ألف جندي تشادي ينتشرون في مالي لمواجهة الجهاديين
باماكو - وافقت مالي على نشر ألف عسكري إضافي من تشاد ضمن بعثة الأمم المتحدة في مالي (مينوسما)، ويأتي ذلك في خضم تقليص عديد القوات الفرنسية في البلد.
وأبلغ مندوب مالي الدائم لدى الأمم المتحدة مجلس الأمن أن الحكومة قبلت نشر "ألف عسكري إضافي" من تشاد لتعزيز قوة مينوسما.
يأتي هذا الإعلان في وقت تتم إعادة تنظيم الوجود العسكري الفرنسي في مالي مع الانتهاء المقرر لعملية برخان.
وبعد نحو تسع سنوات من التواجد في منطقة الساحل، بدأت فرنسا في حزيران/يونيو إعادة تنظيم حضورها العسكري عبر مغادرة قواعدها الثلاث في أقصى شمال مالي (تيساليت وكيدال وتمبكتو) للتركيز على منطقتي غاو وميناكا الحدوديتين مع النيجر وبوركينا فاسو.
وتنص هذه الخطة على خفض عديد القوات الفرنسية في منطقة الساحل من 5 آلاف حاليا إلى 2500-3000 بحلول 2023.
وأعلن المجلس العسكري الحاكم في مالي الجمعة إنه وافق على نشر عسكريين إضافيين تشاديين ضمن بعثة الأمم المتحدة بعد "إعادة تنظيم" القوات الفرنسية، وذلك بهدف "مواجهة التهديدات".
وتشهد مالي منذ عام 2012 هجمات لجماعات جهادية مرتبطة بتنظيمي القاعدة والدولة الإسلامية، فضلا عن أعمال عنف يرتكبها قطاع طرق وميليشيات دفاع ذاتي. كما تُتهم القوات النظامية بارتكاب انتهاكات.
وامتد العنف الذي بدأ في الشمال عام 2012 إلى الوسط ثم إلى بوركينا فاسو والنيجر المجاورتين. وقتل نتيجته آلاف المدنيين والعسكريين ودفع مئات الآلاف للنزوح رغم نشر قوات تابعة للأمم المتحدة وفرنسا ودول إفريقية.
ولم يؤد استيلاء الجيش على السلطة في باماكو بعد انقلاب عام 2020 إلى وقف دوامة العنف.
وتنتشر قوات مينوسما في مالي منذ عام 2013 وهي تتألف من 16500 عنصر بينهم 10700 جندي، بحسب موقعها على الإنترنت.
وهي حاليا مهمة حفظ السلام الأممية التي سجلت أكبر عدد من القتلى في العالم، حيث قُتل 146 من عناصرها في أعمال عدائية حتى 31 تشرين الأول/أكتوبر، وفق احصاءات الأمم المتحدة.
كما تاتي هذه التطورات في خضم تنامي النفوذ الروسي في منطقة الساحل والصحراء حيث تتحدث مصادر عن اتفاق لنشر قوات من مرتزقة فاغنر الروسية وفي وقت ينفي فيه الرئيس الأميركي فلاديمير بوتين علاقة بلاده بتلك المجموعات.
وتشعر كل من فرنسا وحتى الجزائر من تنامي النفوذ الروسي في مالي ودول الجوار.