الناتو يتوعد روسيا بدفع ثمن باهظ في حال هاجمت أوكرانيا

وزير الخارجية الأميركي يقول إن بلاده تمتلك أدلة على استعدادات روسية لزعزعة استقرار أوكرانيا من الداخل إلى جانب خطة عسكرية ضخمة.
موسكو تمهل 27 دبلوماسيا أميركيا حتى نهاية يناير لمغادرة أراضيها
واشنطن وحلف الناتو يعبران عن قلقهما من تحركات روسية على حدود أوكرانياعبر

ريغا/موسكو - أعلنت واشنطن وحلف شمال الأطلسي (الناتو) اليوم الأربعاء أن روسيا أعدت خطة عسكرية لزعزعة استقرار جارتها أوكرانيا من الداخل إلى جانب خططتها لشن عملية عسكرية ضخمة، بينما توعد الأمين العام لحلف الناتو ينس ستولتنبرغ، موسكو بأن تدفع ثمنا باهظا لاي عدوان على كييف.

وحذر ستولتنبرغ روسيا من استخدام القوة مع أوكرانيا. وقال لرويترز إن موسكو تعلم أنها ستدفع ثمنا باهظا لأي عدوان تشنه، عبر فرض عقوبات عليها وإجراءات أخرى سيتخذها الغرب.

وأضاف في مقابلة بمؤتمر رويترز نكست "قلناها جميعا بوضوح شديد إن الثمن الذي سيتعين دفعه سيكون باهظا وستكون العقوبات ضمن الخيارات"، مضيفا "أعتقد أنه من الواضح تماما أن روسيا تعرف بالفعل أنها ستدفع ثمنا أكبر".

قال ينس ستولتنبرغ الأمين، إن الناتو يعمل عن كثب لحماية الأعضاء من الصواريخ الصينية والروسية الجديدة التي يمكنها الوصول إلى أوروبا وأميركا الشمالية، "ليست روسيا وحدها بل الصين أيضا (كلتاهما) تستثمران الآن بقوة في أنظمة ذات قدرات نووية يمكنها الوصول إلى كل دول حلف الأطلسي".

وقال "هذا شيء يجب أن نأخذه على محمل الجد"، مشيرا إلى الاستثمارات الروسية في صواريخ ذات المدى البعيد للغاية والسرعات الفائقة وقدرات المناورة.

وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن اليوم الأربعاء إن الولايات المتحدة تشعر بقلق عميق وسط أدلة على أن روسيا وضعت خططا لتحركات عدائية واسعة النطاق ضد أوكرانيا، مضيفا أن الخطط الروسية تشمل جهودا لزعزعة استقرار أوكرانيا من الداخل بجانب عمليات عسكرية ضخمة.

وقال بلينكن للصحفيين بعد اجتماع وزراء خارجية دول حلف شمال الأطلسي في ريغا "في الأسابيع الأخيرة، كثفت روسيا خططها لشن عمل عسكري محتمل في أوكرانيا، بما في ذلك نشر عشرات الآلاف من القوات القتالية الإضافية قرب الحدود الأوكرانية".

وتأتي هذه التحذيرات وسط توترات لا تهدأ بين الولايات المتحدة وحلف الناتو من جهة وروسيا والصين من جهة ثانية.

وفي سياق هذه التوترات، قالت روسيا اليوم الأربعاء إنها أمرت موظفي السفارة الأميركية الموجودين في موسكو منذ أكثر من ثلاث سنوات بمغادرة البلاد بحلول 31 يناير/كانون الثاني، في خطوة للرد على ما قالت إنه قرار أميركي بخفض مدد عمل الدبلوماسيين الروس.

وتأتي هذه الخطوة بعد أن قال سفير موسكو لدى الولايات المتحدة الأسبوع الماضي إن 27 دبلوماسيا روسيا وعائلاتهم طُردوا من الولايات المتحدة وسيغادرون يوم 30 يناير/كانون الثاني.

وقالت ماريا زاخاروفا المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية في إفادة صحفية "نحن... نعتزم الرد بالمثل. على موظفي السفارة الأميركية الموجودين في موسكو منذ أكثر من ثلاثة أعوام مغادرة روسيا بحلول 31 يناير".

ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن زاخاروفا قولها، إن القواعد الأميركية الجديدة تعني أن الدبلوماسيين الروس الذين أجبروا على مغادرة الولايات المتحدة سيمنعون من العمل كدبلوماسيين لديها لثلاثة أعوام. ولم يصدر تعليق بعد من السفارة الأميركية في موسكو.

وسيفرض المزيد من الخفض في عدد موظفي السفارة الأميركية في موسكو ضغوطا على بعثة وصفتها واشنطن بالفعل بأنها قريبة من "وجود قائم بالأعمال" وسط عمليات طرد متبادلة وقيود أخرى بين البلدين.

وتواجه العلاقات بين واشنطن وموسكو، التي بلغت أدنى مستوياتها منذ أعوام في حقبة ما بعد الحرب الباردة، ضغوطا بسبب حشد روسيا لقواتها قرب أوكرانيا.