واشنطن تستعجل الرحيل وطالبان تضع عينها على كابول

الولايات المتحدة تستكمل انسحابها من افغانستان قبل حوالي شهرين من الموعد المقرر في حين تكثف الحركة الجهادية هجماتها وتوسع مناطق سيطرتها في ختام حرب استمرت 20 عاما.
ايطاليا تسحب اخر جنودها من افغانستان
الجيش الألماني ينهي أكثر مهمة يسقط فيها قتلى من جنوده منذ نهاية الحرب العالمية الثانية
قائد القوات الأطلسية في افغانستان يحذر من نشوب حرب أهلية

واشنطن - قال مسؤولون أميركيون الثلاثاء إن الجيش الأميركي على بعد أيام على ما يبدو من اتمام انسحابه من أفغانستان مستبقا بفترة كبيرة تاريخ 11 سبتمبر/أيلول الذي حدده الرئيس جو بايدن موعدا نهائيا لإتمام سحب القوات وإنهاء أطول الحروب التي خاضتها الولايات المتحدة.
ولن يشمل سحب القوات والعتاد من أفغانستان قوات ستظل لحماية الدبلوماسيين بالسفارة الأميركية والمساعدة على الأرجح في تأمين مطار كابول.
ونقلت وكالة رويترز للانباء عن مسؤولين شريطة عدم نشر أسمائهم إن قوة حماية السفارة قد تتألف من زهاء 650 عسكريا.
وتوقف الجيش الأميركي عن الكشف علنا عن تفاصيل انسحابه بعد استكمال أكثر من 50 بالمئة منه في وقت سابق من يونيو/حزيران.
يأتي الكشف عن الوتيرة السريعة للانسحاب الأميركي في وقت تكثف فيه حركة طالبان هجماتها في أنحاء البلاد. وتشير تقديرات وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) إلى أن الحركة تسيطر حاليا على 81 من مناطق البلاد البالغ عددها 419.
وفشلت محادثات السلام التي تستضيفها قطر في تحقيق تقدم ملموس.
الى ذلك، حذر قائد قوات حلف شمال الأطلسي في أفغانستان الجنرال سكوت ميلر من خطر وقوع "حرب أهلية" في البلاد عقب الانسحاب، مطالبا الحكومة الأفغانية بالعمل على بسط نفوذها على المدن والطرق السريعة الرئيسية وترك المناطق الريفية ذات القيمة الاستراتيجية الأقل لطالبان.
وردا على سؤال هل يمكن اعتبار الوجود الأميركي في أفغانستان منذ عام2001 فاشلاً أجاب ميلر بالقول "ستحدد الولايات المتحدة إرثها وسيخبرنا المستقبل ببقية هذه القصة ".

ستحدد الولايات المتحدة إرثها وسيخبرنا المستقبل ببقية هذه القصة

من جهته، أتم الجيش الألماني في وقت متأخر من مساء الثلاثاء انسحابه من أفغانستان بعد نحو عقدين من وجوده هناك، منهيا بذلك أكثر مهمة يسقط فيها قتلى من جنوده منذ نهاية الحرب العالمية الثانية.
وقالت وزيرة الدفاع الألمانية أنيغريت كرامب كارينباور في بيان "غادر آخر جنودنا أفغانستان الليلة بعد قرابة 20 عاما وهم في طريقهم إلى أرض الوطن".
وأضاف البيان "هذه نهاية فصل تاريخي من مهمة كبيرة كانت اختبارا للجيش الألماني وهي مهمة أثبت الجيش الألماني فيها نفسه في القتال".
وكانت أفغانستان أول مكان يخوض فيه الجيش الألماني معارك برية منذ نهاية الحرب العالمية الثانية.
وسقط 59 جنديا ألمانيا قتلى في أفغانستان بينهم 35 في القتال أو في هجمات لمتشددين، الأمر الذي جعل حرب أفغانستان أدمى مهام الجيش الألماني منذ نهاية الحرب العالمية الثانية.
وخلال السنوات الماضية كان لألمانيا أكبر عدد من القوات بعد الولايات المتحدة في أفغانستان.
كما أعلنت إيطاليا إحدى أكثر القوى الغربية تواجدا في أفغانستان، الأربعاء أنها استكملت عملية سحب آخر جنودها في اطار الانسحاب السريع لقوات حلف شمال الأطلسي.
وقال وزير الدفاع لورنزو جويريني في بيان "انتهت مهمة البعثة الإيطالية في أفغانستان مساء أمس (الثلاثاء) رسميا". وأضاف "لكن التزام المجتمع الدولي، بدءا بإيطاليا، تجاه أفغانستان لا يتوقف عند هذا الحد. سيستمر في أشكال أخرى من تعزيز التعاون إلى التنمية ودعم المؤسسات الجمهورية الافغانية".
وغادرت آخر وحدة إيطالية قوامها بضع عشرات من الجنود هرات (غرب أفغانستان) ووصلت إلى مطار بيزا (غرب إيطاليا).
وجرح 723 جندياً إيطالياً وقتل 53 من أصل 50 ألفا تم نشرهم خلال العقدين الماضيين في أفغانستان، بحسب الوزارة.
تُعد إيطاليا إلى جانب الولايات المتحدة وتركيا وبريطانيا وألمانيا من الدول الأكثر مشاركة في مهمة "الدعم الحازم".
ونشرت هذه الدول ما مجموعة ستة آلاف من أصل 9592 عسكريا من 36 دولة أعضاء في الحلف الأطلسي أو شركاء له في إطار هذه المهمة.
كانت "الدعم الحازم" مهمة تدريب للقوات الأفغانية لتمكينها من ضمان أمن بلادها بعد رحيل القوات الأجنبية.
ويخشى مراقبون من احتمال أن تسيطر طالبان مجددا على العاصمة كابول فور مغادرة القوات الغربية وأعربوا عن مخاوف حيال آلاف الأفغان الذين عملوا إلى جانب القوات الدولية.
وبدأ التدخل العسكري الدولي في أفغانستان في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2001، بعد أقل من شهر من هجمات 11 أيلول/سبتمبر التي أودت بحياة نحو ثلاثة آلاف شخص في الولايات المتحدة.
وكان نظام طالبان الأصولي حينها يأوي أسامة بن لادن وتنظيم القاعدة الذي أسسه ونفّذ الهجمات. وأطاحت القوات التي قادتها واشنطن بنظام طالبان في غضون أسابيع.