عمر الأزمة يطول في العراق مع تأجيل انتخاب الرئيس
بغداد -أعلن مسؤول في البرلمان العراقي إرجاء انتخاب رئيس للجمهورية الاثنين بعد تعذر اكتمال النصاب خلال جلسة لمجلس النواب اثر مقاطعة ثلاث كتل رئيسية أبرزها الكتلة الصدرية.
واوضح المسؤول ان "جلسة اليوم تحولت لجلسة حوارية تداولية ولن يكون هناك تصويت لانتخاب رئيس الجمهورية بسبب عدم اكتمال النصاب الذي يحتاج الى ثلثي عدد نواب البرلمان". وحضر بحسب قسم الاعلام التابع لمجلس النواب 58 نائبا فقط من اصل 329.
وكان عدد كبير من أعضاء مجلس النواب العراقي اكدوا إنهم سيقاطعون التصويت الذي من المقرر أن يُجرى الاثنين لاختيار الرئيس الجديد للجمهورية، وهو ما يطيل أمد المواجهة السياسية.
وأوقفت المحكمة الاتحادية العليا في العراق الأحد ترشح وزير الخارجية السابق هوشيار زيباري للرئاسة بسبب مزاعم فساد. وقالت المحكمة إن ترشح زيباري، وهو رجل دولة عراقي كردي مخضرم يرتبط بعلاقات ودية مع الغرب، لا يمكن المضي قدما فيه ما لم يتم الفصل في اتهامات له بالفساد في قضية تعود لعام 2016 عندما كان يشغل منصب وزير المالية.
والحكم ضربة لرجل الدين الشيعي مقتدى الصدر الذي يتمتع بشعبية كبيرة وفاز التيار الذي يتزعمه بأكبر عدد من المقاعد في مجلس النواب في انتخابات أكتوبر/تشرين الأول، والذي تعهد بتشكيل سريع لحكومة من المتوقع ألا يشارك فيها أي من حلفاء إيران السياسيين في العراق.
وأيد الصدر والحزب الديمقراطي الكردستاني، الذي ينتمي إليه زيباري، وتحالف سني في مجلس النواب ترشح وزير الخارجية السابق.
وظهرت اتهامات الفساد على السطح من جديد بعد أن تبين أن زيباري منافس قوي على المنصب. وفي نهاية المطاف سحب الصدر دعمه له قائلا في بيان إن أي رئيس جديد للعراق لا بد أن يستوفي شروط شغل المنصب.
وخاض التيار الصدري انتخابات مجلس النواب ببرنامج قائم على مكافحة الفساد.
وقال التيار الصدري في بيان السبت إنه سيقاطع جلسة البرلمان التي ستُعقد الاثنين.
وقال تحالف للأحزاب القريبة من إيران في بيان الأحد إنه ضد عقد جلسة مجلس النواب الاثنين لانتخاب رئيس للدولة.
ومن المرجح ألا يكون بإمكان مجلس النواب عقد الجلسة الاثنين بسبب عدد النواب الذين أعلنوا مقاطعة التصويت الأمر الذي يطيل أمد صراع على الرئاسة وتشكيل الحكومة الجديدة يخوضه أساسا التيار الصدري مع التحالف الموالي لإيران.
منذ الإطاحة بنظام صدام حسين بعد الغزو الذي قادته الولايات المتحدة للعراق في عام 2003 هيمنت الجماعات الشيعية المدعومة من إيران على الحكومات والمؤسسات العراقية بصورة واسعة.
وأقوى الأحزاب الموالية لإيران لها، أو متحالفة، مع جماعات مدججة بالسلاح.
ويتباهى الصدر ذو الشعبية بالفصيل المسلح له وتصدى في السنوات الماضية بقوة للجماعات المسلحة المدعومة من إيران.
وفي العادة يدخل العراق فترة من الجمود السياسي لشهور بعد كل انتخابات عامة عندما تدخل النخبة السياسية في مساومات سعيا وراء المناصب في الحكومة الجديدة.
وبشكل متزايد لم يعد العراقيون يثقون بالحياة السياسية في بلادهم ويتهمون جميع السياسيين تقريبا بالفساد. ولم يعد معظم الناخبين يصوتون في معظم الانتخابات.
وكان زيباري، الذي شغل منصب وزير خارجية العراق لأكثر من عشر سنوات، وزيرا للمالية عندما أقاله البرلمان عام 2016 بسبب مزاعم فساد. وسبق أن نفى زيباري جميع الاتهامات الموجهة إليه وقال إن وراءها دوافع سياسية.
وقدم أربعة نواب في الأسبوع الماضي طعنا أمام المحكمة الاتحادية العليا يطالبون فيه باستبعاد زيباري من السباق الرئاسي، واتهموه بالفساد المالي والإداري في عام 2016.
وقالت المحكمة في حكمها إنها قررت "إيقاف إجراءات انتخاب (زيباري) مؤقتا لمنصب رئيس الجمهورية لحين حسم الدعوى".
وسيكلف الرئيس الجديد للبلاد أكبر كتلة في البرلمان بتشكيل الحكومة.