قطر تستقبل أول سفير سعودي منذ اربع سنوات

تعيين السعودية سفيرا جديدا لدى قطر يأتي فيما يواصل البلدان خطوات ترسيخ المصالحة الخليجية وتعزيز العلاقات الثنائية الدبلوماسية والاقتصادية.
قطر والسعودية تعززان المصالحة بخطوات دبلوماسية
خطوة أخرى على طريق الارتقاء بعلاقات التعاون السعودي القطري

الدوحة - قطعت السعودية وقطر اليوم خطوة جديدة على طريق تعزيز المصالحة والعلاقات الدبلوماسية، حيث تسلم الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني وزير الخارجية القطري نائب رئيس مجلس الوزراء، اليوم الاثنين نسخة من أوراق اعتماد أول سفير للمملكة لدى الدوحة منذ الأزمة التي طوت صفحتها قمة خليجية بمدينة العلا في يناير/كانون الثاني الماضي.

ووفقا لبيان صادر عن الخارجية القطرية، أعرب الشيخ محمد بن عبدالرحمن للسفير الجديد الأمير منصور بن خالد بن فرحان آل سعود تمنياته له التوفيق والنجاح في أداء مهامه، مؤكدا له تقديم كل الدعم للارتقاء بالعلاقات الثنائية بين البلدين.

وهذا هو أول سفير سعودي إلى قطر منذ أعلنت السعودية والإمارات والبحرين ومصر في يونيو/حزيران من عام 2017 قطع علاقاتها مع قطر وسط اتهامات لها بدعم الإرهاب والتدخل في شؤون دول المنطقة، وهي اتهامات نفتها الدوحة.

وتوصلت القمة الخليجية في دورتها الـ41 التي عقدت في يناير/كانون الثاني الماضي، إلى اتفاق على إنهاء الأزمة، مع التأكيد على وحدة الصف وإعلاء المصلحة المشتركة والمصالح العليا والعمل على تدشين مرحلة جديدة من العلاقات.

وزار أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني بعد القمة السعودية في مايو/ايار الماضي وتم التركيز على الجهود المبذولة بشأن التطورات الإقليمية والدولية، إلى جانب أوجه التعاون الثنائي في مختلف المجالات وسبل دعمه وتطويره.

قالت وكالة الأنباء القطرية إن وزير الخارجية استقبل اليوم الاثنين سفير السعودية الجديد لدى الدوحة، وهو أول سفير تعيده الدول العربية التي اتفقت على إنهاء خلاف مع قطر في وقت سابق هذا العام.

وتحركت الرياض والقاهرة لإعادة بناء العلاقات مع الدوحة بوتيرة أسرع من خلال محادثات ثنائية، منذ اتفاق العُلا، لكن جميعها أعادت العلاقات التجارية وروابط السفر مع الدوحة، بينما ينتظر أن تكون هناك خطوات متبادلة من قطر والبحرين لإعادة تطبيع العلاقات فيما توجد خلافات بين البلدين لم يتم إلى الآن مناقشتها، في حين عُقدت محادثات ثنائية في الكويت لمناقشة الملفات الخلافية بعيدا عن الأضواء.

ويأتي تعيين السفير السعودي الجديد لدى الدوحة بينما تقطع مصر وقطر خطوات عملية باتجاه تعزيز العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية.

وكان وزير الخارجية المصري سامح شكري قد سلم مؤخرا أمير قطر الشيخ تميم رسالة خطية من الرئيس عبدالفتاح السيسي يدعوه فيها لزيارة القاهرة في أقرب وقت.

وأرخت الأزمة السابقة بظلال ثقيلة على التعاون الخليجي عموما في ظرف تواجه فيه المنطقة تهديدات إيرانية وتدخلات تركية، حيث كانت طهران وأنقرة اكبر مستفيدين من تلك الأزمة ودفعتا بشدة لتأجيج التوتر بين قطر وجيرانها الخليجيين.

وعودة قطر للحضن الخليجي ولعمقها العربي، من شأنه أن يقطع الطريق على الاستثمار التركي الإيراني للأزمة ويكبح إلى حدّ ما محاولات للتمدد في المنطقة.

وسبق للدوحة أن دعت جيران للحوار مع إيران وإنهاء سنوات من القطيعة والتوتر، فيما يرجح أن تلعب دورا محوريا في المساعي التي تبذلها تركيا للمصالحة مع الخليج ومصر.