إيران تمهد لتقويض جهود تخفيف التوتر مع السعودية

الخارجية الإيرانية تلقي بالكرة في الملعب السعودي في ما يتعلق بمدى استمرار المحادثات الاستكشافية بين طهران والرياض، فبينما تواصل إيران أنشطتها المزعزعة للاستقرار الإقليمي تطالب المملكة بتبني حلول سياسية ودبلوماسية جادة!  
طهران كمن يدفع لإبقاء التوتر على حاله مع الرياض
إيران تريد تسوية الأزمة مع السعودية من دون وضع حد لأنشطتها التخريبية

طهران - ألقت إيران اليوم الاثنين الكرة في ملعب السعودية في ما يتعلق بمصير المحادثات التي بدأت بين الخصمين الإقليميين من أجل تخفيف حدة التوتر وإنهاء سنوات من القطيعة الدبلوماسية.

وفي خطوة تسلط الضوء على ما يمكن وصفه باستباق فشل محتمل لتلك المحادثات التي رعتها بغداد قبل أشهر قليلة واستمرت بين وفدين من البلدين، قالت طهران إن إجراء المزيد من المحادثات الثنائية يتوقف على جدّية المملكة وهو أمر يشير في توقيته إلى محاولة للتنصل من المسؤولية إزاء ممارسات إيرانية من شأنها أن تبقي الوضع على ما هو عليه تماما كما يحدث مع المفاوضات النووية غير المباشرة بين الجمهورية الإسلامية والولايات المتحدة.

وبدأت السعودية وإيران محادثات مباشرة هذا العام في وقت تحاول فيه قوى عالمية إحياء الاتفاق النووي مع طهران وبينما تقود الأمم المتحدة جهودا لإنهاء الحرب الدائرة في اليمن.

قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زاده في مؤتمر صحفي "نطالب الرياض بتبني حلول سياسية ودبلوماسية وتجنب التدخل في شؤون الدول الأخرى، لأننا نؤمن بأن التوصل إلى ترتيبات إقليمية شاملة سيتم من خلال الاحترام المتبادل وتفهم دول المنطقة لحقائق الأمور".

وأضاف "ندعو الرياض لإتباع نهج دبلوماسي وسياسي واحترام مبدأ عدم التدخل في شؤون الدول الأخرى، وهذا هو السبيل الوحيد للمضي قدما في المنطقة".

ووصفت المملكة التي قطعت علاقاتها مع إيران في 2016، المحادثات بأنها ودية واستكشافية في حين قال مسؤول إيراني في أكتوبر/تشرين الأول إن الجانبين "قطعا شوطا جيدا".

وقال خطيب زاده "ليس هناك تطورات جديدة في المحادثات مع السعودية وما زلنا ننتظر رد الرياض"، فيما تأتي تصريحاته في خضم مطالب خليجية مشروعة لم تكن طارئة ولا مستجدة تتعلق بوقف طهران لأنشطتها المزعزعة للاستقرار في المنطقة من بينها التوقف عن تسليح الحوثيين في اليمن وحزب الله في لبنان والميليشيات الشيعية في العراق إلى جانب ضمانات تتعلق ببرنامجيها النووي والصاروخي.

لكن إيران لم تقدم إلى الآن أي بادرة تثبت حسن نواياها، ففي الوقت الذي تجري فيه محادثات نووية غير مباشرة مع أميركا في فيينا تستمر في انتهاك بنود الاتفاق النووي المراد إحيائه بعد أن انسحب منه الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب بشكل أحادي.

كما يستمر المتمردون الحوثيون في اليمن في شن هجمات ارهابية على أهداف مدنية واقتصادية في السعودية بمسيرات وصواريخ إيرانية بينما تقول طهران إنها ترغب في تسوية الأزمة مع المملكة من خلال المحادثات الاستكشافية.

وتدعم كل من السعودية وإيران أطرافا متنازعة في الصراعات الإقليمية والخلافات السياسية في سوريا ولبنان والعراق منذ سنوات، كما تقود الرياض منذ مارس/اذار 2015 تحالف دعم الشرعية في اليمن في مواجهة انقلاب الحوثيين على السلطة بقوة السلاح منذ 2014.