالي مباراة مثالية مرر خلالها كرة هدف التقدم لزميله الجزائري رياض محرز، وحَجَّم الجناح الأرجنتيني لنادي العاصمة الفرنسية أنخل دي ماريا.

لعبت الظروف القسرية دوراً في وصول الأوكراني الى سيتي في 2016، إذ كان من المفترض أن يدافع عن ألوان شاختار دانيتسك والانتساب الى أكاديمية الأخير، لكن الحرب التي حصلت في شرق أوكرانيا دفعت بوالديه للهروب الى روسيا.

وبعد عام بعيداً عن كرة القدم، حل زينتشينكو في أوفا، أحد أندية ذيل الترتيب في الدوري السوبر الروسي، حيث لفت أنظار سيتي.

 نجم في أوكرانيا 

وفي مقابلة أجراها مؤخراً مع الموقع الرسمي لسيتي، تحدث الأوكراني عن لحظات التوصل لاتفاق من أجل الانضمام الى الفريق الإنكليزي، قائلاً "لم أصدق أني في الواقع طالما أني لم أصافح يد +بيب+".

وتابع "ملعب التمارين، الحالة المعنوية... قلت لنفسي +هذا هو المكان الذي أريد التواجد فيه، هذا هو المكان من أجل التطور+".

وبعدما أعاره في بادىء الأمر لأيندهوفن الهولندي وبعد عامين من المعاناة مع عملية جراحية في الركبة، نجح الأوكراني في تجاوز المصاعب وصولاً الى فرض نفسه أساسياً في تشكيلة غوارديولا على حساب مندي.

ولعبت قدرات الأوكراني دوراً في قرار غوارديولا الاعتماد عليه، لاسيما في الانطلاق الهجومي بخمسة لاعبين، حيث يتوغل من الجبهة اليسرى لارباك دفاعات الخصوم.

ورأى غوارديولا أن "أليكس قاتل كثيراً لكي يصل الى هنا. كان هناك توجه لانتقاله من الفريق لكنه قال +كلا، أريد التواجد هنا+، وهذا يعني الكثير".

وطموح الأوكراني تجاوز حتى طموح مدربه حين تحدث عن قدرة سيتي على إحراز رباعية الدوري والكأس وكأس الرابطة محلياً ودوري الأبطال قارياً.

لكن غوارديولا فضّل التخفيف من ضغط التوقعات بالرد على لاعبه قائلاً "أنا أكبر سناً من السيد زينتشينكو وأكثر خبرة ولست موافقاً معه... هذا الأمر (الرباعية) لم يتحقق في السابق ولا أعتقد بأنه سيتحقق".

وكان المدرب محقاً لأن سيتي ودع مسابقة الكأس الإنكليزية من الدور نصف النهائي على يد تشلسي وتبخر حلم الرباعية حتى في حال الفوز على الأخير في نهائي السبت.

وإذا كان زينتشينكو لاعباً مهدداً في أي وقت بالجلوس على دكة بدلاء سيتي، فإنه لاعب لا غنى عنه على الإطلاق في تشكيلة منتخب بلاده المشاركة هذا الصيف في نهائيات كأس أوروبا.

بدأ زينتشينكو مشواره الدولي وهو في الثامنة عشرة من عمره وسجل أول أهدافه بقميص بلاده وهو في التاسعة عشرة، محطماً الرقم القياسي الذي كان مسجلاً باسم المدرب الحالي شفتشنكو.

وكان للتصفيات المؤهلة الى نهائيات كأس أوروبا 2020 التي أرجئت من الصيف الماضي بسبب تداعيات فيروس كورونا، دوراً في نضوج لاعبين شبان مميزين في تشكيلة أوكرانيا مثل زينتشينكو أو لاعبي وسط غنك البلجيكي رومان ياريمشوك وأتالانتا الإيطالي روسلان مالينوفسكي.

بالنسبة لشفتشنكو، فإن "زينتشينكو ومالينوفسكي هما صورة المنتخب الأوكراني. هما يعززان مكانتنا".

ويأمل نجم ميلان الإيطالي السابق الاستفادة من شبانه حين تخوض أوكرانيا النهائيات القارية ضمن منافسات المجموعة الثالثة الى جانب هولندا ومقدونيا الشمالية والنمسا.