سعيد يعيّن طبيبا عسكريا على رأس وزارة الصحة لإدارة أزمة كورونا
تونس - عيّن الرئيس التونسي قيس سعيّد الذي أعلن قبل نحو أسبوعين تجميد عمل البرلمان وإقالة رئيس الحكومة وتولى السلطة التنفيذية، وزيرا جديدا للصحة من كوادر الجيش، في قرار جديد يأتي بعد تصريحات سابقة تلت إجراءات 25 يوليو/تموز كان قد أعلن فيها تكليف الصحة العسكرية بإدارة أزمة جائحة كورونا وحملة التلقيح لدعم جهود قطاع الصحة العمومية في التعامل مع الوضع الوبائي الذي خرج عن السيطرة خلال حكومة رئيس الوزراء هشام المشيشي الذي أقيل من منصبه قبل يوما.
وقالت الرئاسة التونسية في بيان نشر على صفحتها الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك "أصدر رئيس الجمهورية قيس سعيّد اليوم الجمعة أمرا رئاسيا يقضي بتسمية السيد علي مرابط مكلفا بتسيير وزارة الصحة".
وأدى الطبيب-العميد علي مرابط والذي كان مكلفا بالإشراف على حملة تطعيم قام بها الجيش في مناطق بالجنوب التونسي اليمين أمام الرئيس.
ويخلف مرابط وزير الصحة بالنيابة محمد الطرابلسي الذي عيّنه رئيس الحكومة المُقال في 20 يوليو/تموزالماضي.
ومرابط هو خامس وزير يتولى حقيبة الصحة منذ بداية الجائحة في مارس/اذار 2020 وذلك في ظرف سياسي وصحيّ متأزم.
وتعيين مرابط يأتي ضمن سلسلة من التعيينات التي قام بها سعيّد منذ توليه السلطة التنفيذية في 25 يوليو/تموز الماضي بعد أن عيّن وزيرا جديدا للداخلية والاقتصاد وتكنولوجيات الاتصال.
وسبق أن انتقد سعيّد في مقطع فيديو نشرته الصفحة الرسمية لرئاسة الجمهورية أداء الحكومة وقال "تركوا العديد من المواطنين بدون الحد الأدنى من الأكسجين"، معتبرا أن ما حدث جريمة بحق التونسيين.
وتجاوز عدد المتوفين بكورونا في تونس عتبة الـ20 ألف في بلد يعد سكانه قرابة الـ12 مليون نسمة ويعتبر عدد الوفيات رقما قياسيا إلى جانب تسجيل قفزات قياسية في عدد المصابين خلال الأشهر القليلة الماضية حيث بلغ عدد المرضى أكثر من 600 ألف منذ بداية الجائحة في 2020، ما شكّل ضغوطا شديدة على المستشفيات والإطار الطبي وشبه الطبي بينما يعاني القطاع بطبعه من أزمات حتى قبل الجائحة.
وشهدت تونس خلال الأشهر الماضية تفشيا كبيرا لكوفيد-19 وتسبب ذلك في اكتظاظ المستشفيات مع نقص حاد في مادة الأكسجين.
وتعزو مصادر تفاقم الوضع الوبائي إلى وصول اللقاحات بشكل متأخر وعدم احترام القواعد الصحية والتباعد فضلا عن التجاذبات السياسية التي تنخر السلطة وصعوبة إقرار تدابير جديدة بالنظر للوضع الصعب الذي تواجهه البلاد التي سجلت منذ أسبوعين أسوأ معدل وفيات في العالم استنادا إلى الأرقام الرسمية.
وتمكنت تونس من جمع أكثر من ستة ملايين جرعة لقاح عن طريق هبات وعمليات شراء مباشرة، وتنظم الأحد يوما مفتوحا للتطعيم لمن تفوق أعمارهم أربعين عاما.

وكان الرئيس التونسي قد اصدر الأسبوع الماضي أمرا رئاسيا يتعلق بإنشاء غرفة عمليات تكون مهمتها إدارة جائحة كورونا بقيادة المدير العام للصحة العسكرية.
وتضم الغرفة ممثلين عن كل من وزارات الدفاع والداخلية والشؤون الخارجية والصحة، والنقل ووزارتي النقل واللوجستيك والشؤون المحلية والبيئة.
وستتولى كذلك متابعة تطورات الوضع الصحي في البلاد ومتابعة مدى تطبيق الإجراءات الصحية والقرارات المرتبطة بمواجهة الجائحة بالإضافة إلى متابعة المخزون الاستراتيجي للوازم مواجهة جائحة كورونا بما يشمل المعدات الطبية والمواد الصيدلانية.
وعلى عاتق الغرفة متابعة تطبيق الإستراتيجية الوطنية للتلقيح وكذلك التنسيق مع الجهات المعنية للمساعدة على تذليل العقبات وتقديم مقترحات تتعلق بالجائحة.
وأطلق سعيد حملة واسعة لتكثيف عمليات التطعيم المضاد لفيروس كورونا مع تسلم تونس المزيد من اللقاحات من الخارج سواء عن طريق الهبات الدولية أو عمليات الشراء المباشر.
وحث في تصريح أدلى به يوم الاثنين الماضي التونسيين على الإقبال على تلقي التلقيح، معلنا أن بلاده تلقت ستة ملايين جرعة من اللقاح ضد فيروس كورونا في شكل منح من دول صديقة.
وعلى ضوء ذلك أعلنت السلطات الصحية التونسية يوم الأحد يوما مفتوحا للتطعيم للفئات العمرية ما فوق 40 عاما.
وبالتزامن مع إعلان سعيد، أطلقت وزارة الصحة التونسية قبل أيام قليلة إطلاق حملة تلقيح متنقلة في عدة مناطق.
وتشهد تونس تحسنا نسبيا في الوضع الصحي مع تراجع عدد الإصابات وحملة مكثفة للتطعيم تديرها لجنة أزمات يشرف عليها الرئيس التونسي.