طالبان تطلق رصاصة الرحمة على سلام الدوحة

الحركة المتشددة تواصل شن هجمات دموية ضمن محاولات لا تهدأ للسيطرة على عواصم عدة أقاليم بالتزامن مع قرب انتهاء الانسحاب الأجنبي من أفغانستان، بينما لا تحرز عملية السلام التي تحتضنها العاصمة القطرية أي تقدم وازن.  
طالبان تحاصر مدينة غزنة بوسط أفغانستان
اشتباكات متواصلة بين مقاتلي طالبان والقوات الأفغانية في إقليم قندهار
قائد القوات الأميركية وقوات الناتو في أفغانستان يتنحى عن مهمته

كابول - قال مسؤولان اليوم الاثنين إن مقاتلي حركة طالبان حاصروا مدينة غزنة بوسط أفغانستان واستولوا على منازل مدنيين لاستخدامها في قتال قوات الأمن، لتكون المدينة بذلك أحدث مركز حضري يتعرض لتهديدات المتشددين.

والهجوم هو الأحدث على عاصمة إقليمية إذ تسعى طالبان لتطويق المدن والاستيلاء على الأراضي وشجعها في ذلك رحيل القوات الأجنبية.

وقال حسن رضائي عضو مجلس إقليم غزنة "الوضع في مدينة غزنة حرج للغاية... تستخدم طالبان منازل المدنيين كمخابئ وتطلق النار على قوات الأمن الأفغانية".

وتصاعدت أعمال العنف في البلاد منذ أن أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن في أبريل/نيسان أن القوات الأميركية ستنسحب بحلول 11 سبتمبر/أيلول منهية بذلك وجودها الذي دام 20 عاما في أفغانستان.

وسلم قائد القوات الأميركية والأطلسية في أفغانستان الجنرال أوستن سكوت ميلر مهامه الاثنين في سياق الانسحاب النهائي للقوات الأجنبية من البلد حيث تواصل حركة طالبان توسيع نفوذها.

وخلال مراسم أقيمت في كابول، قام الجنرال ميلر الذي يقود قوات التحالف في أفغانستان منذ سبتمبر/أيلول 2018 بتسليم القيادة إلى الجنرال كينيث ماكينزي قائد القيادة الأميركية الوسطى (سنتكوم) المتمركزة في فلوريدا بجنوب شرق الولايات المتحدة والمسؤولة عن العمليات العسكرية الأميركية في عشرين دولة في الشرق الأوسط وفي وسط وجنوب آسيا، من ضمنها أفغانستان.

وتستمر محادثات السلام بين طالبان والحكومة ظاهريا في العاصمة القطرية، لكن مسؤولين يقولون إنها تحرز تقدما ضئيلا.

وقال سكان إن الاشتباكات بين الطرفين مستمرة أيضا في إقليم قندهار بجنوب البلاد الذي كان لطالبان فيه عادة وجود قوي. وتقع غزنة على الطريق الرئيسي بين كابول ومدينة قندهار.

وقال حميدزي لالي وهو عضو سابق في البرلمان ويقاتل حركة طالبان في قندهار مع مسلحين، "يهاجم مسلحون من طالبان منذ أربعة أيام... مدينة قندهار من اتجاه الغرب"، مضيفا "تقاتل قوات الأمن الأفغانية، بما في ذلك القوات الخاصة، طالبان وتحاول دفعهم للتراجع".

وقال فؤاد أمان المتحدث باسم وزارة الدفاع إن الوضع في قندهار "تحت السيطرة الكاملة لقوات الأمن الوطنية الأفغانية" التي نفذت عمليات جوية وبرية خلال الأيام القليلة الماضية.

ولم تتمكن طالبان حتى الآن من السيطرة على عواصم إقليمية لكن هجماتها في أنحاء البلاد تمثل ضغطا على قوات الأمن.

وتصدت قوات الأمن الأفغانية أمس الأحد بدعم من ضربات جوية، لهجوم شنه مقاتلو الحركة المتشددة على طالقان، وهي مركز إقليم رئيسي في شمال أفغانستان على الحدود مع طاجاكستان.

ودخل مقاتلو الحركة الأسبوع الماضي عاصمة إقليم بادغيس في غرب البلاد وسيطروا على منشآت أمنية وحاولوا الاستيلاء على مكتب حاكم الإقليم قبل أن تدفعهم القوات الخاصة للتراجع.