
جهات إيرانية "خبيثة" تستهدف قواعد للتحالف الدولي في سوريا والعراق
بغداد/بيروت - تعرضت قاعدتين للتحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة في كل من سوريا والعراق لهجمات بـ13 صاروخا الأربعاء نسبها التحالف لمن وصفها بـ"جهات إيرانية خبيثة"، بينما تأتي هذه الهجمات المزدوجة بعد يومين من إحياء طهران وميليشياتها الذكرى الثانية لاغتيال واشنطن قائد فيلق القدس الجنرال قاسم سليماني ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي العراقي أبومهدي المهندس في غارة بطائرة مسيرة على موكبهما في بغداد.
وأطلقت خمسة صواريخ مساء الأربعاء باتجاه قاعدة عين الأسد العسكرية العراقية الواقعة في غرب البلاد وتضمّ قوات استشارية للتحالف الدولي بعد ساعات من هجوم مماثل على قاعدة تتواجد فيها قواته في شمال شرق سوريا، اتهم التحالف مجموعات موالية لإيران بالوقوف خلفه.
وعن هجوم عين الأسد في العراق، قال المسؤول في التحالف الدولي "رصدنا إطلاق خمس مقذوفات صاروخية سقطت بعيدا عن المنشأة"، مضيفا أن الأقرب "سقط على بعد حوالي كيلومترين" من القاعدة الواقعة في محافظة الأنبار الحدودية مع سوريا، بدون أن يسفر الهجوم عن "ضحايا أو أضرار".
وهذا الهجوم هو الثالث من نوعه منذ الاثنين في العراق، فقد استهدفت عين الأسد الثلاثاء بطائرتين مسيرتين مزودتين بمتفجرات، بينما استهدف مركز دبلوماسي أميركي في مطار بغداد بمسيرتين كذلك. وأحبط الهجومان ولم يسفرا عن ضحايا أو أضرار، كما أفاد التحالف الدولي.
وأعلن التحالف قبل ساعات الأربعاء أيضا من الهجمات على قاعدة عين الأسد، عن استهداف قاعدة عسكرية تتواجد فيها قواته في شمال شرق سوريا بثماني قذائف صاروخية.
وقال في بيان الأربعاء "تم استهداف قوات التحالف صباح اليوم (الأربعاء) بثماني قذائف صاروخية" أطلقت على قاعدة تٌعرف باسم "القرية الخضراء"، يتواجد فيها مستشارون للتحالف في مناطق نفوذ القوات الكردية في شمال شرق سوريا.
واتهم التحالف، وفق النسخة العربية من بيانه، "الجهات الخبيثة المدعومة من إيران" بإطلاق القذائف الصاروخية.
وقال قائد قوات التحالف اللواء جون برنان "واصل تحالفنا رؤية تهديدات ضد قواتنا في العراق وسوريا من قبل مجموعة الميليشيات المدعومة من إيران" معتبرا أن "هذه المجموعات تحاول أن تلُهنا بشكل خطر عن المهمة المشتركة لتحالفنا لتقدم المشورة والمساعدة والتمكين للقوات المشتركة من أجل الحفاظ على الجاهزية الدائمة للتصدي لداعش".

ومنذ اغتيال سليماني والمهندس، استهدفت عشرات الهجمات مصالح أميركية في العراق، بصواريخ أو طائرات مسيرة أحيانا، بينها محيط السفارة الأميركية في العراق وقواعد عسكرية عراقية تضمّ قوات من التحالف الدولي مثل عين الأسد في غرب البلاد أو مطار أربيل في الشمال.
وقبل الهجوم على قاعدة عين الأسد في العراق، سقطت خمس قذائف صاروخية فجرا على حقل العمر النفطي الذي يضم أكبر قاعدة للتحالف الدولي بقيادة واشنطن في شرق سوريا، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان ومسؤول بالتحالف، غداة إحباط هجوم مماثل على قاعدة أخرى في المنطقة.
وذكر المرصد أن مجموعات مقاتلة موالية لطهران هي من أطلق القذائف الصاروخية بعد يومين من إحياء إيران وحلفائها الذكرى السنوية الثانية لاغتيال سليماني والمهندس، مضيفا أن إحدى القذائف سقطت في مربض للطائرات المروحية، محدثة أضرارا مادية فقط، فيما سقطت قذيفتان في موقع خال.
وبحسب المصدر ذاته ردّ التحالف على الهجوم باستهداف بادية مدينة الميادين التي أطلقت منها القذائف الصاروخية.
وتخضع المنطقة الممتدة بين مدينتي البوكمال الحدودية والميادين لنفوذ إيراني، عبر مجموعات موالية لها تقاتل إلى جانب قوات النظام السوري.
وجاء هذا الهجوم غداة إعلان التحالف إحباط هجوم صاروخي على إحدى قواعده في منطقة دير الزور، بعد رصده "عددا من مواقع إطلاق الصواريخ التي تشكّل خطرا وشيكا".
وكانت الصواريخ تستهدف، وفق بيان أصدره التحالف الثلاثاء، قاعدة المنطقة الخضراء الأميركية في وادي الفرات، حيث ينشط مقاتلون من تنظيم الدولة الإسلامية وحيث تواصل القوات الأميركية تعاونها مع القوات الكردية وحلفائها.
وردا على سؤال حول الجهة التي كانت تخطط لهجوم الثلاثاء الذي وقع بدوره بعد هجومين مماثلين استهدف أولهما الاثنين مجمّعا للتحالف الدولي في مطار بغداد وثانيهما الثلاثاء قاعدة عين الأسد الجوية في غرب العراق، قال المتحدّث باسم البنتاغون جون كيربي إنّه غير قادر على تحديدها، لكنّه أضاف "ما زلنا نرى قواتنا في العراق وسوريا مهدّدة من قبل ميليشيات مدعومة من إيران".
ولا يزال نحو 900 جندي أميركي منتشرين في شمال شرق سوريا وفي قاعدة التنف الواقعة قرب الحدود الأردنية والعراقية.