هل يغير أول لقاح للملاريا وجه إفريقيا

جهات صحية افريقية تسارع باطلاق محادثات مع منظمة الصحة العالمية بشأن حصول القارة على أول مصل معتمد ضد أكثر الطفيليات فتكًا في العالم.

نيروبي - اطلق جهات صحية افريقية سباقا مع الوقت في المعركة مع مرض الملاريا بمسارعتها لبدء محادثات مع منظمة الصحة العالمية بشأن حصول القارة على أول مصل معتمد ضد الآفة التي تعصف بحياة عشرات الالاف من الاطفال سنويا.

قال أكبر مسؤول بالقطاع الصحي في الاتحاد الأفريقي الخميس إن أفريقيا ستبدأ المحادثات مع منظمة الصحة العالمية يوم من إعلان الاخيرة أنه يتعين إعطاء لقاح آر.تي.إس.إس أو موسكيريكس الذي تصنعه شركة جلاكسو سميث كلاين البريطانية للأطفال في أفريقيا على نطاق واسع.

وقال نكنغاسونغ في مؤتمر صحفي عبر الإنترنت "سنتشاور مع التحالف الدولي للأمصال واللقاحات ومنظمة الصحة العالمية في الأيام المقبلة لنعرف قبل أي شيء مدى توفر هذا اللقاح".

وحث المانحين على عدم الاكتفاء بتمويل اللقاحات المضادة لكوفيد-19 وإهمال لقاحات الملاريا.

وأشار إلى أنه لم يتضح بعد إن كان اللقاح سيتوفر للبلدان الأفريقية الكثيرة التي يشكل انتشار الملاريا فيها وباء لعدم معرفة التكلفة لكل جرعة، فضلا عن عدم وضوح مدى سرعة زيادة الإنتاج.

والاربعاء اوصت الصحة العالمية  بتوزيع اللقاح على الأطفال الذين يعيشون في إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى وفي المناطق المعرضة للخطر على نطاق واسع.

على مدى قرون، أرقت الملاريا إفريقيا جنوب الصحراء وتسببت في معاناة هائلة

وقال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس في بيان صحافي "هذه لحظة تاريخية. لقاح الملاريا الذي طال انتظاره للأطفال هو تقدم علمي ولصحة الطفل ولمكافحة الملاريا".

وأضاف أن "استخدام هذا اللقاح بالإضافة إلى الأدوات المتوافرة للوقاية من الملاريا يمكن أن ينقذ عشرات الآلاف من الأرواح الصغيرة كل عام".

من جهته قال ماتشيديسو مويتي، المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية في إفريقيا "على مدى قرون، أرقت الملاريا إفريقيا جنوب الصحراء وتسببت في معاناة هائلة".

وأضاف "لقد علقنا طيلة سنوات أملنا على الحصول على لقاح فعال للملاريا، والآن وللمرة الأولى لدينا لقاح يوصى باستخدامه على نطاق واسع".

والتوصية تعد وفق خبراء تقدما كبيرا في مكافحة المرض الذي يودي بحياة ربع مليون طفل أفريقي سنويا.

ويعمل لقاح "آر تي أس، أس" "RTS,S" ضد طفيلي ينقله البعوض ويعد أكثر الطفيليات فتكًا في العالم والأكثر انتشارًا في إفريقيا.

ويعد اللقاح بارقة أمل بالنسبة لإفريقيا حيث تقتل الملاريا أكثر من 260.000 طفل دون سن الخامسة كل عام، ولا سيما مع تزايد المخاوف من مقاومة الملاريا للأدوية.

منذ عام 2019، بدأت ثلاثة بلدان في إفريقيا جنوب الصحراء هي غانا وكينيا وملاوي في استخدام اللقاح في مناطق مختارة حيث يكون انتقال الملاريا معتدلًا إلى شديدًا.

بعد عامين من بدء أول اختبار على أرض الواقع لهذا اللقاح في العالم، أمكن إعطاء 2.3 مليون جرعة منه.

وسيبحث التحالف الدولي للأمصال واللقاحات في ديسمبر/كانون الأول ما إن كان سيمول برنامج التطعيم وسبل التمويل.