انقرة تضع ملف غولن على طاولة النقاش مع واشنطن حول حرب اوكرانيا

من غير المستبعد ان تضغط أنقرة بقضية غولن كجزء من صفقة مع الولايات المتحدة لاستمالة تركيا اكثر نحو موقف الغرب الموحد من الغزو الروسي لأوكرانيا.
اردوغان يثير قضية غولن في "كل اجتماعاته" مع المسؤولين الأميركيين
وزير العدل التركي: تسليم غولن سيعيد الزخم القوي للعلاقات مع واشنطن

انقرة - اعلنت انقرة الأحد ان الوقت قد حان لقيام واشنطن بتسليم الداعية التركي فتح الله غولن المقيم في الولايات المتحدة والمتهم بالإرهاب في بلاده، مشيرة الى ان ذلك سيعيد "الزخم القوي" الى العلاقات الثنائية.
ويأتي الاعلان التركي عن "استيفاء جميع الشروط" التي طلبتها واشنطن لتسليم غولن، في خضم الضغوط الأميركية على انقرة للنأي بنفسها اكثر عن روسيا والاقتراب من الموقف الغربي الموحد تجاه الحرب في اوكرانيا.
وتمثل قضية غولن احدى نقاط التوتر الرئيسية التي تشوب العلاقات بين البلدين العضوين في حلف شمال الأطلسي. وسبق ان تقدمت تركيا بطلبات متكررة لتسلمه منذ اتهامه بالوقوف وراء محاولة الانقلاب في 2016.
وقال وزير العدل التركي بكر بوزداغ ان "شروط اتفاقية المساعدة القانونية بين الولايات المتحدة وتركيا بخصوص تسليم المجرمين باتت مكتملة. أثبتنا للجانب الاميركي استيفاء الشروط. وقدمنا للاميركيين ما يكفي من الأدلة". 
واضاف الوزير بحسب ما نقلت عنه وكالة الاناضول التركية الحكومية ان "المعركة مستمرة دون هوادة" ضد منظمة غولن. وقال ايضا ان تركيا سوف تستمر في بذل الجهود من أجل تسليم غولن لأنقرة، وأن "الجهود سوف تزداد من الآن فصاعدًا".
ويشكل تسلم غولن من الولايات المتحدة "انتصارا" للرئيس التركي رجب طيب اردوغان، الذي قال بوزداغ عنه انه يثير قضية غولن في "كل اجتماعاته" مع المسؤولين الأميركيين.
وأشار بوزداغ ايضا الى اجتماعاته مع نظيره الاميركي حول تسلم غولن الى جانب المطالب التي يقدمها باستمرار وزير الخارجية التركي مولود تشاوش أوغلو الى الأميركيين.
ومن غير المستبعد ان يكون ملف غولن، جزءا من صفقة في مفاوضات اوسع بين البلدين حول توحيد الاستجابة والدعم لأوكرانيا في مواجهة الغزو الروسي.
وقال بوزداغ ان إعادة غولن إلى تركيا "تعني عودة الزخم القوي للعلاقات التركية الاميركية".
وتسعى الولايات المتحدة الى استمالة كل حلفائها، بمن فيهم الاتراك، لعزل روسيا التي شنت حربا لم تشهدها اوروبا منذ نهاية الحرب العالمية الثانية قبل نحو ثمانين عاما.
وتحاول تركيا اتخاذ موقف متوازن من الحرب بين بلدين تربطهما بها علاقات سياسية واقتصادية جيدة. لكن لم يُعرف الى اي مدى يمكن لتركيا الصمود على هذا الموقف.
ونقلت وكالة رويترز للانباء السبت عن مصادر مطلعة قولها ان الولايات المتحدة اقترحت على تركيا تزويد اوكرانيا بمنظومة الدفاع الجوي اس-400 التي اشترتها من موسكو لمواجهة الغزو الروسي.
ويعكس الاقتراح، الذي من المؤكد انه مرفوض في تركيا، اتساع المحادثات بين انقرة والدول الغربية حول الحرب في اوكرانيا.