إجراءات سعيد الاستثنائية تحظى بدعم فرنسي وإماراتي قوي

الرئيس الفرنسي أكد لنظيره التونسي وقوف فرنسا إلى جانب تونس والشعب التونسي في هذه اللحظة الحاسمة، من أجل سيادتها وحريتها في دعم واضح وقوي للإجراءات الاستثنائية.
فرنسا منزعجة من سيطرة حركة النهضة على المشهد السياسي وتغلغلها في اجهزة الدولة
الرئيس التونسي يؤكد لماكرون انه سيعرض قريبا خارطة طريق للفترة المقبلة في تونس
الامارات تعرب عن تفهمها للقرارات التاريخية للرئيس التونسي مؤكدة دعمها لها

باريس - أفاد قصر " الاليزيه" أن الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون عبر لنظيره التونسي قيس سعيد عن دعم بلاده لتونس وذلك في اتصال هاتفي.
وقال ماكرون لقيس سعيد وفق "الاليزيه" " ان الرئيس الفرنسي أكد لنظيره التونسي وقوف فرنسا إلى جانب تونس والشعب التونسي في هذه اللحظة الحاسمة، من أجل سيادتها وحريتها".
وتابع البيان الفرنسي "أعرب رئيس الجمهورية عن رغبته في أن تتمكن تونس من الاستجابة السريعة للتحديات الاقتصادية والاجتماعية والصحية التي تواجهها"، مؤكدا أن "تونس يمكنها أن تعتمد على دعم فرنسا لمواجهة كل هذه التحديات".

من جانبه قال الرئيس التونسي لماكرون، إنه سيعرض قريبا خارطة طريق للفترة المقبلة في تونس، مؤكداعلى مواصلة إعطاء أهمية للمطالب الشعبية في بلاده.
ويبدو جليا أن فرنسا تدعم بشدة الإجراءات الاستثنائية التي اتخذها الرئيس قيس سعيد يوم 25 من يوليو الماضي وأبرزها حل الحكومة وإقالة رئيسها هشام المشيشي وتجميد البرلمان ورفع الحصانة عن نوابه.
ويرى مراقبون ان الدعم الفرنسي لقيس سعيد مرده الانزعاج من سياسات حركة النهضة وحلفائها وقلقها من المنظومة السياسية التي ادت الى تراجع الاستقرار في البلاد.
ويبدو ان الفرنسيين مرتاحون لتوجه قيس سعيد لتطهير مؤسسات الدولة من الفاسدين والمسؤولين المحسوبين على حركة النهضة.
وكانت السلطات التونسية وضعت عددا من القيادات الأمنية ومن القضاة تحت الإقامة الجبرية بعضهم متهم بالولاء لحركة النهضة على غرار القيادي الامني الأزهر لونقو.
وكان الناطق باسم حزب العمال حمة الهمامي اكد في تصريح لإذاعة موزاييك الخاصة الجمعة ان السفارة الفرنسية كانت على علم بإجراءات قيس سعيد قبل يوم من إعلانه الإجراءات الاستثنائية كما ه الحال مع الأميركيين وانها روجت للقرار بين السفارات الأجنبية.
ورغم ان الخارجية الأميركية وصفت الوضع في تونس بالزئبقي ودعت الى احترام الدستور والحفاظ على النظام الديمقراطي لكنها تركت الباب مفتوحا للتعامل مع سعيد.

لكن الدعم الفرنسي سيكون مؤثرا ففرنسا تعتبر الشريك الاقتصادي الاول لتونس وبرتبط البلدان بعلاقات تاريخية وتتحدث الكثير من التقارير عن التاثير الفرنسي في السياسات التونسية منذ ما بعد الاستقلال.

وترى فرنسا انها لا يمكنها احداث تغيير في ليييا دون المرور عبر الجارة الشرقية تونس التي وصفت في فترة من الفترات بانها حليفة للمحور التركي القطري وهو المحور الذي تنظر اليه باريس بكثير من القلق والتوجس.
وليست فرنسا فقط من تدعم قرارات قيس سعيد حيث قال أنور قرقاش، المستشار الدبلوماسي للرئيس الإماراتي، إن بلاده "تتفهم القرارات التاريخية للرئيس وتدعمها، وهي تدرك أيضا أهميتها للحفاظ على الدولة التونسية والاستجابة لإرادة شعبها".

جاء ذلك في بيان صادر السبت عن رئاسة الجمهورية التونسية، عقب لقاء جمع قرقاش مع الرئيس سعيد بقصر قرطاج.
ووفق البيان الذي لم يحدد مدة الزيارة وتفاصيلها، فإن قرقاش جاء تونس محمّلا برسالة خطية موجهة إلى سعيد، من رئيس الإمارات الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، دون تفاصيل عن فحواها.
وثمن قرقاش ما اعتبرها "اللحظة التاريخية التي تشهدها تونس"، مشددا على أن "الإمارات على ثقة بقدرة رئيس الجمهورية على عبور هذه المرحلة وحماية الدولة التونسية من كل ما يهددها".
وأعرب كذلك "عن استعداد الإمارات لدعم تونس والوقوف إلى جانبها تعزيزا لما يجمع البلدين من روابط أخوية تاريخية".
من جهته، أشاد سعيد "بمتانة علاقات الأخوة الوطيدة والمتميزة التي تجمع بين البلدين، وجدد تأكيد حرص تونس على مزيد الارتقاء بها إلى أعلى المراتب خدمة للمصلحة المشتركة للشعبين الشقيقين"، وفق البيان.
وتوجه "بالشكر لدولة الإمارات، قيادة وشعبا، على موقفها النبيل بالتضامن مع تونس في هذا الظرف الوبائي والسياسي الذي تمر به".
ويرى مراقبون ان قيس سعيد تحصل على دعم غربي وخليجي يمنحه الثقة لاستكمال إجراءاته.