لوحات التشكيلية التونسية ريم الهلالي تتماهى مع الواقع
الفن يعني الذهاب الى البعيد في اتجاهات شتى بحثا عن الذات وشوقا تجاه الآخر في سبيل القول بالذات تبتكر خطاها بكثير من الحلم والشجن والسحر والبهاء. هي فسحة اخرى للنظر بعين الدواخل.. نشدانا للعلو ولما به تبوح الفكرة بكامل تلويناتها وتجلياتها..
الانسان هنا في هذا التعاطي مع الفن يمنح الكائنات شيئا من عنفوان شؤونه وشجونه وهو يتقصد جمالا لائقا بنظراته وملائما لأحاسيسه وهو ينصت للعناصر والأشياء والتفاصيل يرمم ما تداعى من بهائها وجمال أحوالها.
هكذا هي فكرة الفن التي تقود الفنان ببوصلة من دهشة ونظر وانصات وحنين.
وهكذا نمضي مع فنانة تشكيلية تخيرت الذهاب بالتلوين والرسم الى عوالم من دواخلها وهي تتماهى مع الواقع.. في لوحاتها ضرب من السردية التي تشير الى تفاصيل وحكايات وأحداث تبدي من خلالها رأيها وتوظف في كل ذلك الرموز من زخرف و حيوانات وهي تقول في كل هذا بالانسان ومعاناته وسفره الشاق.. هي الفنانة التشكيلية ريم الهلالي .
ضمن نشاطها الفني التشكيلي الذي تعمل عليه منذ أكثر من حوالي ثلاثة عقود انتظم منذ أيام معرضها الفني التشكيلي الخاص بدار الثقافة القلعة الصغرى وبإشراف مندوبية الشؤون الثقافية بمحافظة سوسة التونسية وبالتعاون مع جمعية أوتار الفن بالقلعة الصغرى ضمن فعاليات تظاهرة "نسمات ثقافية".
وقد افتتح يوم 22أكتوبر/تشرين الاول ليتواصل الى غاية يوم 12 نوفمبر/تشرين الثاني في اطار البرنامج الثقافي والفني للتظاهرة. وهو متنوع الفقرات بين الموسيقى والفنون الجميلة والمسرح والحصص التنشيطية .
يضم النشاط ورشة للفنون التشكيلية ومعرض ريم الهلالي التي تقدم جانبا من أعمالها الفنية حيث تنوعت مشاركاتها وحضورها في الأنشطة الفنية بين المعارض الخاصة والجماعية.
من بين عناوين لوحات المعرض نجد "كورونا" ويوم من سنة 2020" و"كتابي الجميل جدا" و "أحب الذهاب الى المدرسة" و"الملك والملكة" و"بساط على بغداد" و"ذكر و أنثى" و"الساحرة".
وتبرز لوحاتها حاضنة لسرديات فيها العبارة التشكيلية متعددة الألوان والأشكال لتنهل من المعيش الاجتماعي والثقافي بوعي تعمل على ابرازه في جل أعمالها الفنية ويتواصل هذا المعرض الى غاية يوم 12نوفمبر/تشربن الثاني.
ويرافق المعرض تنشيط موسيقي ومسرحي في الفضاء المفتوح لدار الثقافة القلعة الصغرى بمشاركة أعضاء نادي المسرح ونادي الموسيقى بالدار.
وقد اقامت الفنانة التشكيلية ريم الهلالي عددا من المعارض الفنية التشكيلية الخاصة والجماعية بدور الثقافة بسوسة وهرقلة الى جانب المشاركات المتعددة في ملتقيات وطنية وخارج تونس منها ملتقى أيام الترتث بالمنستير وملتقى العصاميات للابداع التشكيلي والمهرجان الدولي للفنون التشكيلية بالمنستير والملتقى الدولي بالعوينة وملتقى "ديفرسيتي" بالمهدية وبالجزائر ضمن الملتقى الدولي للفن التشكيلي بخنشلة سنة 2017 كما حصلت على الجائزة والميدالية ضمن مشاركاتها في هذه الملتقيات .
تقول الفنانة ريم الهلالي عن تجربة البدايات لديها "بدأت بمعرض فردي رغم صعوبته وكنت منتصرة للمدرسة الانطباعية وللواقعية وبعد تجارب واطلاع على الاتجاهات المحلية والعالمية ومنها التكعيبية تواصلت مع الجذور الايمازيغية والتي غلبت على خطوطي وصارت اعمالي الفنية تضم اشكالا زخرفية".
وتضيف "لقد مررت في عملي الفني التشكيلي بعدة مراحل منها المرحلة المشوشة ثم مرحلة الخطوط غير الزخرفية وبعدها مرحلة الصور والزخارف الصغيرة التقليدية وصولا الى المرحلة التعبيرية عن الواقع من خلال مجموعة الزخارف غير التقليدية و الصور المستمدة من حياة الانسان بصفة عامة".
وتحرص ريم العلالي على المواصلة في هذا النهج من تجربتها الفنية التشكيلية وتعمل على دعم ذلك بالاعداد للمزيد من المشاركات في الفعاليات الفنية التشكيلية وذلك بجهات تونس وخارجها وخاصة الاستعداد لمعرض خاص يضم لوحاتها القديمة والجديدة.