اغتيال قيادي في التيار الصدري في غمرة مشاورات تشكيل الحكومة

اغتيال مسلم أبوالريش يأتي بينما تسود المشهد السياسي العراقي حالة من الضبابية والتجاذبات بين الصدر وأطراف الإطار التنسيقي الشيعي الخاسرة في الانتخابات.

بغداد - ذكرت مصادر عراقية أنه تم العثور على القيادي البارز في التيار الصدري مسلم أبوالريش في ميسان جنوبي العراق مقتولا رميا بالرصاص في عملية اغتيال تأتي بينما يجري زعيم التيار مقتدى الصدر مشاورات ولقاءات من أجل تشكيل حكومة أغلبية تستبعد منطق المحاصصة الطائفية مع توقعات باستبعاد الأحزاب الشيعية الخاسرة في الانتخابات من التشكيلة الحكومية.

وبحسب مصادر متطابقة "تم العثور على جثة أبوالريش في وقت متأخر من ليلة أمس السبت ملقاة بمنطقة الشيشان وعليها آثار 11 طلقة نارية بمناطق متفرقة من الجسد".

ويأتي الإعلان عن اغتيال أبوالريش تزامنا مع عقد البرلمان العراقي الجديد اليوم الأحد أول جلسة له منذ مصادقة المحكمة الاتحادية العليا على نتائج الانتخابات التشريعية المبكرة التي جرت في 10 أكتوبر/تشرين الأول 2012 وشككت الأحزاب الشيعية الخاسرة فيها في نزاهتها وحركت الشارع في أكثر من مناسبة قبل أن تتدخل إيران للتهدئة خشية من تضرر نفوذها ومصالحها وتطور التجاذبات إلى حرب شيعية شيعية.

ولم يتضح على الفور مدى تأثير اغتيال أبوالريش على العملية السياسية، لكن ثمة مخاوف من عودة مسلسل الاغتيالات وتصفية الحسابات بين الفصائل الشيعية التي باتت تقف على طرف نقيض من أهداف الصدر وأساسا تشكيل حكومة أغلبية وطنية لا طائفية ما ينهي نظام حكم ساد منذ غزو العراق في 2003 وهيمنت عليه الأحزاب الشيعية الموالية لطهران.    

ونقلت وكالة شفق نيوز العراقية الكردية عن مصدر قالت إنه مطلع على حيثيات اغتيال القيادي البارز في التيار الصدري قوله، إن أبوالرئيس يعتبر المتهم الرئيسي في اغتيال وسام العلياوي القيادي في جماعة عصائب أهل الحق والتي يتزعمها قيس الخزعلي.

وقتل العلياوي وشقيقه في غمرة احتجاجات العام 2019 في هجوم شنه مجهولون على مقر عصائب أهل الحق في مدينة العامرة.

ولا يزال الموقف السياسي  في  العراق  ضبابيا بسبب التباين في وجهات النظر حيث ينقسم الشيعة إلى طرفين، أحدهما يؤيد تشكيل حكومة أغلبية وطنية تضم القوى الفائزة بالانتخابات بقيادة مقتدى الصدر صاحب الأغلبية وطرف آخر  يقوده الإطار التنسيقي الشيعي الذي يضم القوى الخاسرة في الانتخابات البرلمانية والذي يطالب بتشكيل حكومة توافقية يشارك فيها الجميع دون النظر إلى نتائج الانتخابات.

وتسود حالة من القلق إزاء هذا الوضع الملتبس ومخاوف من انفلات سلاح الميليشيات، لكن مصادر محلية كشفت قبل أيام أن إيران أوفدت سرا في أكثر من مرة قائد فيلق القدس الجنرال اسماعيل قاآني إلى بغداد، مشيرة إلى أنه اجتمع بقادة بارزين من الأحزاب الخاسرة في الانتخابات وأنه نقل رسالة شديدة اللهجة لكل من هادي العامري زعيم كتلة الفتح وقيس الخزعلي زعيم ميليشيا عصائب أهل الحق مفادها أن اقبلا بنتائج الانتخابات التشريعية والتوقف عن اثارة الفوضى.

وعزت تلك المصادر التدخل الإيراني إلى مخاوف جدية من تطور المماحكات السياسية مع التيار الصدري ومع الكتل الفائزة في الانتخابات وبينها ائتلاف دولة القانون بقيادة نوري المالكي، إلى مواجهات مسلحة من شأنها أن تضعف النفوذ الإيراني.

وتأتي هذه التطورات بينما بدأ البرلمان العراقي المنتخب حديثا أولى جلساته اليوم الأحد، مما يمهد الطريق أمام النواب لتشكيل حكومة جديدة.

ومن المقرر أن ينتخب البرلمان رئيسا له ونائبين خلال جلسته الأولى. وسينتخب المشرعون لاحقا رئيسا جديدا للبلاد يكلف أكبر كتلة برلمانية بتشكيل الحكومة.   

وقال الصدر أمس السبت في بيان على حسابه بتويتر أنه لا مكان اليوم للطائفية والعرقية بل حكومة أغلبية وطنية يدافع الشيعي فيها عن حقوق الأقليات والسنّة والكرد. وسيدافع الكرد عن حقوق الأقليات والسنة والشيعة وسيدافع السنّي عن حقوق الأقليات والشيعة والكرد واليوم لا مكان للفساد فستكون الطوائف أجمع مناصرة للاصلاح.

وتابع "اليوم لا مكان للميليشيات... فالكل سيدعم الجيش والشرطة والقوات الأمنية وسيعلو القانون بقضاء عراقي نزيه".

وختم بالقول "اليوم سنقول نحن والشعب: كلا للتبعية... قرارنا عراقي شيعي سني كردي تركماني مسيحي فيلي شبكي ايزيدي صابئي: فسيفساء عراقية وطنية لا شرقية ولا غربية".