ثلاث رسائل خليجية للبنان ترسم أفق إنهاء القطيعة

وزير الخارجية الكويتي يؤكد أن أساس زيارته لبيروت هو وضع إجراءات لبناء الثقة مجددا بين لبنان ومحيطه الإقليمي والدولي على أن يتم استكمال باقي المسائل في الأيام القادمة.
وزير الخارجية اللبناني يعتزم زيارة الكويت نهاية يناير
رئيس الوزراء اللبناني دُعي لزيارة الكويت
وزير الخارجية الكويتي يدعو إلى ألا يكون لبنان منصة لعدوان لفظي أو فعلي على الخليج
حزب الله سمم العلاقات اللبنانية الخليجية بإساءات وبأنشطة مشبوهة

بيروت - طالب وزير الخارجية الكويتي الشيخ أحمد ناصر المحمد الصباح اليوم الأحد بألّا يكون لبنان منصة لأيّ عدوان لفظي أو فعلي و"أن يكون عنصرا متألقا وأيقونة مميزة في المشرق العربي"، مشيرا إلى أنه لا توجّه للتدخّل في شؤون لبنان وذلك ردا على ادعاءات حزب الله الأخيرة التي اتهم فيها دول الخليج وتحديدا السعودية بالتدخل في الشأن اللبناني.

وجاءت تصريحات الوزير الكويتي في مؤتمر صحفي أعقب ثلاثة لقاءات منفصلة مع رئيس الوزراء نجيب ميقاتي ورئيس مجلس النواب نبيه بري والرئيس اللبناني ميشال عون.

وقال الوزير الكويتي "الأساس في زيارتي لبيروت هي وضع إجراءات لبناء الثقة مجددا بين لبنان ومحيطه الإقليمي والدولي وإن شاء الله نستكمل الأمور في الأيام المقبلة".

وتابع "أولا لا يوجد أي تدخل في الشؤون الداخلية للبنان ودول الخليج لا تتدخل بشؤون لبنان الداخلية، وثانيا، لا تخرج الزيارة عن الثلاث رسائل التي نقلتها بالأمس. الرسالة الأولى: التعاطف والتضامن والتآزر والمحبة للشعب اللبناني الشقيق. الرسالة الثانية هي تطبيق سياسة النأي بالنفس وأن لا يكون لبنان منصة لأي عدون لفظي أو فعلي".

وأضاف "الرسالة الثالثة هي الرغبة لدى الجميع بأن يكون لبنان مستقرا آمنا وقويا وأن قوة لبنان هو قوة للعرب جميعا وعلى أن يصير هذا الأمر واقعا هو من خلال تطبيق قرارات الشرعية الدولية والقرارات العربية في هذا المجال فالرسالة من هذا المجال وليس هناك أمر آخر".

وتأتي زيارة الشيخ أحمد ناصر المحمد الصباح لبيروت في خضم توتر في العلاقات بين لبنان ودول الخليج طفت إلى السطح بعد تصريحات وزير الإعلام اللبناني السابق جورج قرداحي الذي استقال من منصبه على اثر تسببه في أزمة هي الأسوأ بين الجانبين حين أدلى بتصريحات اعتبرت مسيئة للسعودية والإمارات ولدور تحالف دعم الشرعية في اليمن وكانت منحازة بشكل مفضوح للمتمردين الحوثيين.

وقطعت دول الخليج علاقاتها الدبلوماسية مع لبنان بطرد السفراء اللبنانيين لديها واستدعاء سفرائها من بيروت، فيما استمر حزب الله في استثمار الأزمة لجهة الإساءة للخليج ودفع لبنان بعيدا عن عمقه العربي والخليجي.

ويرجح أن تضع زيارة وزير الخارجية الكويتي إلى لبنان النقاط على الحروف ورفع الالتباس حول مسائل خلافية وقضايا أساسية ستشكل حتما إطارا أوضح لإعادة تطبيع العلاقات وفق شروط معينة.

وختم الشيخ أحمد ناصر المحمد الصباح بالقول "الزيارة فقط هي تقديم نفس الأفكار التي قدمتها بالأمس للرئيس ميقاتي وصباحا لفخامة الرئيس عون ومن ثم قدمتها لدولة الرئيس بري ومرة أخرى هي منطلقة من بعض الأفكار والمقترحات لبناء الثقة بين دول المنطقة ولبنان".

وتأتي الزيارة التي جرى تنسيقها مع دول الخليج في إطار جهود إعادة الثقة بين البلد والدول الخليجية بينما يواجه هذا البلد أزمة مالية غير مسبوقة.

ولفت وزير الخارجية الكويتي إلى أن نظيره اللبناني عبدالله بوحبيب سيزور الكويت نهاية الشهر الحالي، مشيرا إلى أن رئيس الوزراء نجيب ميقاتي دُعي أيضا لزيارة الكويت من دون أن يُحدّد موعدا لهذه الزيارة.

ورحبت الرئاسة اللبنانية في بيان مطول نشرته على حساباتها بتويتر وفيسبوك بـ"أي تحرك عربي من شأنه إعادة العلاقات الطبيعية بين لبنان ودول الخليج العربي وهو ملتزم بتطبيق اتفاق الطائف وقرارات الشرعية الدولية والقرارات العربية ذات الصلة".

وتابعت أن الرئيس ميشال عون أبلغ  وزير الخارجية الكويتي الذي حمل جملة من المقترحات والأفكار التي من شأنها تخفيف حدة الأزمة، "حرص لبنان ثابت على المحافظة على أفضل العلاقات بين لبنان والدول العربية" وإعادة تطبيع العلاقات مع دول الخليج.

وقال عون بحسب بيان الرئاسة، إن الأفكار والمقترحات التي وردت في المذكرة التي سلمها الوزير الكويتي ستكون موضع تشاور لإعلان الموقف المناسب منها.

وبدأت الأزمة الدبلوماسية بين السعودية ولبنان على خلفية تصريحات لوزير الإعلام حينها جورج قرداحي، سجلت قبل توليه مهامه وتم بثّها بعد ذلك، قال فيها إنّ المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران في اليمن "يدافعون عن أنفسهم" في وجه "اعتداء خارجي" من السعودية والإمارات.

واستدعت السعودية بشكل مفاجئ سفيرها لدى بيروت وطلبت من السفير اللبناني مغادرة الرياض وقرّرت وقف كل الواردات اللبنانية إليها.

وتضامنا مع الرياض، اتّخذت البحرين والكويت خطوة مماثلة وسحبت الإمارات دبلوماسييها وقررت منع مواطنيها من السفر إلى لبنان. وقررت السلطات الكويتية لاحقا "التشدد" في منح تأشيرات للبنانيين.

وقدّم قرداحي استقالته الشهر الماضي في مسعى لاحتواء الأزمة وقد أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن باريس والرياض اتفقتا على الانخراط بشكل كامل في استئناف العلاقات الدبلوماسية مع لبنان.

وفاقمت الأزمة انهيار الاقتصاد اللبناني الذي يواجه أزمة مالية، قال عنها البنك الدولي إنها من الأسوأ في العالم في التاريخ الحديث.

وتفيد تقديرات بأن أكثر من 300 ألف لبناني يعيشون في دول الخليج ويشكّلون شريانا حيويا لبلادهم.