العراق يبدأ تفعيل اتفاقيات اقتصادية مع مصر
بغداد - أعلن أحمد نايف الدليمي، مندوب العراق الدائم لدى جامعة الدول العربية وسفيره في القاهرة، بدء تفعيل الاتفاقيات بين بلاده ومصر خلال الفترة الماضية.
وأبرم البلدان اتفاقيات ثنائية في قطاعات مختلفة بينها الكهرباء والنفط والصناعة، خلال الأشهر الماضية، إضافة إلى اتفاقات ثلاثية مع الأردن.
وقال الدليمي في تصريح لجريدة "الصباح" الحكومية العراقية، الإثنين، إن "أهم مشروعات هذه الاتفاقيات (بين مصر والعراق)، الربط الكهربائي والنقل البري، والمنطقة الصناعية، والإعمار مقابل النفط".
وأضاف أن "العراق ليس قاصرا بالخبرة أو الكفاءة، بيد أن حجم الدمار الذي حدث فيه، يتطلب تكاتفا وتعاونا من مصر".
وبين أن "هناك تنسيقا فعليا بمجال الأمن والدفاع والمجالات السياسية"، لافتا إلى أن "هناك قمما جديدة في القاهرة وبغداد، إضافة إلى زيارات عدة بينهما من قبل كبار مسؤوليهما".
وخلال الأشهر القليلة الماضية، تبادل مسؤولو البلدين زيارات لتنفيذ ما تم الاتفاق عليه إضافة إلى إبرام اتفاقات جديدة.
وكانت بغداد احتضنت آخر قمة ثلاثية في 27 يونيو/حزيران الماضي، بين الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي وملك الأردن عبد الله الثاني ورئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، وكانت الرابعة من نوعها منذ مارس/آذار 2019.
وأبرمت البلدان الثلاثة اتفاقات في مجالات مختلفة بينها الكهرباء والطاقة والتجارة والصناعة؛ إذ تجري اجتماعات دورية بين مسؤوليها لتنفيذ ما تم الاتفاق عليه.
وكان وزير النفط العراقي، إحسان عبد الجبار، اكد في ابريل/نيسان الماضي، عزم بلاده استيراد الغاز المصري عبر سوريا كإحدى قنوات توزيع الواردات، إلى جانب إيران.
ويحتاج العراق الغاز لتشغيل محطات إنتاج الطاقة الكهربائية، حيث يستورد من إيران 20 مليون قدم مكعب قياسي يوميا، فيما يتطلب توفير 70 مليون متر مكعب قياسي من الغاز يومياً لتشغيل المحطات.
وينتج العراق 19 ألف ميجاوات من الطاقة الكهربائية، بينما الاحتياج الفعلي يتجاوز 30 ألف ميجاوات، وفقا لمسؤولين في قطاع الكهرباء.
ويجري العراق مباحثات مع دول خليجية وعلى رأسها السعودية لاستيراد الكهرباء منها عبر ربط منظمتها مع منظومة الخليج، بعد أن كان يعتمد على إيران لوحدها خلال السنوات الماضية عبر استيراد 1200 ميجاوات.
ويظهر ان العراق يقوم بخطوات حقيقية للعودة الى الحاضنة العربية وذلك بتفعيل العلاقات الاقتصادية مع عدد من الدول العربية الهامة على غرار مصر والأردن والمملكة العربية السعودية.
وتاتي هذه الخطوات في مواجهة النفوذين التركي والإيراني في منطقة تعج بالتوترات ما ادى الى ضرب الامن القومي العربي.
وكانت دول عربية عديدة من بينها مصر نددت بالتدخل العسكري التركي شمال العراق وبالتدخلات الايرانية في العراق وتهديد دول الخليج.
وتسعى مصر الى لعب دور قوي في منطقة الشرق الاوسط بعد أن عانت بعد احدث 2011 من حالة من الضعف بسبب تولي جماعة الاخوان المسلمين السلطة.