ثماني سنوات سجنا لفرنسي تتهمه إيران بـ'التجسس'
باريس - حكمت محكمة ثورية إيرانية على الفرنسي بنجامان بريير الموقوف منذ أكثر من عام ونصف، بالسجن لمدة ثماني سنوات بعدما أدانته بتهمة "التجسس"، بحسب ما أعلن الثلاثاء محاميه الذي وصف المحاكمة بـ"المهزلة".
وهذا أحدث حكم في سياق ملاحقات قضائية إيرانية بحق أجانب. وكثفت المحاكم في إيران في الفترة الأخيرة من عقد محاكمات مثيرة للجدل خاصة لأشخاص من مزدوجي الجنسية في خضم ضغوط مضادة على الدول الغربية بينما تخوض مفاوضات نووية صعبة في فيينا لرفع العقوبات المفروضة عنها في حال انتهت المحادثات بإنعاش الاتفاق النووي للعام 2015.
وقال المحامي فيليب فالان في بيان إنّ موكّله البالغ من العمر 36 عاما صدر بحقّه أيضا حُكم ثان بالسجن لمدة ثمانية أشهر إضافية بعدما أدين بتهمة ثانية هي "الدعاية" ضدّ النظام الإيراني.
وبريير الذي لطالما أكّد أنّه كان في إيران بغرض السياحة أوقف في مايو/أيار 2020 لالتقاطه بواسطة طائرة بدون طيار "صورا لمناطق محظورة" في حديقة طبيعية في الجمهورية الإسلامية.
والشاب الفرنسي موقوف في سجن فاليك آباد في مشهد (شمال شرق) وينفّذ منذ نهاية ديسمبر/كانون الأول إضرابا عن الطعام احتجاجا على ظروف اعتقاله. وقد مثُل الخميس الماضي أمام محكمة في مشهد.
وقال المحامي فالان إنّ موكله "لم يستفد بتاتا من أيّ شكل من أشكال المحاكمة العادلة أمام قضاة محايدين. وللتذكير، فهو لم يستفد من أيّ حقّ في الدفاع عن نفسه ومن أيّ اطّلاع على عناصر الاتّهام وليست هناك أي إمكانية للتحضير لدفاعه وتقديمه أمام قضاة محكمة الثورة".
وعبّر عن قلقه على الوضع الصحّي لموكّله، موضحا أيضا أنّ "أسرة بنجامان بريير تناشد السلطات الفرنسية اليوم اتخاذ إجراءات فورية للسماح بإعادته إلى وطنه".
بدورها قالت بلاندين بريير شقيقة الشاب الفرنسي، إنّ شقيقها "رهينة سياسية"، مضيفة "من الواضح أنّ هذه محاكمة سياسية تستفيد منها إيران لتوجيه رسالة إلى الحكومة الفرنسية"، مبدية أسفها "لأنّنا نشعر وكأننا بيادق في لعبة دبلوماسية".
وأعربت فرنسا الثلاثاء عن إدانتها للحُكم بحق مواطنها. وقالت وزارة الخارجية الفرنسية إنّ "هذه الإدانة، التي ما من شيء يمكن أن يبرّرها، غير مقبولة"، مشيرة إلى أنّ بريير قرّر استئناف الحكم الصادر بحقّه.
وذكّرت الوزراة بأنّ مواطنها اعتقل في إيران "بينما كان يقوم برحلة سياحية" في الجمهورية الإسلامية.
وانضم سجينان من مزدوجي الجنسية إلى الفرنسي بريير المحتجز في سجن فاليك آباد في مشهد (شمال شرق) في اضرابه عن الطعام الذي بدأه منذ نهاية ديسمبر/كانون الماضي.
ويرفض الآن كامران غاديري النمساوي الإيراني المسجون منذ 2016، تناول الطعام احتجاجا على الزج به في سجن إيوين، حسبما نقلت صحيفة "دي بريسه" التي تصدر في فيينا اليوم الثلاثاء عن زوجته هاريكا.
وأضافت "إنه يطالب بالإفراج عن جميع الأشخاص مزدوجي الجنسية حاملي جنسيات الاتحاد الأوروبي المحتجزين كرهائن في إيران كشرط لاستئناف المفاوضات بشأن الاتفاق النووي مع إيران".
وبالإضافة إلى ذلك، دخل أنوشه عاشوري البريطاني الإيراني إضرابا عن الطعام قبل أيام قلائل في سجن إيوين، حسبما أفادت عائلته.
وسافر أميركيان كانا سجينين في إيران إلى مقر انعقاد المحادثات النووية في فيينا الأسبوع الماضي لاستغلال إضرابهما عن الطعام لجذب الانتباه إلى أكثر من 12 سجينا يحملون جنسيات غربية، وقضى بعضهم سنوات في السجن، على خلفية مزاعم بالتجسس أو الضلوع في أنشطة أخرى مناهضة للدولة.
وتحتجز إيران حاليا أكثر من عشرة أشخاص يحملون جوازات سفر غربية معظمهم من مزدوجي الجنسية.
وتؤكّد الجمهورية الإسلامية التي لا تعترف بازدواجية الجنسية أنّ هؤلاء خضعوا لإجراءات قضائية عادلة، لكن منظمات حقوقية دولية تتّهم طهران باستخدام هؤلاء الموقوفين أوراق ضغط في مفاوضاتها مع الغرب.