عقار ثوري يبشّر بترويض البكتيريا الخارقة
مدريد - وضع علماء اسبان قدما في اول الطريق نحو كسر مقاومة البكتيريا الخارقة التي تشكل واحدا من ابرز تحديات يواجهها الطب الحديث.
ونجح فريق من مركز تنظيم الجينوم في برشلونة في تطوير دواء يستهدف البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية وأبرزها المكورات العنقودية الذهبية المقاومة للميثيسيلين المسماة "مارسا".
وتعرف "مارسا" بأنها تقاوم عددا من المضادات الحيوية المتاحة على نطاق واسع، ما يجعل علاجها صعبا للغاية.
عندما تتعمق بكتيريا "مارسا" في الجلد، يمكن أن تسبب التورم والألم والقيح والحمى والقشعريرة وحتى الدوخة والارتباك.
وتعد "مارسا" النوع الأكثر شيوعا من البكتيريا المرتبطة بالأغشية الحيوية، التي أثبتت أنها مقاومة بشكل خاص لأجهزة المناعة والأدوية، ويمكنها أن تظل كامنة لفترات طويلة قبل أن تهلك.
وأظهرت دراسات أن البكتيريا المتجمعة في الأغشية الحيوية أكثر مقاومة للمضادات الحيوية من 10 إلى 100 مرة من نظيراتها ذات التدفق الحر.
وتعد "مارسا" النوع الأكثر شيوعا من البكتيريا المرتبطة بالأغشية الحيوية. لكن اختراقها قد يكون قاب قوسين أو أدنى بفضل الباحثين الإسبان.
واستخدم العلماء "الطب الحي" لمحاربة الجراثيم المقاومة للمضادات الحيوية التي تصيب مرضى المستشفيات من خلال القسطرة وأنابيب التنفس.
وعدل العلماء بكتيريا تسبب التهابا رئويا خفيفا لدى الأشخاص الذين يعانون من انخفاض في جهاز المناعة، لإزالة قدرتها على إحداث ضرر وإعادة توجيهها لمهاجمة الجراثيم الخطيرة الأخرى بدلا من ذلك.
ومن المأمول أن تعمل البكتيريا مع جراثيم خارقة أخرى في المستشفيات مثل بكتيريا "مارسا". ويقول العلماء إن الجراثيم تتجمع معا لتشكل "أغشية حيوية" لا يمكن للمضادات الحيوية اختراقها. لكن البكتيريا المعدلة تقطع الغشاء الحيوي الرقيق وتدمر الجراثيم باستخدام إنزيمات خاصة.
وقام الباحثون بتصميم البكتيريا لإنتاج إنزيمين يقتلان المكورات العنقودية الذهبية. ويمكن للمرضى أن يأخذوا العلاج الجديد كرذاذ في الأنف أو الحلق.
جراثيم تتجمع معا لتشكل أغشية حيوية لا يمكن للمضادات الحيوية اختراقها
لكن حتى الان لم يتم اختبار العقار إلا على فئران التجارب ولكن النتائج كانت واعدة.
وادى حقن العلاج تحت جلد الفئران لازالة العدوى من القسطرة في 82% من الحيوانات. واستمرت البكتيريا لمدة أربعة إلى سبعة أيام قبل أن يتخلص منها الجهاز المناعي.
ويخطط الباحثون الذين أمضوا 15 عاما في العمل على هذه التكنولوجيا، لبدء التجارب على المصابين بعدوى الرئة من أنابيب التنفس في عام 2023.
ويقول الباحثون، الذين أمضوا 15 عاما في العمل على هذه التكنولوجيا، إن حقن العلاج تحت جلد الفئران أزال العدوى من القسطرة في 82% من الحيوانات. واستمرت البكتيريا لمدة أربعة إلى سبعة أيام قبل أن يتخلص منها الجهاز المناعي.
والاكتشاف يعد تقدما كبيرا في المعركة ضد مشكلة مقاومة المضادات الحيوية المتزايدة. وإذا لم تنجح المضادات الحيوية في المستقبل، فقد يموت المرضى من العدوى بعد العمليات مثل استبدال مفصل الورك والولادة القيصرية.
وتنشأ مقاومة البكتيريا بشكل طبيعي على مدى آلاف السنين في الظروف العادية بسبب تعرض البكتيريا للمضادات الحيوية الطبيعية. لكنّ استخدام البشر المتزايد للمضادات الحيوية عجّل في هذه العملية.
ونبه علماء إلى أن "هذا الاتجاه يهدد 70 عاماً من التقدم في علاج الأمراض المعدية".