واشنطن تختبر نوايا الجيش في 'مليونية' السودان
واشنطن - طالبت الولايات المتحدة قادة الانقلاب العسكري في السودان يوم الجمعة بالامتناع عن استخدام العنف ضد المتظاهرين السلميين عشية مظاهرات مزمعة السبت للاحتجاج على سيطرتهم على السلطة، وقالت إن رد فعل الجيش سيكون اختبارا لنواياه.
وقال مسؤول كبير بوزارة الخارجية الأميركية للصحفيين طالبا عدم نشر اسمه "غدا سيظهر مؤشر حقيقي على نوايا الجيش".
وأضاف "ندعو قوات الأمن إلى الإحجام عن أي شكل من أشكال العنف ضد المحتجين والاحترام الكامل لحق المواطنين في التظاهر السلمي".
وعزز وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن هذه الرسالة على منشور على تويتر في وقت لاحق الجمعة قائلا "يجب على قوات الأمن السودانية احترام حقوق الإنسان وأي عنف ضد المتظاهرين السلميين غير مقبول".
وأشار المسؤول إلى شعور واشنطن بالارتياح للسماح لرئيس الوزراء عبد الله حمدوك بالعودة إلى منزله، لكنه أضاف أن هذا لا يكفي لأن حمدوك لا يزال رهن الإقامة الجبرية ولا يمكنه مواصلة عمله.
وقام الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان بحل حكومة حمدوك، واعتقل الجنود وزراء في الحكومة يوم الاثنين، مما دفع الدول الغربية إلى قطع مساعدات بمئات الملايين من الدولارات للسودان.
ودعا معارضو الانقلاب إلى مظاهرات "مليونية" السبت تحت شعار "ارحلوا". وقتل ما لا يقل عن 11 محتجا في اشتباكات مع قوات الأمن الأسبوع الماضي. ويقول السكان إنهم يخشون من التعرض لحملة قمع شاملة.
وتسبب الانقلاب في الخروج عن المسار الانتقالي الذي كان يهدف إلى توجيه السودان نحو الديمقراطية مع إجراء انتخابات عام 2023 بعد الإطاحة بعمر البشير قبل عامين.
وقال المسؤول الأميركي إن واشنطن تتفهم شكوك الزعماء المدنيين السودانيين في العمل مع البرهان ومع الجيش لكنه أضاف أن الاستبعاد الكامل للجيش ليس أمرا واقعيا.
وأضاف عن البرهان" إنه واجهة لخذلان تطلعات الشعب السوداني واختطاف المؤسسات المدنية" . وقال إن الزعماء المدنيين سيبحثون عن تطمينات قبل الاقدام على العمل معه وهو أمر قال إنه يجب عليهم رغم ذلك أن يفعلوه.
وقال المسؤول "لن يرغب شركاؤنا المدنيون في سماعي أقول هذا -لكن ليس من الواقعي الاعتقاد بأنكم ستتمكنون من النجاح في الانتقال إذا استبعدتم الجيش تماما من العملية".
وقال البرهان يوم الجمعة إنه يمكن الإعلان عن رئيس وزراء من ذوي الكفاءات خلال أسبوع وترك الباب مفتوحا أمام حمدوك للعودة وتشكيل الحكومة الجديدة.
وقال المسؤول الأميركي إن واشنطن تعلم أن هناك مشاكل في الفترة الانتقالية لكن القادة العسكريين السودانيين لم يلمحوا أبدا إلى استيلاء على السلطة في تعاملاتهم نهاية الأسبوع الماضي مع الوفد الأميركي.
ووصل جيفري فيلتمان ، المبعوث الخاص للرئيس جو بايدن إلى القرن الأفريقي، إلى الخرطوم قبل يومين من انقلاب يوم الاثنين ، حيث تصاعدت المخاوف من أن الفترة الانتقالية تواجه مشاكل بسبب التوتر بين العسكريين والمدنيين.
وقال فيلتمان إنه تحدث الجمعة إلى حمدوك وفقا لتغريدة نشرها مكتب الشؤون الأفريقية بالخارجية الأميركية.
وأضاف فيلتمان أنه تحدث أيضا مع البرهان ووزيرة الخارجية في حكومة حمدوك مريم الصادق المهدي وأنه بعث برسالة واضحة مفادها ضرورة السماح للشعب السوداني بالاحتجاج السلمي.