جولات كرّ وفرّ عند بوابات القصر الرئاسي في الخرطوم
الخرطوم - شهدت العاصمة السودانية الخرطوم اليوم الاثنين احتجاجات حاشدة اقتربت من مبنى القصر الرئاسي للمرة الثانية منذ بدأت المظاهرات المنددة بالانقلاب العسكري على الشركاء المدنيين في الحكم في 25 أكتوبر/تشرين الأول من العام الماضي.
وزحفت حشود ضخمة من المتظاهرين السودانيين المناهضين للحكم العسكري إلى بوابات القصر الرئاسي في وسط العاصمة وسط كرّ وفرّ على وقع استخدام قوات الأمن الغاز المسيل للدموع وقنابل الصوت بكثافة في محاولة لتفريقها.
وقالت لجنة أطباء السودان المركزية إن أحد المتظاهرين قُتل برصاصة في الرأس خلال احتجاجات مماثلة في مدينة أم درمان المجاورة، في حين أصيب العشرات في الخرطوم.
وينظم المتظاهرون مسيرات إلى القصر الرئاسي على نحو متكرر منذ انقلاب 25 أكتوبر/تشرين الأول من العام 2021 والذي أنهى ترتيبا لتقاسم السلطة بين المدنيين والعسكريين كان من المفترض أن يؤدي إلى انتخابات ديمقراطية. وقتل ما لا يقل عن 84 شخصا في حملات أمنية.
وهذه هي المرة الثانية فقط منذ الانقلاب التي يتمكن فيها المتظاهرون من الوصول إلى بوابات القصر وهو مقصد معتاد للمظاهرات في السودان على مر تاريخه لاعتبارات تتعلق برمزية المبنى.
وهذه أحدث محاولة من المحتجين لاختراق التحصينات الأمنية المشددة لكنهم اضطروا في النهاية للتراجع مساء والبدء في الانسحاب قبل غروب الشمس في حين لاحقت قوات الأمن بعضهم في الشوارع الجانبية.
وأعلنت لجان المقاومة التي تنظم الاحتجاجات أمس الأحد عن ميثاق سياسي يهدف إلى توحيد القوى السياسية المدنية. وشوهد المتظاهرون وهم يحملون لافتات تدعم الميثاق ويوزعون نسخا منه.
وقال شاهد إن قوات الأمن أطلقت الغاز المسيل للدموع وكان بعضه أحمر أو أصفر وكذلك قنابل صوت وسائلا أحمر أثناء محاولتها التصدي للمتظاهرين على بعد أكثر من كيلومتر من القصر. ونُقل العديد من المتظاهرين بعيدا على دراجات نارية بعد أن فقدوا الوعي.
وبعد نحو ساعة من وصولهم إلى القصر، واجه المتظاهرون جولة جديدة من إطلاق الغاز المسيل للدموع وقنابل الصوت كما سُمع دوي طلقات نارية.