حل غير مكلف لشح المياه الزراعية اسمه الشمع!
واشنطن – يمثل الماء واحدا من أعظم الهواجس والرهانات التي يطرحها الاحترار على الزراعة بشكل خاص، لكن تقنية أميركية واعدة بحل بسط وغير مكلف يعتمد على الشمع في تغليف الأراضي الزراعية في المناطق الصحراوية الجافة حفاظا على رطوبة التربة ولزيادة الإنتاج الزراعي.
وصمم باحثون في علوم البيئة في الولايات المتحدة غطاء الأراضي الزراعية الجديد من وحي عملية طبيعية تنتهجها العديد من النباتات والحيوانات، اذ تنتج الاخيرة مواد شمعية ومن خلالها تجمع المياه من الضباب أو من عملية التكثيف، حتى تحافظ على رطوبتها.
وحاليا، تعتمد حواجز الغطاء الأرضي الشائعة الاستخدام على الألواح البلاستيكية والمواد النانوية المصممة هندسيًا، حيث يمكن أن تُبطئ تبخر الماء في التربة وتعزز من نمو المحاصيل الزراعية وتزيد من إنتاجيتها، ولكنها مكلفة وتسبب انبعاثات.
كما يمكن لهذه الاغطية تسريب مركبات غير مرغوب فيها إلى التربة، والتي قد تتسبب بتأثيرات بيئية غير معروفة على المدى الطويل، وهي عوائق يحلها الغطاء الجديد.
واختار الباحثون في تجاربهم شمع البارافين الخام وهي مادة عديمة اللون، وقابلة للتحلل الحيوي ومتوفرة بكميات كبيرة.
وعمل الباحثون على إذابة الشمع في مادة كيميائية من الهيدروكربونات وتسمى ”الهكسان“، وصبوا في الخليط رمال السيليكا، ومع تبخر المذيب خلال التجربة، تُركت طبقة من الشمع بسمك 20 نانومترا على حبيبات الرمل.
وقال الباحث المشارك في الدراسة هيمانشو ميشرا "عند تطبيق الرمل المطلي بالشمع في طبقة رقيقة لأرض زراعية في منطقة صحراوية، قلل من فقدان رطوبة التربة بنسبة تتراوح بين 50-80 بالمئة".
قلل من فقدان رطوبة التربة بنسبة تتراوح بين 50-80 بالمئة
وأظهرت التجارب الميدانية أن غطاء الأراضي الزراعية الجديد زاد من إنتاج محاصيل الطماطم والشعير والقمح، مقارنةً مع تلك المزروعة دون غطاء.
كما ولم يتأثر المجتمع الميكروبي حول جذور النباتات في التربة سلبًا بالبقايا الشمعية، والتي يمكن أن تكون مصدر غذاء لبعض الميكروبات.
ويحصل المزارعون عادةً على المياه لري محاصيلهم الزراعية من المياه الجوفية والمجاري المائية القريبة.
وعند استخدام هذه الأساليب في ري الأراضي الزراعية في البيئات الصحراوية، قد تنفذ الإمدادات بسرعة؛ لأن التربة في هذه المناطق لا تحتفظ بالماء جيدا.
ولمواجهة ذلك، تُوضع حواجز الغطاء الأرضي، لتحسين كفاءة المياه المستخدمة في ري الأراضي الزراعية في المناطق القاحلة، والتأكد من بقاء الماء في التربة لفترة كافية حتى تتمكن جذور النباتات من امتصاصها.
وطلاء الرمل بالشمع غير ضار بالبيئة للتحكم في تبخر التربة، ويمكنه تحسين إنتاج المحاصيل الزراعية في المناطق الصحراوية الحارة، ومع استخدام مياه أكثر كفاءة من الطرق الحالية.