البوصلة ايرانية والتحرك خارج العراق في ألوية الوعد الحق
بغداد - تدلل مؤشرات عديدة على وقوف ايران وراء دعم "ألوية الوعد الحق" التي اعلنت مسؤوليتها عن عدة هجمات في السعودية والامارات، ولا يتوفر حولها الكثير من المعلومات.
وتبدو ألوية الوعد الحق التي تنظم حملات علنية لجمع التبرعات لجماعة الحوثي هي واجهة لفصائل شيعية مسلحة تتمتع بنفوذ واسع في مؤسسات الدولة العراقية الأمنية والعسكرية.
هذا النفوذ يجعلها بعيدة عن ملاحقة الأجهزة الأمنية العراقية التي تبدو غير مؤهلة لاتخاذ إجراءات رادعة ضد تلك الفصائل والجماعات المسلحة.
ويُعتقد أن ألوية الوعد الحق هي واجهة إعلامية لتبني عمليات كتائب حزب الله العراقية تجنبا لردود فعل متوقعة ضد هذه الكتائب.
وتبنت الألوية شن هجمات ضد السعودية والإمارات أو التهديد بشنها في حين لم تتبن أي هجوم داخل الأراضي العراقية عبر منشوراتها في قناتها على التليغرام التي يتابعها أكثر من ستة آلاف مشترك.
ونشرت قناة "ألوية الوعد الحق" منذ إنشائها في 23 يناير/كانون الثاني 2021 سبع منشورات منها ثلاث بيانات مرتبطة بالهجمات على السعودية والامارات.
وتبنّت في بيانها الأول في 24 يناير/كانون الثاني 2021 هجوماً بطائرات مسيرة على قصر اليمامة في الرياض وفي بيانها الثاني باركت هجوم جماعة الحوثي على أبوظبي في 17 يناير/كانون الثاني الماضي بطائرات مسيرة أصابت صهاريج لنقل المواد النفطية في منطقة مصفح الصناعية وأدت إلى حريق قرب مطار أبوظبي.
وفي بيانها الثالث، تبنت الهجوم بأربع طائرات مسيرة على منشآت حيوية في أبوظبي في 2 فبراير/شباط الجاري وهو ما لم تؤكده الجهات الرسمية الإماراتية.
ونقلت وكالة "أسوشيتد برس" الأميركية في حينه عن مسؤول في ألوية الوعد الحق قوله إنّ "قطع الطائرات المسيرة جاءت من إيران وتمّ تجميعها وإطلاقها من العراق" وذلك في أعقاب الهجوم على قصر اليمامة في الرياض ما يؤكد اعتراف هذا الفصيل بتلقيه الدعم من إيران وتنفيذه سياسات طهران في العراق.
أصحاب الكهف وعصبة الثائرين وقبضة المهدي وسرايا ثورة العشرين الثانية وقوات ذو الفقار وسرايا المنتقم وأولياء الدم وثأر المهندس وقاصم الجبارين والغاشية
وألوية الوعد الحق هي من بين المجموعات الشيعية المسلحة التي ظهرت خريف عام 2019 كمجموعات تتبنى هجمات بالصواريخ أو بالطائرات المسيرة على قواعد عراقية تستضيف قوات أميركية أو على أرتال الدعم اللوجستي لقوات التحالف الدولي.
وهذه الميليشيات لا ترتبط تنظيميا بهيئة الحشد الشعبي ما يعطيها مساحة واسعة من النشاط لتنفيذ الهجمات داخل العراق وخارجه بعيدا عن أي تداعيات قد تتحملها الحكومة العراقية.
وظهرت في العراق مجموعات مسلحة في خريف عام 2019 بالتزامن مع الانتفاضة الشعبية وزادت من نشاطاتها بعد اغتيال قاسم سليماني قائد فيلق القدس الايراني ورفيقه أبومهدي المهندس نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي بغارة اميركية في 3 يناير/كانون الثاني 2020.
ومن أهم تلك المجموعات المسلحة أصحاب الكهف وعصبة الثائرين وقبضة المهدي وسرايا ثورة العشرين الثانية وقوات ذو الفقار وسرايا المنتقم وأولياء الدم وثأر المهندس وقاصم الجبارين والغاشية ومجموعات أخرى بعضها تبنى عملية واحدة أو عمليتين فقط.
وهناك مؤشرات على ارتباط ألوية الوعد الحق بكتائب حزب الله العراق إحدى أقوى وأكبر المجموعات الشيعية العراقية المسلحة الحليفة لإيران حيث يعيد حساب أبو علي العسكري المسؤول الأمني للكتائب نشر بيانات الألوية في قناته الرسمية بتطبيق التليغرام.
كما نظمت كتائب حزب الله العراق حملات علنية في الشوارع وفي مقراتها للتبرع بالمال لصالح جماعة الحوثي لدعم الهجمات على الإمارات والسعودية وهو نهج مطابق تماما لألوية الوعد الحق التي تستهدف الدولتين.
ويُفهم من هجوم ألوية الوعد الحق حسب بياناتها المعلنة أنها تحاول الضغط على دولة الإمارات للتراجع عن دعم العمليات العسكرية للحكومة الشرعية التي حققت إنجازات ميدانية في محافظة شبوة اليمنية ذات الأهمية الحيوية لطرفي الصراع، جماعة الحوثي والحكومة الشرعية والقوات المتحالفة معهما.
وقوبلت الهجمات التي نفذتها جماعة الحوثي وألوية الوعد الحق بواسطة طائرات مسيرة وصواريخ باليستية ومجنحة على أهداف في أبوظبي بمباركة وترحيب من معظم قيادات المجموعات المسلحة الحليفة لإيران.
ووصف رجل الدين العراقي النافذ مقتدى الصدر ألوية الوعد الحق بانها مجموعة من الإرهابيين الخارجين عن القانون وطالب حكومة مصطفى الكاظمي باتخاذ "إجراءات حازمة مع هؤلاء لئلا يحدث ما لا يحمد عقباه".
وأكد في تغريدة على حسابه الشخصي في تويتر على أنّ "العراق بحاجة للسلام والهيبة وعدم التبعية لأوامر الخارج ومن المهم ألّا يكون منطلقاً للاعتداء على دول الجوار والدول الإقليمية".