هل يركز داعش هجماته على السجون للاستفادة من خزانات الجهاديين؟
واشنطن - يبحث تنظيم الدولة الإسلامية الذي تحول إلى مجموعات تعتمد على الهجمات المباغتة وحرب العصابات، إعادة ترتيب صفوفه وتعزيز قدراته بالمزيد من المقاتلين من ذوي الخبرة في الوقت الذي انحسرت فيه قدراته على تجنيد واستقطاب مجندين جددا في ظل التضييق الغربي على قنوات تواصله عبر شبكة الانترنت، لكن يبدو أنه بات ينظر للآلاف من مقاتليه المحتجزين لدى قوات سوريا الديمقراطية كخزان مهم من المقاتلين وهو ما يفسر إلى حدّ ما مجازفته الأخيرة بالهجوم على سجن في حي غويران بمدينة الحسكة الواقع تحت إدارة قوات سوريا الديمقراطية (قسد).
وفي مقابلة مع وكالة اسوشيتد الأميركية نشرت الأحد، حذّر قائد قوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي من أن داعش ربما يخطط لهجوم جديد على السجون الواقعة في مناطق نفوذ الإدارة الذاتية لتحرير المزيد من عناصره.
ويذهب هذا التحذير إلى تعزيز احتمال تفكير التنظيم المتطرف في خزانه من الجهاديين من ذوي الخبرة لقتالية المحتجزين في السجون التي تديرها وتحرسها قوات سوريا الديمقراطية.
وتقول 'قسد' إنها تمكنت من السيطرة على الوضع وإنها اعتقلت المئات من الفارين من عناصر داعش، لكن مصادر أخرى تتحدث عن فرار المئات ومن المرجح جدا أن كثيرا منهم التحقوا بمناطق البادية السورية أو المنطقة الحدودية بين سوريا والعراق، فيما قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن عددا منهم دخلوا تركيا.
وشكل مقتل زعيم تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) أبوابراهيم القرشي في عملية أميركية في شمال غرب سوريا قبل نحو أسبوعين ضربة قاصمة للتنظيم المتشدد لكنها لم تكن العملية الوحيدة في سياق تحجيم خطر داعش فقد سبق للقوات الأميركية أن قتلت في السنوات الأخيرة قادة كبارا بمن فيهم زعيم التنظيم أو "الخليفة" أبوبكر البغدادي ومع ذلك لا يزال التنظيم المتطرف يشكل خطرا كبيرا في كل من سوريا والعراق.
وتشكو قسد من عدم قدرتها على تحمل أعباء الآلاف من معتقلي داعش وحذّرت مرارا من خطر فرارهم وقد زادت تلك المخاوف على اثر الهجوم الأخير الذي شنه التنظيم على سجن غويران لتحرير عناصره ويقدر عددهم بأكثر من 3 آلاف سجين.
وتتقاسم السلطات العراقية التي تضم سجونها كذلك آلاف من عناصر التنظيم المتطرف المخاوف ذاته وقد شنت في الفترة القليلة الماضية حملة واسعة شملت سبعة سجون في عملية استباقية ولتفكيك خلايا متطرفة محتملة داخل سجونها.
وقد رجح عبدي في المقابلة من أن التنظيم المتطرف يبدو أنه مازال يحتفظ بقوة وقدرة على المباغتة وأن مقاتليه ما زالوا جاهزين للتحرك.
وتكتب مخاوفه مشروعيتها من حجم الهجوم الذي شنه على سجن غويران وعلى جرأة العملية التي شنها رغم أنها تعتبر مجازفة مقارنة بقدرات قوات سوريا الديمقراطية التي تحظى بدعم أميركي ومن التحالف الدولي ضد داعش.
وصمد مقاتلو داعش لأكثر من عشرة أيام في هجومه الأخيرة في اشتباكات مسلحة مع القوات التي يقودها الأكراد، ما يحيل إلى أنه أعدّ جيدا للهجوم وأنه يمتلك قدرة عالية على التخطيط.
وشكلت عمليته الأخيرة اختبارا بالنسبة إليه ومدى قدرته على اختراق خط وتحصينات "العدو" ما يمنحه حافزا إضافيا لتكرار الهجوم.
ويقول قائد قوات سوريا الديمقراطية إن التنظيم لا يزال في محيط قواته وأن عدم مكافحته والتصدي له سيتيح له إعادة الانتشار مجددا، مشيرا إلى أنه قاوم بشدة خلال الهجوم الأخير على سجن غويران الذي خلف نحو 500 قتيل من الجانبين بينهم 121 من المسلحين الأكراد.
وكشف القيادي في قسد إلى وجود اخلالات أمنية سمحت لداعش بشن هجوم على سجن غويران، مشيرا إلى أنه كان لدى قوات سوريا الديمقراطية معلومات استخباراتية تفيد بأن التنظيم المتطرف كان يخطط لشن هجمات على السجون.
وأكد في المقابل أن قواته اتخذت بعد الهجوم الأخير إجراءات أمنية لاحتواء خلايا داعش النائمة وأنها أفرغت مراكز الاعتقال التي فيها عيوب تحسبا لتعرضها لهجمات مشابهة.
كما كشف أن قواته "قدمت المساعدة في الغارة العسكرية الأميركية التي قتل فيها القرشي في إدلب الأسبوع الماضي وذلك من خلال تسهيل المرور وخدمات لوجستية، لكن من دون المشاركة مع مقاتلين على الأرض".