عادت طالبان للسلطة فهل يعود معها تنظيم القاعدة

الولايات المتحدة تواجه انتقادات دولية عنيفة واتهامات بالفشل وأخرى بالخيانة لانسحابها من أفغانستان بعد عقدين من حرب قُتل فيها عشرات الآلاف من قوات التحالف الدولي بقيادة واشنطن واُنفقت فيها مئات مليارات الدولارات.
علاقات طالبان بالقاعدة لا تزال قوية إنما بعيدة عن الأضواء
بريطانيا غاضبة بسبب إدارة واشنطن ظهرها لأفغانستان
ماكرون يحشد لتحرك دولي يمنع عودة تنظيم القاعدة
مخاوف من انتعاش الإرهاب بعد سيطرة طالبان على أفغانستان
مشاهد الفوضى في مطار كابول تعيد للأذهان مشاهد سقوط سايغون عام 1975

باريس - أسئلة كثيرة بدأت تتزاحم بعد استفاقة العالم نسبيا من صدمة سيطرة طالبان على أفغانستان بعد 20 سنة تقريبا من إزاحتها من السلطة بسبب ارتباطها بالقاعدة التنظيم الذي تبنى هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001 وكان سببا في أكبر تدخل عسكري أميركي تحت غطاء الحرب على الإرهاب.

ومن تلك الأسئلة إلى مدى يمكن أن تعيد طالبان ترتيب علاقاتها بتنظيم القاعدة الذي له عشرات الأفرع خارج أفغانستان وظل على ارتباط بالحركة المتشددة وآزرها في حربها طيلة العقدين الماضيين تحت عناوين مختلفة.  

وليس هذا السؤال الوحيد الملح في خضم هذه التطورات المفزعة على كل المستويات، فطريقة بقاء الولايات المتحدة في وضع المتفرج بينما ينهار كل شيء بعد أن أنفقت مئات مليارات الدولارات على تدريب وتشكيل وتجهيز قوات أفغانية يفوق عددها عدد مسلحي طالبان بنحو 4 مرات (300 ألف تقريبا مقابل حوالي 80 ألف مسلح لدى طالبان)، في موقف يطرح تساؤلات ما إذا كانت واشنطن أدارت ظهرها للحكومة الأفغانية ولعقدين من بناء دولة مدنية بمواصفات منبتة انهارت بمجرد رفع اليد الأميركية.

وحاليا تجد إدارة الرئيس الأميركي الديمقراطي جو بايدن الذي أتم مكرها ما بدأه سلفه الجمهوري دونالد ترامب من انسحاب سريع، في ورطة وفي دائرة الانتقادات الدولية واتهامات بالفشل من المتوقع أن يستعيد معها تنظيم القاعدة المشتت عافيته.   

وتعالت أصوات دولية محذرة من هذا الأمر، حيث شدد الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون في كلمة متلفزة الاثنين على "وجوب ألا تصبح أفغانستان مجددا معقلا للإرهاب"، مؤكدا أن تحرك فرنسا يهدف أولا إلى مواصلة مكافحة ما وصفه بـ"الإرهاب الإسلامي بكل أشكاله".

ونبه إلى أن "مجموعات إرهابية موجودة في أفغانستان وستسعى إلى استغلال انعدام الاستقرار"، داعيا إلى "رد دولي مسؤول وموحد"، مضيفا "إنه رهان من أجل السلام والاستقرار الدوليين ضد عدو مشترك، الإرهاب ومن يدعمونه".

 وقال "سنقوم بكل ما هو ممكن لتتمكن روسيا والولايات المتحدة وأوروبا من التعاون بفاعلية لأن مصالحنا واحدة".

كما أعلن ماكرون مبادرة مع الدول الأوروبية "لاستباق موجات هجرة واسعة تغذي التهريب على أنواعه".

وقال "نطلق إذن، بالتنسيق مع جمهورية ألمانيا الفدرالية وأوروبيين آخرين، مبادرة لبلورة رد صلب ومنسق وموحد"، داعيا إلى "تضامن في الجهود وتجانس في معايير الحماية وإقامة آليات تعاون مع دول العبور".

وأوضح أن الجهد الفرنسي يتركز حاليا على ضمان أمن الفرنسيين وعدد من الأفغان الذين عملوا مع فرنسا أو يدافعون عن قيم وحقوق الإنسان.

وأكد أن "من واجبنا حماية من يساعدوننا: مترجمون وسائقون وطباخون وآخرون. لقد وصل نحو 800 شخص إلى الأراضي الفرنسية، لكن عشرات لا يزالون هناك وسنبقى مستنفرين بالكامل من أجلهم".

وأطلقت باريس عملية إجلاء عسكرية عبر طائرتين يتوقع أن تصلا إلى كابول في الساعات المقبلة لنقل فرنسيين وأفغان.

وأوضح ماكرون أن فرنسا تحمي أيضا "في هذا الوقت مندوب الاتحاد الأوروبي" وتقدم "حماية إلى الموظفين الأفغان في الممثلية الأوروبية".

وطردت حركة طالبان من السلطة قبل عشرين عاما لسماحها للقاعدة بتدبير اعتداءات 11 أيلول/سبتمبر 2001 من أراضي أفغانستان. ومن المتوقع الآن أن تعتمد الحركة بعد استعادتها السيطرة على البلاد نهجا أكثر حذرا ولو أنها تبقي روابط وثيقة مع التنظيم الجهادي.

محاولات عبثية لمغادرة أفغانستان عبر مطار كابول المنفذ الجوي الوحيد
محاولات عبثية لمغادرة أفغانستان عبر مطار كابول المنفذ الجوي الوحيد

وفي مفاوضاتهم مع الأميركيين، وعد المسؤولون الجدد لأفغانستان بعدم حماية مقاتلي تنظيم القاعدة الذي أسسه أسامة بن لادن والمسؤول عن أكبر اعتداء يرتكب ضد قوة غربية، لكن هذا الوعد لم يعد يقنع أحدا الآن.

وقال مايكل روبن المسؤول السابق في البنتاغون وهو الآن باحث في معهد أميركان إنتربرايز "لم تكن طالبان أبدا صادقة بشأن قطع العلاقات مع القاعدة وما كان يجب أن نصدقها أبدا"، مضيفا "نحن لا نتحدث عن مجموعتين عسكريتين تقطعان العلاقات إنما عن شقيقين أو نسيبين".

وتابع أن "وجود الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي منع القاعدة من استخدام أفغانستان كملاذ ولم يتمكنوا من القيام بأنشطة علنا. الآن باتت الأمور مفتوحة".

والروابط بين هذين الفرعين من الإسلاميين المتطرفين مصدرها التاريخ القديم، إذ كان والدا سراج الدين حقاني والملا يعقوبي وهما مسؤولان كبيران في طالبان، على صلة ببن لادن.

وتلقى زعيم طالبان هيبة الله أخوند زاده الإشادات من جانب آخر ووصفه زعيم القاعدة أيمن الظواهري عند تعيينه في 2016 بأنه "أمير المؤمنين".

وتوصل إدموند فيتون براون منسق فريق الأمم المتحدة المكلف يمراقبة تنظيم الدولة الإسلامية والقاعدة وطالبان إلى النتيجة نفسها في فبراير/شباط الماضي وقال لشبكة "ان بي سي" الأميركية "نعتقد أن القيادة العليا للقاعدة لا تزال تحت حماية طالبان".

لكن الطبيعة الدقيقة للروابط بينهما في الأشهر المقبلة لا يزال يتعين تحديدها. لا يمكن لطالبان أن تسمح بالخطأ نفسه الذي حصل قبل 20 عاما بحيث تجازف بالتعرض لرد غربي عنيف أو حتى عزل نفسها عن الصين وروسيا اللتين يرتقب أن تعترفا سريعا بالنظام الجديد.

كما أن التنظيم الذي أسسه بن لادن تغير كثيرا في العقدين الماضيين، فبسبب لامركزيته الشديدة، انتشر في العديد من دول العالم، من القارة الإفريقية إلى جنوب شرق آسيا مرورا بالشرق الأوسط. وذلك على حساب إضعاف كبير لسلطته المركزية لكن مع اكتساب قدرة أكبر على الحركة والمرونة.

سرعة طالبان في الإطاحة بالسلطة الأفغانية السابقة تدل على ثغرات غربية في قراءة الأحداث وبالتالي يمكن توقع صعوبات مستقبلية حين يتعلق الأمر بضرب القاعدة

لذلك فإن وجوده في أفغانستان سيكون أكثر سرية وبشكل رسمي أقل، كما توقع أيمن جواد التميمي الباحث في برنامج حول التطرف في جامعة جورج واشنطن. وقال "لا أعتقد أن طالبان ستسمح لهم بفتح معسكرات تدريب يمكن رصدها من الخارج وتعرضها للقصف".

وأوضح الباحث العراقي أن قادة كابول الجدد قد يرغبون في انتهاج سياسة مماثلة لتلك التي تتهم طهران بها "عبر إبقاء قادة القاعدة قيد إقامة جبرية مع ترك هامش مناورة لهم للتواصل مع الفروع في الخارج".

لكن سرعة طالبان في الإطاحة بالسلطة الأفغانية السابقة تدل في آن واحد على قوتها في مواجهة النظام الأفغاني السابق وكذلك على ثغرات غربية في قراءة الأحداث. بالتالي يمكن توقع صعوبات مستقبلية حين يتعلق الأمر بضرب القاعدة كما يقول مايكل روبن.

ويقول روبن "انظروا إلى ما فات وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية: لقد بدأت طالبان مفاوضات مع المسؤولين المحليين لتأمين انشقاقهم وكانوا منتشرين في كل أنحاء البلاد لتحضير هجمات في كل عاصمة ولاية".

وبالتالي فان معطيات جديدة ستفرض نفسها في كل أنحاء البلاد، فالتنظيم الذي دبر اعتداءات 11 سبتمبر/ايلول 2001 والذي يصفه الخبراء بأنه غير قادر حاليا على شن ضربات قوية في الغرب، بات بإمكانه الآن أن يحلم بإعادة تشكيل صفوفه.

ويقول كولن كلارك مدير الأبحاث في مركز صوفان الذي مركزه في نيويورك "ما يحصل في أفغانستان هو انتصار واضح ومدو للقاعدة".

وأضاف "انه حدث يمكن أن يستخدم لجذب مجندين جدد وإيجاد دينامية لم يكن يحظى بها التنظيم منذ مقتل بن لادن" عام 2011.

ودعا مجلس الأمن الدولي الاثنين إلى وقف العنف في أفغانستان وحذر حركة طالبان التي عادت إلى السلطة من أي رغبة في جعل البلاد قاعدة لهجمات إرهابية في المستقبل.

وفي بيان مشترك في ختام اجتماع الاثنين، دعا المجلس إلى "وقف فوري لكل الأعمال العدوانية وتشكيل حكومة جديدة عبر مفاوضات موسعة، تكون موحدة وجامعة تشمل خصوصا مشاركة كاملة وكبرى للنساء".

واجتمع مجلس الأمن في وقت سابق في مقر الأمم المتحدة في نيويورك غداة عودة طالبان إلى السلطة بعد عشرين عاما من الإطاحة بها من قبل تحالف دولي بقيادة الولايات المتحدة.

وأثار وصول طالبان إلى العاصمة الأفغانية إلى جانب مغادرة الرئيس أشرف غني إلى المنفى، مشاهد فوضى في مطار كابول حيث كان آلاف الأفغان يحاولون الفرار من النظام الجديد.

وبعد أن عبر عن قلقه من "الانتهاكات الخطيرة للقانون الإنساني الدولي والمساس بحقوق الإنسان" شدد مجلس الأمن الدولي على "أهمية مكافحة الإرهاب في أفغانستان لضمان أن الأراضي الأفغانية لن تستخدم لتهديد أو مهاجمة أي دولة وانه لا طالبان ولا أي مجموعة أخرى أو فرد أفغاني يدعمون إرهابيين ينشطون على أراضي دولة أخرى".

وفي وقت سابق افتتح الاجتماع الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش معبرا أيضا عن مخاوفه إزاء احترام حقوق الإنسان وداعيا المجتمع الدولي إلى توحيد صفوفه بهدف "القضاء على التهديد الإرهابي" في أفغانستان.

طالبان تسير دوريات وتضع نقاط تفتيش في كابول
طالبان تسير دوريات وتضع نقاط تفتيش في كابول

وقال غوتيريش خلال اجتماع طارئ لمجلس الأمن "على المجتمع الدولي توحيد صفوفه لضمان عدم استخدام أفغانستان مجددا منصة أو ملاذا لتنظيمات إرهابية".

ودعا غوتيريش أيضا "طالبان وجميع الأطراف إلى احترام وحماية القانون الإنساني الدولي وحقوق جميع الإفراد وحرياتهم"، مبديا "قلقه خصوصا بسبب شهادات عن انتهاكات متنامية لحقوق الإنسان بحق النساء والفتيات الأفغانيات".

وأثارت سيطرة طالبان الخاطفة على أفغانستان بعد حرب استمرت عقدين وأزهقت أرواح مئات الآلاف تساؤل بريطانيا، أوثق حلفاء الولايات المتحدة الأوربيين: هل عادت أميركا حقا مثلما وعد الرئيس جو بايدن؟

وتخشى المملكة المتحدة من أن تسمح عودة طالبان المفاجئة إلى السلطة والفراغ الذي تركه انسحاب الغرب غير المنظم من أفغانستان لمتشددي تنظيمي القاعدة والدولة الإسلامية بكسب موطئ قدم في ذلك البلد بعد مرور 20 عاما على هجمات 11 سبتمبر/أيلول عام 2001 في الولايات المتحدة.

وقد وصف وزير الدفاع البريطاني بن والاس اتفاق الانسحاب الذي أبرمته إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب مع طالبان في الدوحة عام 2020 بأنه "اتفاق عفن". وقال إن قرار بايدن الانسحاب من أفغانستان كان خطأ مكن طالبان من العودة إلى الحكم.

وتساؤلات من هذا القبيل ومشاعر جياشة على هذا النحو والتي وصلت إلى حد أن ولاس كان على شفا ذرف الدموع في مقابلة، أمر نادر الحدوث بالنسبة لأقرب حلفاء واشنطن الأوروبيين والتي وقفت كتفا بكتف إلى جانب الولايات المتحدة في كل صراع كبير تقريبا منذ نهاية الحرب العالمية الثانية باستثناء حرب فيتنام.

وبعد الصخب الذي اتسمت به رئاسة ترامب، كرر بايدن الوعد بأن "أميركا عادت". ويثير بعض الدبلوماسيين البريطانيين التساؤلات ليس فحسب بشأن هذا التقييم بل أيضا عن آثاره على الأمن القومي على المدى البعيد.

وقال مسؤول بريطاني تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته "هل عادت أميركا أم أدارت ظهرها؟"، مضيفا "يبدو الأمر إلى حد بعيد كما لو أن الأميركيين عادوا إلى بلادهم بطريقة ترامب إلى حد ما- في عجلة وفوضى وذل".

دبلوماسيون بريطانيون يشبهون ما حدث في أفغانستان بمدى الذل الذي ذاقه الغرب لدى سقوط سايغون عام 1975 إيذانا بنهاية حرب فيتام أو بأزمة السويس عام 1956 التي كانت خطأ استراتيجيا فادحا أفقد بريطانيا سلطتها الإمبراطورية

وتخشى مصادر أمنية غربية من أن يكون بإمكان القاعدة التي وفرت طالبان لمؤسسها أسامة بن لادن المأوى قبل هجمات 11 سبتمبر/أيلول كسب موطئ قدم مرة أخرى في أفغانستان في غضون شهور. ويقولون إن هذا الاحتمال سيمثل تهديدا لكل من بريطانيا والغرب على اتساعه.

وشبه دبلوماسيون بريطانيون ما حدث في أفغانستان بمدى الذل الذي ذاقه الغرب لدى سقوط سايغون عام 1975 إيذانا بنهاية حرب فيتام، أو بأزمة السويس عام 1956 والتي كانت خطأ استراتيجيا فادحا أكد فقدان بريطانيا سلطتها الإمبراطورية.

وقورنت صور طائرة هليكوبتر تقوم بإجلاء دبلوماسيين من السفارة الأميركية في كابول بأخرى التقطت عام 1975 وظهرت فيها طائرة هليكوبتر تلتقط الدبلوماسيين من فوق سطح السفارة الأميركية في سايغون.

وكرر بايدن القول إن استمرار الوجود العسكري الأميركي في أفغانستان لن يغير وضعها تغييرا كبيرا إلا إذا استطاع الجيش الأفغاني الإمساك بزمام الأمور.

لكن الدبلوماسيين البريطانيين قالوا بعد سقوط كابول إن كارثة أفغانستان ستقوض مكانة الغرب في العالم وتوحد صفوف المجاهدين في كل مكان وتقوي حجج روسيا والصين بأن الولايات المتحدة وحلفاءها يفتقرون للهمة والقدرة على إنجاز المهام في الظروف الصعبة.

وقال مارك سيدويل الذي كان أكبر موظف مدني ومستشار الأمن القومي في حكومة رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي "لا بد أن نكون واضحين بشأن هذا: هذه لحظة مذلة للغرب".

وتساءل بعض قدماء المحاربين البريطانيين عن التضحيات التي قدموها. وتحدث بعضهم عن شعور بالخيانة. وقال البعض إن زملاءهم القتلى ماتوا هباء.

وقال جاك كامينجز وهو جندي بريطاني سابق فقد ساقيه وهو يبحث عن العبوات الناسفة بدائية الصنع في أفغانستان يوم 14 أغسطس/آب عام 2010 "هل كانت الحرب تستحق مني ذلك؟ ربما لا. هل فقدت ساقيَ بلا مقابل؟ يبدو ذلك. هل مات رفاقي هباء؟ نعم".

ومضى كامينجز قائلا "كثير من المشاعر تجيش داخلي: غضب، خيانة، حزن.. هذا قليل من كثير".

وكانت بريطانيا واحدة من عدد قليل من الدول المستعدة للقيام ببعض أصعب الأعمال القتالية إلى جانب الجنود الأميركيين في أفغانستان، على سبيل المثال في إقليم هلمند في الجنوب وهو الإقليم الذي يعد أخطر أقاليم البلاد.

وقد فقدت بريطانيا 457 من أفراد قواتها المسلحة في أفغانستان أو 13 بالمئة من قتلى التحالف العسكري الدولي وعددهم 3500 قتيل منذ 2001.

قادة كابول الجدد قد يرغبون في انتهاج سياسة مماثلة لتلك التي تتهم طهران بها عبر إبقاء قادة القاعدة قيد إقامة جبرية مع ترك هامش مناورة لهم للتواصل مع الفروع في الخارج

وتشير تقديرات مشروع تكلفة الحرب في جامعة براون إلى أن 241 ألفا لقوا حتفهم كنتيجة مباشرة للحرب وإلى أن الحرب كلفت الولايات المتحدة 2.26 تريليون دولار.

ويرى الدبلوماسيون البريطانيون أن كلا من اتفاق الدوحة، المبرم في فبراير/شباط 2020 خلال رئاسة ترامب وإعلان بايدن في أبريل/نيسان الانسحاب، استسلام دمر المعنويات في أفغانستان.

وقال ترامب إن بايدن خرب خطته للانسحاب. وجاء في بيان أصدره "لم يعد لدى طالبان خوف من أميركا أو احترام لها أو لقوتها".

وعانت الإمبراطورية البريطانية من الإذلال في أفغانستان خلال الحرب الإنكليزية الأفغانية من عام 1839 إلى عام 1842 لكن بعد هجمات القاعدة على الولايات المتحدة في 11 سبتمبر/أيلول 2001 انضم رئيس وزراء بريطانيا في ذلك الوقت توني بلير إلى الرئيس الأميركي جورج دبليو بوش في غزو أفغانستان للإطاحة بطالبان.

وقال توم توجيندات رئيس لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان البريطاني "سقوط كابول أكبر كوارث السياسة الخارجية منذ السويس". وقال توجيندات الذي كان جنديا بريطانيا في كل من العراق وأفغانستان إن الكارثة "كشفت عن طبيعة القوة الأميركية وعجزنا عن أن يكون لنا موقف منفصل"، مضيفا "مثلما تظهر كابول، ينبغي أن يقف حلفاؤنا معنا".