توتر أمني شديد في اصفهان الغاضبة

وحدات من مكافحة الشغب تنتشر بكثافة في المدينة غداة اشتباكات بين قوات الأمن ومحتجين على جفاف نهر في وسط ايران.

طهران - انتشرت شرطة مكافحة الشغب السبت في أصفهان في وسط إيران، في اليوم التالي ليوم شهد أعمال عنف خلال تظاهرة للاحتجاج على جفاف نهر كما أفاد شهود وموقع التلفزيون الحكومي.
وذكر قائد شرطة المحافظة أن الاجهزة الامنية نفذت "عددا محدودا من التوقيفات" الجمعة.
ومنذ أكثر من أسبوعين، ينظم سكان أصفهان تظاهرات للاحتجاج على الجفاف الحاد الذي تعانيه المنطقة منذ سنوات، متّهمين السلطات بتحويل المياه من المدينة لإمداد محافظة يزد المجاورة التي تعاني أيضا نقصا شديدا في المياه.
وأصبح نهر زايندة رود الجاف منذ العام 2000 والذي يمر عبر ثالث أكبر مدينة في البلاد، مكان التجمع الرئيسي للمتظاهرين.
وروى أحد سكان المنطقة السبت أن "الوضع كان هادئا في مجرى نهر زايندة رود والشوارع خالية لكنني سمعت عن انتشار شرطة مكافحة الشغب على جسر خاجو" الذي يمر عبر هذا النهر.
من جانبها، قالت امرأة خمسينية في اتصال مع وكالة فرانس برس "انا معتادة على السير في مجرى النهر مع أصدقاء لكن شرطة مكافحة الشغب تنتشر اليوم بأعداد كبيرة قرب جسر خاجو وتطلب من السكان تجنب هذه المنطقة".
ونقلت وكالة الأنباء مهر عن نور الدين سلطانيان الناطق باسم مستشفى جامعة أصفهان السبت ان "من بين المحتجين الجرحى اثنان في حالة خطرة". ولم يذكر أي وفاة.
والجمعة، أفادت وكالات أنباء إيرانية ومنشورات على مواقع التواصل الاجتماعي بأن قوات الأمن استخدمت الغاز المسيل للدموع والهراوات وطلقات الخرطوش على ما يبدو خلال اشتباكات مع محتجين يتظاهرون في أصفهان تأييدا للمزارعين الغاضبين بسبب نقص المياه.
وأظهرت مقاطع مصورة بُثت على مواقع التواصل رجال أمن في المدينة الواقعة في وسط إيران يطلقون فيما تبدو طلقات الخرطوش على محتجين في قاع النهر الذي جف.
وخلال الليل فرق رجال مجهولو الهوية المزارعين المحتجين بعد أن أشعلوا النار في خيامهم. وأفادت منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي بأن قوات الأمن هي التي فرقتهم لكن وسائل الإعلام الرسمية قالت إن "بلطجية" فعلوا ذلك.
وقال قائد شرطة أصفهان محمد رضا ميرحيدري للتلفزيون مساء الجمعة "بعد مغادرة المزارعين، بقي الانتهازيون ما أتاح للأجهزة الأمنية التعرف بسهولة على الأشخاص الذين دمروا الممتلكات العامة وتوقيفهم".
وفي يوليو/تموز، اندلعت احتجاجات في الشوارع بسبب نقص المياه في إقليم خوزستان المنتج للنفط في الجنوب الغربي.
وتُنحي إيران باللوم في نقص المياه على أسوأ موجة جفاف تشهدها البلاد منذ 50 عاما، فيما يشير منتقدون أيضا إلى سوء الإدارة.
وبعد أن أصابت العقوبات الأميركية الاقتصاد الإيراني بالشلل، أصبحت إيران هي الأشد تضررا من جائحة كوفيد-19 في الشرق الأوسط. واضطر الجفاف إيران إلى استيراد كميات كبيرة بشكل غير مسبوق من القمح.