بولندا تعتقل عشرات المهاجرين العراقيين

أول رحلة تقل مهاجرين عراقيين كانوا عالقين على الحدود بين بولندا وبيلاروس تحط في أربيل في انتظار ترحيلهم إلى بغداد، بينما تؤكد سلطات اقليم كردستان اعتقال عشرة مهربين خدعوا المهاجرين.
ولم يهدأ التوتر بين مينسك وموسكو من جهة وبولندا والاتحاد الأوروبي
الغرب يتهم مينسك بافتعال أزمة على الحدود مع بولندا ردا على العقوبات الأوروبية
بيلاروس ستعيد 5000 مهاجر إلى بلدانهم إذا رغبوا في ذلك

سكولكا (بولندا) - تتجه أزمة المهاجرين على الحدود بين بيلاروس وبولندا لحلحة جزئية بعد أن تم إعادة مهاجرين عراقيين إلى بلدهم في أول رحلة من نوعها كانوا قد فشلوا في دخول الاتحاد الأوروبي فيما تعمل المستشارة الألمانية المنتهية ولايتها أنجيلا ميركل على فتح ممر إنساني إلى ألمانيا للعالقين، في حين اعتقلت السلطات البولندية العشرات ممن عبروا الحدود البيلاروسية.

وحطت طائرة المهاجرين الذين تم إعادتهم في مطار اربيل الدولي بكردستان العراق في انتظار ترحيلهم إلى بغداد.

وتتهم الحكومات الأوروبية الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشنكو بجذب آلاف المهاجرين خصوصا من أكراد العراق، إلى الحدود ردا على فرض عقوبات على نظامه بعد قمع تظاهرات المعارضة العام الماضي.

وترفض مينسك وحليفتها الأبرز موسكو الاتهامات وتنتقدان الاتحاد الأوروبي لعدم استقباله المهاجرين الساعين لعبور الحدود.

وبهدف خفض التصعيد تحادثت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل مرتين هاتفيا هذا الأسبوع مع لوكاشينكو. وبعد يوم على الاتصال الثاني، حطت أول طائرة تقل مئات المهاجرين في مطار اربيل وفقا لمتحدث باسم حكومة إقليم كردستان.

وأفاد المتحدث أنه في المجمل، بلغ عدد المهاجرين الذين كانوا على متن طائرة البوينغ 747 التابعة لشركة الخطوط الجوية العراقية، 431 شخصا. وأعلن خلال مؤتمر صحفي اعتقال عشرة مهربين خدعوا المهاجرين الذين يتحدر غالبيتهم من إقليم كردستان. وستُكمل الرحلة طريقها إلى بغداد هذا المساء.

وأعلنت ناتاليا إيزمونت، الناطقة باسم الرئيس البيلاروسي وجود قرابة 7000 مهاجر في البلاد. وقالت إن بيلاروس ستعيد 5000 مهاجر إلى بلدانهم إذا رغبوا في ذلك.

ويخيم حوالي 2000 شخص قرب الحدود البولندية البيلاروسية في ظروف مزرية بهدف العبور إلى الاتحاد الأوروبي. وقالت المتحدثة إن ميركل ستتفاوض مع الاتحاد لإنشاء "ممر إنساني إلى ألمانيا".

وفي آخر حادث وقع عند الحدود، ذكرت وزارة الدفاع البولندية أن القوات البيلاروسية أجرت عمليات استطلاع و"على الأرجح" دمرت سياج الأسلاك الشائكة الفاصل بين الدولتين، مضيفة "ثم أجبر البيلاروسيون المهاجرين على إلقاء الحجارة على الجنود البولنديين لتشتيت انتباههم. جرت محاولة عبور الحدود على بعد عدة مئات من الأمتار".

ولفتت الوزارة في بيان إلى أن "القوات الخاصة البيلاروسية قادت هجوم أمس".

وأفاد حرس الحدود بأن حوالي 500 مهاجر شاركوا في محاولة العبور واعتقل 200 منهم بعدما نجحوا في الوصول إلى بولندا.

وذكر المصدر أن عائلة من خمسة أشخاص، بينهم ثلاثة أطفال تبلغ أعمارهم ما بين سبع وتسع سنوات، أصيبوا بجروح أثناء الحادثة ونقلوا إلى المستشفى.

وأظهرت لقطات مصورة نشرتها وارسو جنودا بولنديين يحيطون بمجموعة كبيرة من المهاجرين جاثمين في منطقة غابات ليلا بجوار بعض الأسلاك الشائكة.

ولم يتسن التحقق من الحادثة بشكل مستقل نظرا إلى حظر وصول الصحافيين إلى الجانب البولندي من الحدود.

ودعا الاتحاد الأوروبي ووزراء خارجية مجموعة السبع الخميس نظام لوكاشينكو إلى "الوقف الفوري لحملته العدوانية والاستغلالية".

وندّد رئيس الوزراء البولندي ماتيوش مورافيتسكي الخميس بأي محاولة عقد لقاءات رسمية مع النظام البيلاروسي، معتبرا أن ذلك يعني "إضفاء شرعية" عليه.

وقال "أكدت للمستشارة أن أي اتفاق بشأن بولندا والوضع برمته لا يمكن أن يتم دون مشاركتنا".

بدوره قال وزير الدفاع البريطاني بن والاس إن بلاده تقف إلى جانب وارسو، على هامش زيارة إلى قاعدة عسكرية في شمال شرق بولندا تستضيف مجموعة قتالية تابعة لحلف شمال الأطلسي.

وأفاد وزير الدفاع البولندي ماريوس بلاشتشاك بأنه يتوقع وصول فريق بريطاني يضم مهندسين عسكريين إلى بولندا في وقت لاحق هذا الشهر للمساعدة في إقامة السياج الحدودي وإصلاح طرق المنطقة.

وتشير هيئات إغاثة إلى أن 11 مهاجرا على الأقل لقوا حتفهم حتى الآن. وأعلنت طواقم طبية بولندية أنها ساعدت زوجين سوريين في ساعات الصباح الأولى الخميس كانا في غابة منذ شهر ونصف الشهر وفقدت طفلا.

وقال المركز البولندي للمساعدة الدولية على تويتر "توفي طفلهما البالغ عاما واحدا في الغابة".

وفي حادثة أخرى، أظهر تسجيل مصور نشره حرس الحدود في بيلاروس كلبا تابعا لعناصر حرس الحدود الليتوانيين يعض رجلا كان ممدا على الأرض داخل كيس للنوم.

وأقرّ حرس الحدود الليتواني بوقوع الحادثة، مشيرا إلى أن العناصر كانوا يحاولون إبعاد مجموعة من المهاجرين لدفعهم باتّجاه بيلاروس وبأن الحارس لم ير المهاجر.

بدورها، دعت منظمات خيرية إلى وقف التصعيد، مشددة على ضرورة الاستجابة الإنسانية للأزمة.